36 عاما على أسوأ كارثة نووية.. ذكرى مأساة تشيرنوبيل
الثلاثاء 26/أبريل/2022 - 06:34 م
في مثل هذا اليوم 26 أبريل من عام 1986، حدثت أبشع الحوادث في تاريخ البشرية، هي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، بسبب خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياة المستخدمة وتوليد الكهرباء أدى إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الإشتعال، وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.
وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث 4 آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ 8 آلاف شخص، وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين 10 آلاف وأكثر من 90 ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت. وتنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، وسجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص في منطقة الحادث بسرطان الغدة الدرقية.
خلفت كارثة تشيرنوبيل العديد من الآثار الصحية والبيئية التي تركت أثراً واضحاً على المنطقة المحيطة بالمفاعل، فمن ضمن العاملين في تشرنوبل، فإن 28 عامل لقوا حتفهم في الأشهر الأربعة التي تلت الحادثة، وذلك وفقاً للجنة التنظيمية النووية في الولايات المتحدة الأميركية "NRC". كانت الرياح في وقت الحادثة تتجه من الجنوب والشرق، مما أدى إلى انتشار الإشعاع في الشمال الغربي باتجاه بلاروسيا. في خلال ثلاثة أشهر من حادثة تشيرنوبيل فإنّ ما يقارب 31 شخص مات بسبب التعرض للإشعاع أو نتيجة الآثار المباشرة الأخرى للكارثة. تم في أوكرانيا، وبلاروسيا، وروسيا تقدير ارتباط ما يقارب 6000 حالة من سرطان الغدة الدرقية بالتعرض للإشعاع.
وتسببت الحادثة العديد من الآثار البيئية، فتم قطع العديد من الأشجار والغابات المحيطة بسبب مستويات الإشعاع العالية. وسميت المنطقة المحيطة بالمحطة النووية "الغابة الحمراء" وذلك لأنّ لون الأشجار تحول إلى لون زنجبيلي ساطع. في نهاية المطاف تم جرف ودفن الأشجار ضمن خنادق.
ومنذ عام 1986، أنشأت المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الرئيسية ما يزيد على 230 مشروعا من مشاريع البحوث والمساعدة فى مجالات الصحة والسلامة النووية وإعادة التأهيل والبيئة وإنتاج الأغذية النظيفة والمعلومات.
ولزيادة الوعى بالآثار الطويلة الأجل لـ "تشيرنوبيل"، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 26 أبريل يوما لإحياء ذكرى الكارثة، وبدأ إحياؤها سنويا اعتبارا من عام 2017.