الأحد 29 سبتمبر 2024 الموافق 26 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"نسر الأهلي" يحلق في سماء كازبلانكا.. موسيماني "المبدع".. السولية "رمانة ميزان" .. الشناوي "الأخطبوط".. معلول "الطائر".. مروان محسن "محطة".. وجيرالدو "علامة استفهام"

الأحد 18/أكتوبر/2020 - 11:18 م
فريق الأهلي
فريق الأهلي

استطاع فريق الأهلي أن يحقق فوزًا غاليًا على نظيره الوداد البيضاوي المغربي بهدفين نظيفين في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة دوري إبطال إفريقيا، على ملعب "محمد الخامس" بالدار البيضاء.

ويعد هذا الفوز الأول للمارد الأحمر خارج الديار منذ 398 يومًا، فكان أخر فوز خارج الديار أمام كانو سبورت بالأدوار التمهيدية في بطولة دوري الأبطال لهذا العام في 14 سبتمبر 2019، بنتيجة 2-0. 


1- موسيماني "رجَّع" الأهلي تاني

أدار الجنوب إفريقي، بيتسو موسيماني، اللقاء بذكاء وشخصية كبيرة أمام فريق الوداد، حيث لم نشعر بالمرة أن الأهلي يلعب على الأراضي المغربية بل على التتش!، بناء اللعب من الخلف بسهولة ويسر، عدم الاعتماد على الكرات الطولية - في ملاعب الخصوم - التي شاهدناها مع جميع مدربي الأهلي بعد الولاية الثالثة للمخضرم مانويل جوزية.

 لم نر الأهلي يقوم ببناء الهجمة على ملعب الخصم بهذه المرونة والدقة منذ عهد جوزية، لا يوجد لاعب بالملعب لا يتحرك، تقارب الخطوط والتماسك الدفاعي كان ناجحًا بدرجة كبيرة، وهو الذي أدى لظهور الوداد بهذا الشكل الباهت. 



2- استغلال نقطة ضعف المنافس

كرة القدم تفاصيل بسيطة، من يهتم بها يعلو ومن لا يدركها يتحسر.. ! 

عندما وجدت موسيماني يطلب من موسى ماتيبلا، محلل الأداء الفني تقريرا مفصلا عن القدم التي يلعب بها كل لاعب في الوداد، تعجبت كثيرا، ماذا تفيد هذه المعلومة في حسم مباراة مصيرية مثل هذه؟ لكنني وجدت الإجابة
 في الهدف الأول للأهلي عن طريق مجدي أفشة، يريد موسيماني أن يقوم بالضغط القوي والسريع عندما تذهب الكرة للقدم الضعيفة للمنافس، في تلك اللحظة يخطأ المدافع ويلعبها بطريقة خاطئة أو تقطع منه الكرة، وهذا ما حدث بالفعل مع مدافع فريق الوداد، يحيي جبران، فريق الوداد سئ في استخلاص الكرة والضغط، عند حدوث الهجمة المرتدة يعاني الدفاع كثيرًا ويصبح مهلهلًا وغير قادر على افتكاك الكرة، وهذا ما فهمه موسيماني، الفريق كان يترك الكرة للوداد حتى يتقدموا ويتركوا المساحات خلفهم. 



3- السولية " رمانة الميزان" بالأهلي 

معدل جري عمرو السولية في كل مباراة للأهلي عالي جدا، وأكثر اللاعبين إيجابية في التمرير، وقوف السولية وأليو ديانج بطريقة مثالية والضغط القوي عند عبور الكرة خط وسط الفريق، أعطى الحرية الكبيرة لمجدي أفشة أثناء القيام بالهجمات المرتدة. 



4- تألق الشناوي.. وقتال ياسر إبراهيم 


لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، محمد الشناوي يقدم موسمًا استثنائيًا مع الأهلي، صاحب ال٢٤ كلين شيت بالدوري المصري تألق في مباراة الأهلي أمام الوداد بعد تصديه لركلة جزاء بمنتهى البراعة،، لا يوجد بطل بدون حارس عظيم، والشناوي قيمته الفنية والقيادية لا تقل أبدا عن العظماء

تخيل معي أن ركلة الجزاء سكنت الشباك وأصبحت النتيجة ١/١ في هذا التوقيت، ماذا كان سيحدث لمعنويات فريق الوداد؟ لو لم يتصدى الشناوي كان لاعبو الوداد يهاجمون كالطوفان وترتفع روحهم المعنوية والأمل بداخلهم يزيد، وينتقل التوتر والشك في قلوب الشياطين الحمر، لكن براعة الشناوي أنقذت الأهلي وسلبت روح فريق الوداد وأصبح الفريق منهارًا أكثر . 

بعد تصدي الشناوي للكرة، ارتدت الكرة للاعب إسماعيل الحدادي وكان على شك إحراز التعادل بكل سهولة، لكن براعة ياسر إبراهيم وفدائيته في افتكاك الكرة للشناوي ليمسك بها كانت أحد أهم وأبرز لقطات المباراة، ياسر إبراهيم يقدم مستوى طيب ويتطور من حين لآخر . 



