الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

ننشر كلمة شيخ الأزهر في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف

الأربعاء 28/أكتوبر/2020 - 03:18 م
فضيلة الإمام أحمد
فضيلة الإمام أحمد الطيب

ألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاربعاء، كلمته خلال إحتفالية الأوقاف بذکرى المولد النبوي الشريف ، وجاء نص كلمة فضيلة الإمام كالتالى:

الحمد لله وصلى الله تعالى وسلم على صاحب هذه الذكرى العطرة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين،  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، حفظه الله ورعاه وسدد خطاه.

الحفل الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد،

فيسعدني أن أتقدم إليكم ولشعب مصر العريق وللأمتين العربية والإسلامية، ملوكًا وحكامًا وشعوبًا، بأطيب التهاني بحلو ذكرى مولد نبي الإنسانية ورسول السلام صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من الانبياء والمرسلين.

الحضور الكريم!

إنَّنا إذ نحتفلُ اليَوْم بذِكْرى مَوْلِد محمَّد -ﷺ- فإنَّنا لا نحتفلُ بمجرد شخصٍ بَلَغَ الغايةَ في مدارجِ الأخلاق العُليا، ومراتبِ الكمال القُصوى، وإنَّما نحتفـل –في حقيقة الأمر- بتجلِّي الإشراقِ الإلهي على الإنسانيَّةِ جمعاء، وظهورِه في صُورةِ رسالةٍ إلهيَّة خُتِمَتْ بها جميعُ الرسالات، وكُلِّف بتبليغها للبشريَّةِ نبيٌّ خاتمٌ ، بلَّغ الرسالة، أدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأُمَّة، ولم يتركها حتى وضَعَها على محجَّةِ الحقِّ والخَيْرِ والجمال، وحذَّرها من الهوانِ والمذلَّة إنْ هي انحرفت إلى طُرُقٍ أُخرى لا ترجعُ منها إلَّا إلى هَلاكٍ محقق  ودمار مؤكد.. يقولُ العِرْبَاضُ بْنِ سَارِيَةَ ؓ-: «وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ-ﷺ- مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، فَقلنا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ هَذِهِ لمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: قد تركتُكم على البَيْضَاءِ لَيْلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلَّا هَالِكٌ»  والبيضاء هي: شَّريعتهُ الواضحة السَّهْلة، ثم قال: «ومَن يَعِشْ مِنكُم فسَيَرى اختِلافًا كَثيرًا فعلَيْكُم بما عَرَفتُم مِن سُنَّتي وسُنَّةِ الخُــلفاءِ الرَّاشدينَ مِن بَعْدِي عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ».

ثم ما لبث هذا الدِّينُ أن انتشرَ انتشارَ الشَّمس في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، وكان انتشارُه السَّريع تحقيقًا لمعجزةٍ من مُعجزاتِه ﷺ، فحواها أنَّ هذا الدِّين سَيَطْوي الكونَ ويلُف الوجودَ بأَسْرِه، وكان حديثُه عن هذا الأمر حديثَ الواثق الذي يرى الأحداثَ من وراءِ حُجُبِ الغَيب رأيَ العين، بل يراها بأشدَّ مِمَّا تَراه العين، يقولُ هذا النبيُّ الكريم: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ»، ويقول في روايةِ ثوبان: «إنَّ اللهَ تعالى زَوى لي الأرضَ، فرأيْتُ مشارقَها ومغاربَها، وإنَّ أُمَّتي سيبلغُ مُلكُها ما زُوِىَ لي منها» وملكُ أُمَّته: دِينُها وشريعتُها.

ومعقد الإعجاز في هذين الحديثين الشريفين يَكمُنُ في أنه ﷺ كشف لأصحابِه ولأعدائه -أيضًا- عن بلوغِ الإسلام ما بَلَغَ الليل والنهار في وقتٍ كانت حدودُ الإسلام فيه لا تتجاوز حدودَ جزيرة العرب، وكان هذا الوعدُ في ذلكم الوقت أشبَهَ بحُلُمٍ مستحيلِ التحقيق، ولولا أنَّه ﷺ كان واثقًا من وعدِه هذا وثوقَه من نفسه التي بين جنبَيْه، ما غامر بهذا الكلام، ولا صَدَعَ به في وجهِ أعداء يتربصون به، ويتصَّقطون هفوةً تصدر منه  ليَشغَبوا بها على دِينِه الجديدِ الذي قَلَبَ حياتَهم رأسًا على عَقِب.

هذا الحديثُ -وأمثالُه أيُّها الحفلُ الكريم!- هو ما يبعثُ في قلوب المسلمين يقينًا لا يهتزُّ بأنَّ بقاء الإسلام وخلوده، وطبع اسمِ نبيِّه على جَبِينِ الزمان، أمرٌ تَولَّاه الله بنفسِه، وأراه لنبيِّه رأيَ العَيْن، وهو يُشاهد مشارقَ الأرض ومغاربها.

