كيف نجح مجاهد وأعوانه فى إخماد "نيران" الرأى العام فى 72 ساعة؟
الجمعة 10/سبتمبر/2021 - 02:13 م
"لم تكن كرة القدم مجرد لعبة أبدًا بالنسبة للمصريين".. حيث بدأت قصة الحب بين المصريين واللعبة الشعبية -الأقرب إلى قلوبهم- منذ دخول الإنجليز إلى مصر فى 1882 ومنذ ذلك الحين، حصلت على اهتمام من عامة الشعب الذين مارسوا الرياضة للمرة الأولى ووجدوا فيها شغفًا وتسلية ومتعة حتى أنه بمرور الوقت صارت أحد أهم المواضيع التى تشغل الرأي العام فى مصر.
ومنذ أيام، أثبت المصريون عشقهم الكبير لمتعة كرة الكرة وذلك حين تحول الرأي العام كله للدفاع عن قيمة منتخب مصر الأول سيد القارة الإفريقية والذى يعلم الجميع قيمته، فكان من غير المقبول رؤية المنتخب بهذا الأداء الذى صار هزليًا عشوائيًا لا يليق بما حققه "منتخب الساجدين" بقيادة "المعلم" حسن شحاتة من قبل وغيره، فأنقلبت الأوضاع وثار الرأي العام.
وأجمع العلماء على أن الرأي العام هو مصطلح لا يستخدم للتعبير عن رأي الشعب بأكمله بل يمكن اعتباره رأي فئة متفوقة على سائر فئات الشعب، وللتبسيط يمكن أن نقول أنَّ الرأي العام هو رأي الأغلبية، وأظهر اتحاد الكرة إجادته الكبيرة فى دراسة الرأي العام وتمكن من اللعب على هذا الوتر ونجح فيه بجدارة، واعتمد مجاهد وأعوانه على عدة استراتيجيات لحل الأزمة مثل بالون الاختبار وإلهاء الجمهور.
تمثل بالون الاختبار أولًا فى تسريب عدة أسماء لمديرين فنيين مصريين أو أجانب إلى الصحافة والإعلام من أجل "جس نبض" الجمهور فى الشارع المصرى ووجدوا خلافات كبيرة على الأسماء المصرية المطروحة مثل "حسام حسن وإيهاب جلال وحسن شحاتة"، بجانب وجود ترحيب نسبى لبعض الأسماء الأجنبية المطروحة مثل "رينيه فايلر أو باتشيكو أو فييرا" لكن لم يتفق الجميع حولها، لذلك اتجهوا إلى الإبداع وجلب مدير فنى ذو سيرة ذاتية كبيرة ولكن بدون خبرات فى مصر من قبل.
وتمثلت استراتيجية إلهاء الجمهور فى إعلان مواعيد انطلاق النشاط الكروى يوم الثلاثاء أي بعد 24 ساعة من إعلان إقالة حسام البدرى وذلك من أجل تشتيت انتباه الجمهور المصرى بشكل نسبى عن المنتخب والاتجاه للحديث حول موعد مباراة السوبر بين الأهلى وطلائع الجيش، ومباريات كأس مصر بجانب موعد انطلاق الدورى المصرى.
ولكن كل ذلك لا يتعارض مع نجاح اتحاد الكرة فى هذا الاختبار، ففى مناسبة من المناسبات القليلة التى نجد الشعب المصرى يسير كله فى نفس الاتجاه ويتفق على أن هناك "مهزلة على المستوى الفنى" داخل المنتخب المصرى وذلك على الرغم من وجود عناصر قوية من اللاعبين فى هذا الفريق.
وفى أقل من 20 ساعة من انقلاب الرأي العام بأكمله ضد حسام البدرى المدير الفنى لمنتخب مصر وضد سياسيته وأداءه الفنى، نجح من تحقيق المراد وأعلن اتحاد الكرة برئاسة أحمد مجاهد إقالة البدرى وجهازه الفنى والإدارى من هذه المهمة الكبيرة وأكد أنه خلال 48 ساعة سيتم الإعلان عن جهاز المنتخب الجديد.
وفى اختبار صعب لاتحاد الكرة المصرى وتحت الضغط الجماهيرى الضخم، ينجح مجاهد وأعوانه خلال 72 ساعة فى إخماد "نيران الرأي العام" التى كادت تلتهم الجميع بسبب الغضب ضد ما قدمه الفراعنة منذ ولاية حسام البدرى وخاصة مباراتى أنجولا والجابون فى تصفيات كأس العالم.
وفى 4 خطوات تمكن اتحاد الكرة من تحويل الرأي العام "الاشتعال" إلى "أمل وتفاؤل"
الاستجابة للشارع المصرى.. قد يكون أكثر أسباب هدوء الرأي العام هو إدراك الجمهور أن اتحاد الكرة "رضخ" لمطالبه الأولى بإقالة حسام البدرى على الفور من الإدارة الفنية، وهذا كان كفيلًا لتهدئة الأوضاع نسبيًا فى نفوس المصريين، إلا أن أبناء الفراعنة كانوا يترقبون "الاسم الجديد" الذى سيتولى المهمة الفنية للمنتخب المصرى وكانوا جاهزين لإشعال ثورة جديدة فى وجه "مجاهد" إذا لم يشعروا بالرضا تجاه المدرب.
الالتزام بالمدة التى أعلنوها.. أكد اتحاد الكرة فى البيان الرسمى الذى صدر يوم الإثنين والذى أعلن خلاله إقالة حسام البدرى، أنه خلال 48 ساعة سيتم الإعلان عن المدير الفنى الجديد، وبالفعل التزم الاتحاد بالمدة وفى يوم الأربعاء أُعلن كارلوس كيروش مديرًا فنيًا للمنتخب.
فينجادا المثير للجدل له بصمة.. التفت البعض فى ذلك الوقت إلى البرتغالى نيلو فينجادا، المدير الفنى لاتحاد الكرة المصرى، وتسائل عن عمل هذا الأجنبى الذى قدم إلى الاتحاد ولم يفهم الكثيرون طبيعة وظيفته فى ظل المرتب الكبير الذى يتقاضاه، واستنكر البعض منه عندما تم التلميح لتوليه الإدارة الفنية خلفًا لحسام البدرى، "فلماذا يتولى هو فى حين أنه من المفترض أن يقترح أسماء المديرين الفنيين للاختيار من بينهم؟"
لكن فينجادا قام بوظيفته على أكمل وجه واقترح اسمًا له تاريخ وخبرات كبيرة ولقى إعجاب المصريين، ونجح فينجادا "المثير للجدل" فى الحصول على رضا المصريين.
مدرير فنى له تاريخ: قد تكون السيرة الذاتية للمدرب هى أبرز ما يلتفت إليه الجمهور، وعند النظر إلى كارلوس كيروش نرى سيرة ذاتية مليئة بالخبرات والتجارب القوية مع منتخبات كبيرة وأندية شهيرة.
فقد كان مديرًا فنيًا لعدة منتخبات مثل: "البرتغال وإيران والسعودية وكولومبيا وجنوب إفريقيا"، بالإضافة إلى العديد من الأندية الكبيرة مثل "ريال مدريد وسبورتنج لشبونة"، ومساعد السير أليكس فيرجسون فى مانشستر يونايتد.