الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

وزير الأوقاف: نستهدف تدريب 60 ألف إمام ومعلم على مواجهة التطرف الفكري

السبت 04/سبتمبر/2021 - 04:15 م
محمد مختار جمعة -
محمد مختار جمعة - وزير الاوقاف

في إطـار التـعـاون والتـنسيق المـستمر بين وزارة الأوقاف المـصـرية والـمجلس الأعلى للإعلام ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في ملـف تجـديـد الخطـاب الديـني ، وصحيفة الجمهورية ، نظمت وزارة الأوقاف اليوم السبت ندوة تحت عنوان : "بناء الوعي وأثره في استقرار الدول" ، بالقاعة الرئيسية بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر ، بمشاركة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وصالح الصالحي وكيل المجلس الأعلى للإعلام نائبًا عن كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، وماهر عباس مدير تحرير صحيفة الجمهورية نائبًا عن عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة الجمهورية ، والدكتور محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم  ، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة ، وعدد من السادة الأئمة والإعلاميين ، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وفي كلمته أعرب محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن سعادته وترحيبه بالحضور في هذا اللقاء الوطني التوعوي التثقيفي ؛ وهو بناء الوعي وأثره في بناء واستقرار الدول ، مؤكدًا أن ما يميز هذا اللقاء أنه تطبيق عملي لما ينادي به كثير من المتخصصين ، والمفكرين ، والأكاديميين ، والعلماء ، من أهمية تضافر جميع جهود مؤسسات الدولة في قضية بناء الوعي من أهم القضايا والتحديات المعاصرة.

وهذه الندوة تمثل تضافر مؤسسات الدولة حيث تم عقد عدد من الدورات التدريبية مع التربية والتعليم في تنمية مهارات معلمي التربية الدينية إضافة إلى التعاون المثمر مع المجلس الأعلى للإعلام والمؤسسات المعنية ببناء الوعي ،  حيث نقوم بعمل ثلاث مسابقات سنويًا مع صحيفة الجمهورية ، ونعمل مع وزارات الثقافة ، والشباب ، والتعليم العالي يدًا بيد في بناء الوعي .

هذا بالإضافة إلى الدورات المشتركة للسادة معلمي التربية الدينية ، لرفع الوعي الديني الرشيد ، حيث ستقوم الوزارة بتدريب 30 ألف معلم تربية إسلامية خلال العام الحالي في الدورات المشتركة بين الأوقاف والتربية والتعليم ، إضافة إلى برامجنا لتدريب 30 ألف معلم ، حيث نستهدف هذا العام تدريب 60 ألف إمام ومعلم على مواجهة التطرف الفكري مشيرًا إلى ضرورة تكثيف الدورات التدريبية المتخصصة ، خاصة في مجال السوشيال ميديا وتكنولوجيا المعلومات ، فوسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين فيمكن أن تستخدم لبناء الوعي من قبل أبناء الوطن المخلصين له في مواجهة أهل الباطل الذين لا يعملون إلا في غياب أهل الحق .

كما أكد على عقد دورات إقليمية ودورات مركزية رئيسة ، موضحاً أن منهج بناء الوعي لدى الإمام هو نفس المنهج الذي نطبقه لبناء وعي المعلم ، وذلك لبناء ثقافة الأخلاق والقيم الإنسانية في المجتمع  ، لنشر ثقافة الدين الصحيح ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة مبينًا أن مهمة الإمام والمعلم هي رسالة ، ولكن يسبقها حاله بين الناس ، وقديمًا قالوا حال رجل في ألف ، خير من كلام ألف رجل لرجل ، يقول الشاعر:

يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ * هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى * كَيْمَا يَصِحُّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
وَأَرَاكَ تُصْلِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا * أَبَدًا وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَقِيمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ * عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا * فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُولُ وَيُقْتَدَى * بِالعِلْمِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ

ويقول الآخر: أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا، ونحن نعد الأئمة والمعلمين لينهضوا بحمل هذه الرسالة ، محذرًا من السلبية المقيتة ، حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : " لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم" ،  فعلينا أن نخلص النية لله سبحانه ، قال تعالى : "إن أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" .

