الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في ذكري ميلاد أسطورة الفن.. محطات في حياة الراحل محمد فوزي

الأحد 15/أغسطس/2021 - 12:33 م
محمد فوزي
محمد فوزي

يصادف اليوم ذكري ميلاد الفنان والمطرب الموهوب محمد فوزي الذي أبدع في كثير من الأعمال وقدم أعمالا باهرة سواء في مجال السينما أو في مجال الموسيقي فدخل في قلوب الناس بسبب تميز اسلوبه بالبساطة والبهجة.


محمد فوزي هو مغني وملحن سينمائي مصري ولد فوزي في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الابن الحادي والعشرين من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، ومنهم المطربتين هدى سلطان، وهند علام، أما بالنسبة لتعليمه فهو حصل علي الابتدائية من مدرسة طنطا في عام 1931م، ولكنه مال إلى الموسيقى والغناء منذ أن كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية.


وكان الفضل في تعليمه أصول الموسيقي هو أحد رجال المطافئ محمد الخربتلي، وهو من أصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح. كما تأثر فوزي بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما علي السامعين في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي وبعد حصوله علي الشهاده الاعداديه التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي في القاهرة، ولكنه ترك المعهد وتخلي عن الدراسه بعد عامين لكي يعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي وكان ذلك قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها، حيث تعرف على كبار المغنيين ومنهم فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية. وتقدم إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن وهو في العشرون من عمره فرسب مطرباً ونجح ملحناً مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحنا.


حضر إلى القاهرة عام 1938م، واضطربت حياته فيها لفترة قبل العمل في فرقة بديعة مصابني ثم فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح ولكنه كان مصمم علي الغناء ولذلك قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التي هي ملئ رأسه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً ومغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه ومر زمنا الي أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي، التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها شاكراً. وفي العام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين، ومن هنا توالت الاعمال علي محمد فوزي.

أما عن الاذاعة المصرية التي رفضته كمطربا دأبت علي اذاعة اغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه فدخل فوزي الاذاعه بقوه باغانيه الوطنيه كما غنى العديد من الأغاني التي كانت من ألحانه في مجموعة من الأفلام، ولحن أيضا للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب وليلى مراد ونازك وهدى سلطان أخته ونجاح سلام، وغيرهم الكثير وقام بتمثيل العديد من الافلام حيث اصبح عدد الافلام الذي مثلها هو 36 فيلم وقام أيضا بتلحين النشيد القومي للجزائر الذي لا يزال حتي يومنا هذا وفي عام 1958م استطاع فوزي تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها و جاء نتيجه تفوق شركته وجودة إنتاجها الي أن الحكومة أمرت بتأميمها سنة 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد .


كان مرضه سبب في حيرة أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه أنه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة الي 36 كيلو (المرض هو تليف الغشاء البريتوني الخلفي) فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزي) هكذا سماه الدكتور الألماني باسم محمد فوزي. وهكذا دخل محمد فوزي دوامة طويلة مع المرض الذي أودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام 1966م.