اليمن: تحالف جديد مرتقب
الأربعاء 10/نوفمبر/2021 - 06:51 م
منذ تشكلهما ككيانيين سياسيين حديثي النشأة، اختار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال والمقاومة الوطنية (شما) الحفاظ على خطوط تقارب فيما بينهما، فالأول احتضن الثانية عندما بدأت تشكل نواتها الأولى في عدن بداية 2018، في حين ظلت المقاومة الوطنية تنظر للمجلس الانتقالي طرفًا فاعلًا وشريكًا في مواجهة المليشيا الحوثية في اليمن.
وأخذت العلاقة بين الجانبين شكلا تصاعديا منذ سنوات، حتى أصبحت اليوم اقرب من أي وقت مضى للوصول إلى تحالف سياسي مُعلن قد يطغى بشعبيته على كل القوى والتحالفات السياسية القائمة في اليمن، سيما بعد اللقاء الأخير بين وفدين من الانتقالي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في عدن.
وما يجمع هذين الفريقين السياسيين كما يقول مراقبون، هو مصداقيتهما في حرب الحوثيين، عوضا عن عداء حزب الإصلاح -فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- لهما، ولذا مرار ما يُلاحظ تعرض الطرفين لحملات إعلامية شرسة تنظمها وسائل إعلام تابعة بشكل أو بآخر لحزب الإصلاح النافذ داخل الحكومة اليمنية.
وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م، ويرأسه اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، بينما تشكلت المقاومة الوطنية في بدايات 2018، واُعلن عن مكتبها السياسي في مارس الماضي، والمقاومة ومكتبها يرأسهما العميد طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل.
وأرسل المكتب السياسي في الرابع من نوفمبر الجاري وفدا إلى مدينة عدن التقى فريق من المجلس الانتقالي الجنوبي يضم شخصيات بارزة، حيث وضع اللقاء على ما يبدو النقاط على الحروف ومهد الطريق أمام الطرفين للوصول إلى تحالف سياسي تتوقع مصادر سياسية أن يحدث في وقت ليس ببعيد.
ويتخوف التيار الإسلامي في اليمن (حزب الإصلاح) أكثر من غيره من القوى السياسية، من هذا التقارب بين المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية، حيث سبق أن شن الحزب حملة عسكرية باتجاه أبين وعدن في محاولة لإزاحة المجلس الانتقالي عن المشهد، وكان يخطط باجتهاد للزحف باتجاه الساحل الغربي، ولعل هذه التهديدات مثلت دافعا ملحا للانتقالي و "الوطنية" للذهاب نحو تقارب أكبر لمواجهة أي تحديات.
ويحسب للمقاومة الوطنية وكذا المجلس الانتقالي، حفاظهما على مكاسبهما العسكرية ضد الحوثيين، حيث لم يخسرا معركة في المواجهات الميدانية، كما لم يخسرا تباعا أي مساحات من نطاق سيطرتهما كما هو الحال الذي حصل مع القوات الحكومية التي تتزعمها في الغالب قيادات من التيار الإسلامي، وهذه القوات (الحكومية) خسرت نحو 6 مديريات في شبوة ومأرب خلال شهرين سقطت بأيدي الحوثيين.
وإلى اللحظة، لم يعلن أي من الطرفين للوصول إلى تحالف سياسي، لكن المؤشرات الظاهرة يمكن قياسها بهذا الاتجاه، سيما مع التصريحات الأخيرة لطارق صالح التي توجه بها لـ "للاخوة في المجلس الانتقالي من أجل رسم شيء جديد للمستقبل يخدم كل يمني سواء في الجنوب او في الشمال، هدفه مقاومة الحوثي"، وهذه الدعوة قابلها علي الكثيري المتحدث باسم المجلس الانتقالي بالتأكيد على استعداد الانتقالي "للشراكة مع المقاومة الوطنية ودعمها للتحرر من تلك المليشيات".