والأمرُ كذلك فيما يتعلَّقُ ببقاء القرآن الكريم وحِفظِه وخُلودِه، فهو ممَّا تولَّاه الله وحدَه، ولم يعهد به إلى أحدٍ غيرِه.. ▬إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ♂ [الحجر: 9]، وهكذا نحن المسلمين لا نرتابُ لحظةً في أنَّ الإسلامَ والقرآنَ ومحمَّدًا ﷺ مصابيح إلهيَّة تُضيء على الأرض طريقَ الإنسانيَّةِ وهي تبحث عن سعادتها في الدنيا والآخرة، وأن هذه المصابيح الثلاثة محفوظةٌ بحفظ الله ومشيئتِه ووعده.. كما لا نرتاب في دَحْرِ المعتَدين عليها أيًا كانت أجناسهم وأعراقهم وكيف ما كانت مللهم وعقائدهم وكيف نخاف والله يقول لنا: ▬يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ♂ [التوبة: 32]، وفي آية أخرى: ▬يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ♂ [الصف: 8]، وفي آية ثالثة: ▬وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ♂ [فاطر: 20-24].

أمَّا محمَّد ﷺ فهو هذا الرسول الذي من الله على به على عباده المؤمنين - في قولِه تعالى ▬لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ♂ [آل عمران: 164]، نعم لولاه -ﷺ- ولولا ما أُرسِل به من عند الله لبَقِيت الإنسانيَّة كما كانت قبلَ بَعثَتِه في ظلامٍ دامس؛ وفي ضلالٍ مُبين إلى يوم القيامة، ومحمَّدٌ ﷺ -بنصِّ القرآنِ - هو «النُّور» الذي يُبدِّد اللهُ به ظلمات الشكوك والأوهام، يقولُ الله تعالى: ▬قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ♂ [المائدة: 15]، أي: جاءكم من الله نور هو محمَّدٌ ﷺ وكتاب مبين هو  "القرآنُ الكريم".

وكما سَمَّاهُ الله «نورًا» سمَّاه «سراجًا منيرًا»، وخاطَبَه به خطابًا مباشرًا: ي"َا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا"♂ [الأحزاب: 45-46]. ومحمَّد ﷺ، هو الرحمة المرسلة للعالَمين أجمع: مُؤمنِهم وكافِرِهم: ▬وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ♂ [الأنبياء: 107]، كما يقول  عن نفسِه: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».

الحَـفْلُ الكَــريم!

هذا قليلٌ من كثيرٍ مِمَّا قدَّمه للعالَم صاحبُ هذه الذكرى العَطِرة، وأنقذ به الأُممَ والشعوبَ، وصحَّح به التواءات الحضارات وعُجاجاتها، وهو مِمَّا يُوجِبُ علينا نحن المؤمنين به تجديدَ مشاعر الحب والولاء لهذا النبيِّ، والدِّفاع عنه بأرواحِنا ونفوسِنا وأهلينا وأولادنا وبكل ما نملُك ومن كل غالٍ ونفيس..
واعلموا أيُّها الإخوةُ أنَّ محبتَه ﷺ فرض عين على كل مسلم من أمته،.. وقد نبَّهَنا القرآن لذلك في قوله تعالى: ▬قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ♂ [التوبة: 24]، فمَن كان أبوه أو ابنه أو عائلته أو ماله أحبَّ إليه من الله ومن رسول الله فعليه أن ينتظرَ ما سيحلُّ به عاجلًا و آجلًا، ثم هو مِن الفاسقين، ويُعضِّدُ ذلك قَولُه ﷺ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وليس المرادُ بالحبِّ هنا الحُبَّ العاطفيَّ الحسيَّ الذي هو مَيْلُ النَّفس وهواها، والذي لا يدَ للإنسانِ في جَلْبِه أو صرفِه، ومنه: حُبُّ النَّفسِ والولد والمال، فهذا الحبُّ خارجٌ عن اختيار المرء، وعن استطاعته، بل المطلوبُ -في الحديث الشَّريف- هو الحبُّ العقليُّ الاختياري الذي يتكوَّنُ نتيجةَ النظرِ والعلم والمقايسة، كمحبَّةِ الأبطالِ والعظماءِ وأصحابِ الخُلُق الرفيعِ وغيرهم من المتميزين بالسموِّ في مدارج الكمال الإنساني، ويقولُ العلماء: إنَّ هذا الحبَّ العقلي هو المطلوبُ في الآية الكريمة وفي الحديث الشريف، وهو «أول درجات الإيمان، أمَّا كمالُ هذا الحُب فهو أن تصيرَ عواطفُ المسلم تابعةً لعقلِه في حُبِّه عليه الصَّلاة والسَّلام» .

الحَـفْلُ الكَــريم!

