الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الانتخابات الامريكية: إحتدام مارثون الأصوات بين ترامب وبايدن والفرز قد يستغرق أيام

الأربعاء 04/نوفمبر/2020 - 05:33 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

للمرة الأولى منذ العام ألفين، استفاق الأميركيون الأربعاء من دون أن يعرفوا هوية الرئيس المقبل، بعد اقتراع شهد نسبة مشاركة قياسية مع استمرار فرز الأصوات في سبع ولايات أساسية الذي لم يمنع دونالد ترامب من اعتبار نفسه فائزا في مواجهة جو بايدن.


وتقول وكالة الانباء الفرنسية فى تقرير لها أن هذه الانتخابات شهدت أكبر نسبة مشاركة منذ السماح للنساء بالتصويت. فقد أدلى 160 مليون اميركي بأصواتهم مع تقدير نسبة المشاركة ب66,9 % في مقابل 59,2 % في العام 2016 بحسب "يو أس إيليكشنز بورجيكت".

ووجدت الكثير من الولايات نفسها تحت كم هائل من بطاقات الاقتراع عبر البريد. وقد يستغرق فتح المظاريف ومسح البطاقات بالسكانر أياما عدة في بعض المدن.

وقال آل شميد المسؤول في مدينة فيلادلفيا التي تعتبر معقلا للديموقراطيين في ولاية بنسيلفانيا الأساسية لمحطة "سي ان ان"، " إذا تواصلت الوتيرة نفسها سنتوصل إلى النتائج كاملة في اليومين المقبلين".
وقد قام المرشحان بتصريحين مقتضبين خلال الليل.

فقرابة الساعة 02,20 فجرا، أدلى الرئيس الأميركي من البيت ألبيض بتصريح مبهم هدد فيه باللجوء إلى المحكمة العليا لوقف فرز الأصوات.

وقال ترامب "صراحة، لقد فزنا بالانتخابات" لكنه تحدث لاحقا عن عملية "تزوير" من دون أن يعرض أي دليل ملموس. وأضاف "سنلجأ إلى المحكمة العليا ونريد وقف (فرز) الأصوات".
واستدعى ذلك ردا من معسكر بايدن الذي اعتبر كلام الرئيس الجمهوري "فاضحا" و"غير مسبوق".

وقال فريق حملة المرشح الديموقراطي "إنها محاولة متعمدة لحرمان المواطنين الأميركيين من حقوقهم الديموقراطية" مؤكدا أنه مستعد "لمعركة" قضائية" في حال لجأ ترامب الى المحكمة العليا.

وقال الجمهوري كريس كريستي المدعي العام الفدرالي السابق الذي اسدى النصح لدونالد ترامب تحضيرا للمناظرات الرئاسية "هذه الحجة لا أساس لها بتاتا".

وأعرب جو بايدن في المقابل عن تفاؤله وشدد على أنه على طريق الفوز داعيا الأميركيين إلى الصبر. وقال أمام أنصاره في معقله ويلمينغتون في ولاية ديلاوير "حافظوا على إيمانكم سنفوز!"
ويخيم شبح عدم اليقين لأيام طويلة ومعارك قضائية محتدمة، حاليا على أكبر قوة في العالم تشهد أساسا أزمات صحية واقتصادية واجتماعية كبرى.

وباتت هوية الرئيس المقبل الذي سيحلف اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/يناير، رهنا بنتائج عدة ولايات أساسية.

وهذا السيناريو أكثر تعقيدا من العام 2000 عندما كانت النتيجة رهنا بولاية فلوريدا وحدها. في تلك الفترة، تدخلت المحكمة العليا بعد أكثر من شهر على الانتخابات لوضع حد لإجراءات إعادة فرز الأصوات واحتسابها والبت لمصلحة الجمهوري جورج دبليو بوش، لكن الشيء المؤكد أن المد الديموقراطي الذي كان يأمل به البعض في معسكر بايدن لتسجيل انتصارات تاريخية في كارولاينا الشمالية او تكساس، لم يتحقق.

فقد احتفظ الرئيس الجمهوري بفلوريدا التي سبق وفاز فيها العام 2016 مكذبا نتائج استطلاعات الرأي، كما كسب أوهايو التي فاز فيها منذ العام 1964 كل المرشحين الذين وصلوا الى الرئاسة. وظفر أيضا بتكساس المعقل الجمهوري الذي كان يبدو في أحد الاوقات مهددا.

لكن الطريق للفوز بولاية ثانية يبقى صعبا، فلا يزال يتعين عليه الفوز بالقسم الأكبر من الولايات الأساسية الأخرى التي ساهمت في فوزه المفاجئ العام 2016.

