الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

"أنا وهي".. دراما تسلط الضوء على العلاقات بين الرجل والمرأة

الثلاثاء 25/يناير/2022 - 06:19 م
أنا وهي
أنا وهي

على مدار عرض 18 حلقة ومسلسل "أنا وهي" يتصدر الترند على محرك البحث جوجل، ويشهد تفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة، ولم يتعرض لي من الانتقادات سوى على الصعيد الإخراجي أو التمثيلي أو الفكرة التي يتناوله العمل.



وبرغم من ضيق الأماكن التي جرى التصوير فيها وقلة مساحة الفراغات، لم يؤثر على مطالبة المشاهدين المتواصلة من تقديم جزاء ثاني للمسلسل، وتداول مستمر من ناشطوا السوشيال ميديا الكومكس الخاص بالمسلسل.



يأتي المسلسل ضمن القالب الـ "فانتازيا" وهو اللون الذي افتقدناه لفترة طويلة في الدراما المصرية القائمة على التناقضات بين المرأة والرجل في إطار اجتماعي كوميدي بعيدًأ عن الكوميدي الفظة أو استخدام "الافيهات" بشكل مبالغ فيه أو مقصود.

ويأتي هذا نتيجة تقنين المخرج والمؤلف للدوار الفنانين الكوميديا مثل الفنان محمد ثروت ومحمد أنور مما هو في صالح العمل الفني.
 


نجح التفاهم بين ثنائي حاتم وهنا في تكوين "دويتو" فني يلقى رواجًا عند الجمهور، حيث قدما سويًا العديد من الاعمال في السينما والتليفزيون مثل "قصة حب، الغسالة" " حكاية "لو كنت يوم أنساك"، إحدى قصص مسلسل "حلوة الدنيا سكر".



استطاع حاتم وهنا تقديم أدى فني متميز وسلس ينقل المشاهد بين الأحداث التي تعتمد على النقيض التي تظهر في بداية علاقات عاطفية بين الرجل والمرأة، والتي تصل إلى ذروتها وتهدد الطرفين بالانفصال بسبب اختلاف الطباع بينهم وحب السيطرة والتملك، التي تضح في نهاية الأمر أن تلك العلاقة ما هي إلا تفاهم بين الطرفين، أن الزواج لا يلغي كيان المرأة، الرجل هو السند في تلك العلاقات الاسرية، التضحية واجبًا على الطرفين، بعض العلاقات قد تساهم في اصلاح الجوانب السلبية في الآخر.



وهذا الحقيقة نراها في العلاقات الزوجية المحللة التي طرحها العمل سوى بين الفنان محمود البزاوي وعارفة عبدالرسول، بين أحمد حاتم وهنا، بين الثنائي ندى عادل وطارق عبد الحليم.

أراد العمل أن يقدم الكثير من النصائح والإرشادات العلمية من خلال الفانتازيا التي أجاد فيها طاقم المسلسل، فلم يقتصر العمل على تقديم العلاقة الزوجية فقط وإنما قدم ثنائي أخرى وهو الصداقة، وعلاقة العمل التي قد تصل إلى الابتزاز باسم الحب. 



أم الفنان العظيم أشرف عبد الباقي الذي قدم دور الطبيب النفسي الذي يعاني من الوهم ويحتاج لمن يساعده للتخلص من  تلك الاوهام، لم يخجل من الاعتراف بأنه مريض أمام مرضه، بذلك يكون المسلسل استطاع أن يوصل الرسالة، على كل شخص أن يتعامل بفطرته، ويحاول تغيير أوضاعه وإصلاحه لأجل نفسه أولا وليس لأجل الآخرين.



وربما كان ذلك سببا جوهريا في تحقيق أكبر نسب مشاهدة، كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيه الجمهور بقدرة الفنية للمثلة هنا الزاهد فهي استطاعة أن تحقق هذا النجاح سابقًا مع عرض أول مسلسل من بطولتها "الدنيا حلوة ذي السكر".