إنَّ العالَم الإسلامي ومؤسساته الدينيَّة وفي مقدمتها: الأزهر الشريف قد سارع إلى إدانة حادث القتل البغيض للمدرس الفرنسي في باريس، وهو حادث مؤسف ومؤلم، لكن من  المؤسفِ أشدَّ الأسفِ ومن المؤلم غاية الألم أيضًا أن نرى الإساءةَ للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم وقد أصبحت أداةً لحشدِ الأصوات والمضاربةِ بها في أسواقِ الانتخابات، وهذه الرسومُ المسيئةُ لنبيِّنا العظيم والتي تتبنَّاها بعضُ الصُّحف والمجلات، بل بعضُ السياسات هي عبثٌ وتهريجٌ وانفلاتٌ من كلِّ قيود المسؤوليَّة والالتزام الخُلُقي والعرف الدولي والقانون العام، وهو عداءٌ صريحٌ لهذا الدِّين الحنيف، ولنبيِّه الذي بعَثَه الله رحمةً للعالَمين.

وإنَّنا ومن موقعِ الأزهر الشَّريف إذ نرفضُ  وبقوة مع كلِّ دول العالَم الإسلامي وبقوَّةٍ هذه البذاءات التي لا تُسيء في الحقيقة إلى المسلمين ونبيِّ المسلمين، بقدر ما  تسيء إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نحن إذ نفعل ذلك فإننا ندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات والاحترام الكامل المتبادل ، كما أنَّنا ندعو المواطنين المسلمين في الدولِ الغربيةِ إلى الاندماجِ الإيجابيِّ الواعي في هذه المجتمعات، والذي يحفظ علىيهم هُويَّاتهم الدينيةِ والثقافيةِ،  ويحول دون انجرارهم وراءَ استفزازاتِ اليمينِ المتطرف، والعنصرية الكريهة، و استقطابات جماعاتِ الإسلام السياسيِّ، وعلى المسلمين المواطنين أن يتقيدوا بالتزام الطرقِ السِّلميةِ والقانونيةِ والعقلانيةِ في مقاومةِ خطابِ الكراهيةِ، وفي الحصولِ على حقوقِهم المشروعة؛ اقتداءً بأخلاق نبيهم الكريم ﷺ.

هذا وإنِّي لأعجبُ العجبَ كلَّه أن تُوقَدَ نارُ الفتنةِ والكراهيةِ والإساءةِ في أقطارٍ طالما تغنَّت بأنها مهد  الثقافةِ وحاضنة الحضارةِ والتنوير والعلم والحداثة وحقوق الإنسان، ثم تضطربَ في يديها المعاييرُ اضطرابًا واسعًا، حتى بِتنا نَراها وهي تُمسك بإحدى يدَيْها مِشكاةَ الحريةِ وحقوقِ الإنسانِ، بينما تُمسِكُ باليدِ الأخرى دعوة الكراهية ومشاعلَ النيران.

أيُّهَا المسلمون! لا تبتَئِسوا مِمَّا حدث ومِمَّا سيحدثُ أيضًا، فقد تَعرَّضَ نبيُّكم  في حياته وبعدَ رحيلِه لما هو أشد من ذلك مِمَّا كان يُقابِلُه بالصَّفحِ والإحسانِ والدُّعاءِ للجاهلين به بالهدايةِ.. وكان يقولُ: «اللهمَّ اهْدِ قَوْمي فإنَّهم لَا يَعْلَمُون» عملا بما أمره الله به  تعالى:" فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ " الحجر  85، "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" المائدة 133، "فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة/109.

وأنِّي لأستبشرُ كلَّ الاستبشارِ حين أتذكَّرُ الآيةَ الكريمةَ المعجزةَ التي تكفَّلُ الله فيها  وحده للدِّفاعِ عن نبيِّه الكريم في قوله تعالى: ▬إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ♂ [الحجر: 95] صدق الله العظيم.

وفي الختام، ومن وحيِ هذه الذكرى العطرةِ، يُشرِّفُني غايةَ الشرفِ أن أُعلن عن إطلاقِ الأزهرِ الشَّريف مِنَصَّةً عالميَّةً للتعريفِ بنبيِّ الرَّحمة ورسول الإنسانيَّة ﷺ يقومُ على تشغيلِها مرصدُ الأزهر لمكافحة التطرف، وبالعديدِ من لغاتِ العالم.. وكذلك تخصيصِ مسابقةٍ علميةٍ عالميَّةٍ عن أخلاقِ محمَّد ﷺ وإسهاماتِه التاريخيَّة الكبرى في مَسيرةِ الحُبِّ والخَيْر والسَّلام.

شُكْرًا لك أيها الرئيس، وأدعو الله أن يُوفقَكم ويُهيِّئَ لكم الأسبابَ للعمل على خير مصرَ والنهوضِ بها وتحقيقِ آمال شعبها وشُكْرًا لحضَراتكُم وكل عام وأنتُم بخــــير، والسَّلامُ عَليكُم وَرَحـْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه.