الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

حرائق تلتهم الأخضر واليابس بـ"اليونان" وتحاصر ضواحي أثينا

السبت 07/أغسطس/2021 - 07:00 م
حرائق الغابات في
حرائق الغابات في اليونان

أُجلي آلاف السياح والمقيمين من بلدات في شمال العاصمة اليونانية أثينا، مع خروج حرائق الغابات عن السيطرة واتساع رُقعتها في جميع أنحاء البلاد لليوم الحادي عشر على التوالي.

وتُصعّب الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة من محاولات السيطرة على الحرائق التي أودت بحياة شخصين على الأقل، أحدهما رجل إطفاء. فيما دفعت سحب الرماد والدخان الضخمة، بالقرب من أثينا، بعض الناس لمغادرة منازلهم.

وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.2 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، ويُتوقع استمرارها في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات.

وتم الإبلاغ عن أكثر من 150 حريقًا في جميع أنحاء اليونان. ووضِعت 6 مناطق في حالة تأهب قصوى. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن موجة الحر "حوّلت البلاد إلى برميل بارود."

في شمال أثينا، واصلت الحرائق تقدمها بقوة نحو الشرق وبحيرة ماراثون، أكبر خزان للماء في العاصمة، بعد أن تسببت في إخلاء عشرات البلدات. ولقي رجل إطفاء متطوع يبلغ من العمر 38 عامًا مصرعه جراء سقوط عمود كهرباء بإحدى ضواحي المدينة، بحسب وكالة "فرانس برس".

أما الضحية الأخرى فكان رئيس غرفة أثينا للتجارة، كونستانتينوس ميتشالوس، حيث عُثِر عليه فاقدًا للوعي في مصنع قريب من مكان اشتعال النيران. وأُصيب 20 شخصًا آخرون بجروح.

ويُتوقع استمرار الحرائق رغم انخفاض درجات الحرارة إلى حوالي 35 درجة مئوية (95 فهرنهايت) بعد أن سجّلت 40 درجة مئوية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وفي جزيرة إيفيا، أُجلي أكثر من 1300 شخص على متن عبّارات وقوارب صيد خلال الليل من قرية لِمني الساحلية التي حاصرتها النيران.

وقال مسؤول خفر السواحل في الجزيرة، سوتيريس دانيكاس، لإذاعة "إي آر تي" اليونانية "نحن نتحدث عن نهاية العالم هنا، ولا أعرف كيف أصف الوضع".
وتم إجلاء أكثر من 20 آخرين صباح السبت من شاطئ روفيس في هذه الجزيرة الشاسعة الواقعة شرق البلاد، بحسب وسائل إعلام يونانية.

يأتي ذلك فيما تكافح اليونان، مثل أجزاء كثيرة من أوروبا، الطقس القاسي هذا الصيف، حيث أظهرت الحرائق "حقيقة تغيّر المناخ"، حسبما قال رئيس الوزراء اليوناني.

واضطر أكثر من 5 آلاف ساكن وسائح إلى الفرار من ماني، حيث قدرت رئيسة البلدية إيليني دراكولاكو مساحة المنطقة المحروقة إلى الشرق من هذه المنطقة الجبلية والسياحية بنسبة 50 بالمائة، وأتت الحرائق على المنازل والسيارات والشركات.

وانتقدت في تصريح لقناة "أي آر تي" التلفزيونية غياب قاذفات المياه في الساعات الأولى الحاسمة من الكارثة.

في غضون ذلك، يواصل المئات من رجال الإطفاء اليونانيين معركتهم الشرسة وغير المسبوقة لإنقاذ الأرواح من ألسنة اللهيب، باستخدام 20 طائرة إطفاء، إضافة إلى تعزيزات من دول أخرى بما في ذلك مصر وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا.

أرسلت مصر صباح السبت طائرتي هليكوبتر"شينوك"، مدعمة بكافة المعدات والوسائل المتطورة، لمشاركة اليونان في إخماد الحرائق، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، واستمرارا للدعم المصري المقدم للدول الصديقة والشقيقة لمجابهة كافة الأزمات التى تتعرض لها.

وكذلك أرسلت الحكومة البريطانية "رجال إطفاء ذوي خبرة" بعد أن شاهدت وزيرة الداخلية بريتي باتيل "الأثر المدمر" للحرائق أثناء تواجدها في اليونان في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأجبرت السلطات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم خارج أثينا، حيث دمرت الحرائق المنازل والسيارات والشركات.

واشتعلت النيران أيضا في جزيرة إيفيا القريبة، ومناطق قريبة من أولمبيا القديمة، مهد الألعاب الأولمبية. وطلبت السلطات المحلية دعمًا جويًا إضافيًا لمكافحة النيران المستعرة بشدة في إيفيا.