5- لماذا يلعب جيرالو في الأهلي؟ 


على مدار تاريخ فريق الكرة بالنادي الأهلي، لم يمر محترف إفريقي أسوأ من جيرالدو دا كوستا، لا أعرف ما هي مميزاته التي تؤهله للعب بالنادي الأهلي، ولما تصبر عليه لجنة التخطيط؟ لماذا يلعب مع كل المدربين الذين يتولوا القيادة الفنية للأهلي؟ 
على الإدارة أن تبحث عن بديل مكانه بأسرع وقت حتى يستفيد الفريق من لاعب ذو أهمية عن الأنجولي جيرالدو.



6- مروان محسن " محطة " ولكن ماذا بعد..؟ 

أجاد مروان محسن ألعاب الهواء، في مباراة اليوم حيث فاز بعدد كبير منها وذلك ساعد على سرعة وصول الكرة إلى أجايي وحسين الشحات وأفشة، لكن ماذا قدم مروان في الكرات العرضية؟ أين التحرك خلف المدافعين لاستلام الكرة ؟ لماذا يختفي مروان في معظم فترات المباراة ونراه فقط في الالتحامات والكرات الهوائية!؟، لم نر تحرك بدون كرة جيد وسريع من مهاجم الأهلي ومنتخب مصر في مباراة اليوم . 



7- متى ستعرض الحلقة الأخيرة من مسلسل الفرص الضائعة في الأهلي؟ 


دور المدرب أن يتيح للاعبين كيفية الوصول لمرمى المنافس وليس عليه كيفية إحراز الهدف في المنافس!! كاد إنفراد حسين الشحات يضيف الهدف الثالث ويقضي تمامًا على أحلام فريق الوداد في مباراة العودة، تصويبة أفشة، العديد من الفرص التي تصرف بها حسين الشحات وجيرالدو شكل سئ للغاية،، في مثل هذه المباريات أنت لا تذهب أمام المرمى بعدد كبير من الفرص، لذا يجب عليك إتقان كل فرصة تأتي إليك وكأنها آخر فرصة لك، في تلك اللحظة ستتصرف بتركيز أكبر ومهارة أفضل. 

8- موسيماني يجهز وليد سليمان وبادجي لمباراة العودة

لم يشرك بيتسو موسيماني، اللاعبان وليد سليمان وأليو بادجي في مباراة اليوم مع إن المباراة كانت تحتاج وليد سليمان كثيرًا نظرًا لخبرته الإفريقية الكبيرة، لكنه يريد ألا يحرق جميع أوراقه ويظهرها للمنافس، يعلم جيداً أن المباراة مازالت مستمرة ومازال شوط ثاني في القاهرة، لذلك لا يريد أن يكشف جميع قوته الضاربة والاحتفاظ بشئ منها ولو بسيط للجزء الثاني من المباراة أمر مهم وعقلاني للغاية. 



9- نزول حمدي فتحي منع " كارثة" 


لا جدال حول إمكانيات حمدي فتحي الرائعة، من لاعبين الارتكاز القلائل الذين يفسدوا هجمات الخصم بكل براعة وسهولة، قوي في الالتحمات عقلاني في اتخاذ الكرة، لا تراه يأخذ بطاقات صفراء كثيرة، لكن ديانج متهور بعض الشئ، لا تخلو مباراة بدون  أن يحصل على إنذار بسبب اندفاعه بعض الشئ، ديانج أخذ بطاقة صفراء في المباراة واحتسب أكثر من ركلة حرة عليه بعدما أخذ البطاقة، لذلك سحبه موسيماني على دكة البدلاء ونزل مكانه حمدي فتحي، لا خلاف حول أن ديانج لديه مقومات خط وسط جبارة لكنه يفتقد للعقلانية والهدوء أحيانًا، إذا اكتسبها أعتقد أنه لن ينافسه أحد من الجيل الحالي. 



10- موسيماني الطبيب..! 

بعد ضياع مجدي أفشة ركلة جزاء أمام بيراميدز واصطدام تصويبة قوية له في العارضة، صرح موسيماني أنه كان يتمنى أن يحرز أفشه هدفًا حتى تعود ثقته بنفسه مرة أخرى، وأثق أن موسيماني تعامل جيدا مع أفشة من الناحية المعنوية وزال الضغط من عليه، وأعاد ثقته بنفسه، وراهن عليه في مباراة اليوم وبالفعل سجل أفشه هدفاً مبكراً سهل المباراة على فريقه، محمد هاني الذي كان يخشى المباريات الكبيرة ويصيبه التوتر والقلق، اليوم هو أحد نجوم المباراة البارزين ولعب بشكل رائع على النجم الدولي المغربي إسماعيل الحدادي، هذا نتيجة التعامل النفسي الممتاز من قبل المدير الفني السابق لماميلودي صن داونز

الروح القتالية العالية والتركيز الشديد في المباراة دون حدوث نتيجة عكسية هو بسبب مدرب لديه مزايا فنيه عديدة وقدرته على التعامل مع النواحي النفسية بشكل ممتاز