كيف ينظر الدين لصيام أصحاب الأعمال الشاقة في رمضان (خاص)
الخميس 31/مارس/2022 - 06:27 م
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن أصحاب الأعمال الشاقة يدخلون في قوله تعالى "وعلى الذين يطيقونه فدية إطعام مسكين".
وأضاف الأطرش في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أنه المقصود بكلمة يطيقونه، أي تأديته في مشقة، فمن لا يقوى يجوز له أن يفطر ويخرج عن كل يوم إطعام مسكين.
وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن شهر رمضان المبارك يأتي ومعه الخيرات والرحمات، فمن الأفضل التقرب إلى المولى عز وجل بقراءة القرآن الكريم والتهجد وذكر الله.
وفي سياق متصل، ورداً على سؤال حكم صيام أصحاب الأعمال الشاقة ردت دار الإفتاء المصرية، حيث ذكرت أنه يجب علي هؤلاء أن ينووا الصيام من الليل, ثم إن شاءوا أفطروا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون العمل الذي يصعب معه الصيام, وعليهم القضاء بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك. والسفر مانع من وجوب الصيام وإن لم تكن هناك مشقة بالفعل, وهذا من رحمة الله تعالى بالمكلفين, ومن يسر هذه الشريعة الغراء, ومن القدرة الحسية أيضا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان, لحاجته أو لحاجة من يعول, فإن كان المكلف لا يتسنى له تأجيل عمله الشاق المهلك لما بعد رمضان, أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلي أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره; من حيث كونه محتاجا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم, كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم, وخاصة من يعملون في الحر الشديد, أو لساعات طويلة.
وأضافت أن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية, أي إيقاع النية من الليل, ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب علي ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام.
وتختلف الأعمال التي يقوم بها الأشخاص بحسب طبيعة العمل وأهميته للفرد وللمجتمع ومقدار الجهد الذي يبذله فيه, والعمل المشروع الذي يقوم به الفرد سعيا علي رزقه وأسرته, ويلبي حاجة للجماعة, وهو عمل يكلف به الشرع المسلم, في رمضان وفي غير رمضان على مدار السنة كلها, فهو من الواجبات الشرعية لكونها السبيل لكسب الرزق, ويغني بها الشخص نفسه عن مذلة السؤال, وتتحقق به مصلحة الجماعة كلها.
وهذه الأعمال ليست سواء في الجهد اللازم للقيام بها, فمن بينها ما يكون في أدائه مشقة غير محتملة في أثناء الصيام مثل الخباز والطحان أو الذين يعملون في المناجم والمحاجر, أو الذين يغوصون في البحر لكسب لقمة العيش, وأداء لمتطلبات المهنة, أو كان للتدريب الشاق للعسكريين ضمانا لإعداد العدة أو الجهاد أو الطلبة الذين يؤدون الامتحانات أو لمن أحس بالجوع أو العطش الشديد, بما يخشي علي نفسه الضرر.