وفي كلمته قدم صالح الصالحي وكيل المجلس الأعلى للإعلام خالص الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على إتاحته الفرصة للمشاركة في هذا اللقاء ، الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات مثمرة تهدف لتعظيم المشاركة المجتمعية في مختلف المجالات ، والتواصل بين الأئمة والواعظات والجهات الإعلامية لتعزيز التواصل الفعال في بناء وعي المواطن المصري وخدمة المجتمع وتحقق الأمن الفكري والوطني والثقافي ، ومواجهة التحديات التي نواجهها جميعًا ، مؤكدًا أن رسالة الإسلام جاءت لتحفظ للبشرية أمنها وثقافتها ووسطيتها التي فطر الله تبارك وتعالى البشر عليها ، فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أحرص الناس على بناء وعي الإنسان ومحاربة الشائعات من خلال القصص والوعظ الذي يحدد للمجتمع السبيل القويم لمواجهة الأزمات والتحديات ومواجهة الشائعات والفكر المتطرف ، لأن الوعي درع وقاية ضد الأهداف الخبيثة لأعداء الوطن ، قال تعالى "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" ، مؤكدًا أن للأئمة والواعظات دورًا كبيرًا بالتشارك مع مؤسسة الإعلام في التعليم المُوجَّه لمواجهة كل المحاولات لتشتيت وهدم المجتمع ، فالإعلام يلعب دورًا حيويًا في تذليل العقبات التي تواجه التنمية ومواجهة الشائعات ، ومن هنا يأتي الدور الآخر المشترك للأئمة والواعظات والإعلام لمواجهة خطر الشائعات التي تحدق بالمجتمع وتعيق التقدم وتحقيق الأهداف المنشودة ومواجهة الأفكار المغلوطة ، ومحاولة التشويه والتشكيك والأفكار الهدامة ، لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي لوطننا الحبيب ، موضحًا أن دور الأئمة والواعظات ووسائل الإعلام يتكامل أيضًا في العمل على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها أغنى وسائل التنشئة الاجتماعية في العصر الحاضر وتحقيق الاستخدام الآمن لها لمواجهة الصفحات المشبوهة والتي تحمل فكرًا خبيثًا هدامًا مخربًا للمجتمع  ، ومن هنا يتحتم تغليظ العقوبات على مروجي الشائعات والأكاذيب ، وهذا يجعل من دور الأئمة والواعظات محوري في مواجهة الفكر المتطرف ، إلى جانب دور وسائل الإعلام ، وكذلك دعم التكامل والتواصل مع جميع المؤسسات .

وفي كلمته أشاد محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم بالدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف في مجال نشر الفكر الوسطي المستنير وتنمية مهارات معلمي التربية الدينية ، وأن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تسعى بالتعاون مع وزارة الأوقاف لتحقيق الاستراتيجية والتنمية الشاملة المستدامة وذلك لبناء الكيان المصري وتزويده بالقيم اللائقة ، وقد بدأت بالفعل بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الأوقاف بقيادة وزيرها المجدد  محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وكانت بداية ذلك التعاون المشترك في إقامة المسابقة الثقافية المشتركة بين وزارة الأوقاف والتربية والتعليم والتعليم العالي لنشر الثقافة الدينية الصحيحة خاصة أن الشباب والطلاب هم لبنة المجتمع وقدأحدثت هذه المسابقة نشاطًا ووعيًا ومن جانب آخر إقامة الدورات المشتركة بين وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لمعلمي التربية الدينية، وفي ختام الحفل قدم طلاب التربية والتعليم هدية تذكارية لوزير الأوقاف تقديرًا لجهوده في رفع ثقافة الوعي ونشر الدين الصحيح.