وفي النظام الأميركي، يُنتخب الرئيس الأميركي الاقتراع العام غير المباشر أي يقوم الناخبون في كل ولاية باختيار ناخبين كبار. ويحتاج المرشح إلى 270 صوتا من أصوات كبار الناخبين للفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية من أصل 538.،
وحتى الآن نال ترامب 213 ناخبا كبيرا متأخرا بشكل طفيف عن بايدن (238).

وأمام بايدن سيناريوهات مختلفة لتحقيق النصر. وقد فاز المرشح الديموقراطي في أريزونا، المعقل السابق للمحافظين، وأول ولاية تنتقل من معسكر الى آخر في هذه الانتخابات مقارنة مع العام 2016.
وطريق بايدن الى البيت الابيض يمر عبر الشمال الصناعي للبلاد. ولا يزال عليه الفوز بولايتين على الاقل من الولايات الثلاث المتنازع عليها في الشمال الصناعي (بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن) التي سبق ان فاز فيها الملياردير الاميركي قبل اربع سنوات.

لكن في هذه الولايات قد يستمر فرز الاصوات حتى الاربعاء أو لعدة ايام بسبب المستوى القياسي للتصويت عبر البريد خصوصا، في الشمال الصناعي (ويسكونسن وميشيغن) راح الفارق بين ترامب وبايدن يتقلص مع ورود بطاقات الاقتراع عبر البريد، وفي هذه الولايات فضلا عن بنسيلفانيا، يتوقع محللون أن تكون غالبية البطاقات التي لم تفرز بعد عائدة إلى المرشح الديموقراطي.

وفي بنسيلفانيا، كان ترامب متقدما الأربعاء بحوالى 700 ألف صوت لكن لا تزال 1,4 مليون بطاقة اقتراع مرسلة بالبريد غير مفرزة بعد. وقد حاز بايدن حتى الآن بنسبة 78 % من الأصوات عبر البريد.
ويريد ترامب اللجوء إلى المحكمة العليا بهذا الشأن خصوصا.
فقبل موعد الانتخابات رفعت إلى المحكمة العليا عدة شكاوى حول التصويت عبر البريد. وطلب منها الجمهوريون في بنسيلفانيا منع احتساب البطاقات التي ترسل في البريد قبل مساء الثلاثاء لكنها تصل في الأيام الثلاثة التي تلي موعد الانتخابات.

ورفضت أعلى محكمة في البلاد البت بهذه الشكوى على عجالة، لكن في حال كانت النتيجة متقاربة جدا، عليها أن تبحث في جوهر القضية وأن تقول ما إذا كان ينبغي احتساب البطاقات التي ترد بين يومي الأربعاء والجمعة من عدمه.

وكما كان متوقعا، احتفظ الديموقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب، إلا أن آمالهم بانتزاع مجلس الشيوخ من الجمهوريين بدأت تتلاشى.

وانتزع الديموقراطيون مقعدين من الجمهوريين في كولورادو وأريزونا لكنهم خسروا مقعدا في ألاباما. وكانت الغالبية السابقة 53 للجمهوريين في مقابل 47 للديموقراطيين وحلفائهم، وبدون مفاجآت كبرى، فاز ترامب وبايدن بسرعة بالولايات التي كان من المتوقع أن يفوزا فيها. فقد صوتت إنديانا وكنتاكي والاباما وايداهو وتينيسي بين ولايات أخرى لصالح دونالد ترامب فيما اعطت كاليفورنيا وفرجينيا ونيويورك وكولورادو وديلاوير أصواتها لبايدن.


وجرى الاقتراع في كل أرجاء البلاد من دون حوادث تذكر أو ممارسة ضغوط كما كان يخشى منذ أيام عدة.
وفي مؤشر واضح إلى القلق الناجم عن الاقتراع، حصّنت متاجر عدة في مدن كبيرة منها واشنطن ولوس انجليس ونيويورك واجهاتها تحسبا لأعمال عنف قد تلي الانتخابات.
فعلى مدى أشهر، لوّح دونالد ترامب بخطر وصول "يسار راديكالي" إلى السلطة عازم على تحويل أكبر اقتصاد في العالم إلى "فنزويلا على نطاق واسع".

في المقابل كثف جو بايدن المدعوم من باراك أوباما، تحذيراته من العواقب التي قد تكون مدمرة للمؤسسات الديموقراطية في حال فوز ترامب بولاية ثانية واصفا إياه بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر، وجعل بايدن الديموقراطي المعتدل، من الانتخابات أيضا استفتاء على إدارة ترامب لجائحة كوفيد-19.