منصور ندا يعتذر لكرم جبر ويتراجع عن موقفه ضد الإعلاميين: "أصحاب فضل عليا شخصيًا"
الثلاثاء 26/أبريل/2022 - 05:54 م
قدم ايمن منصور ندا، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إعتذارًا رسميًا، للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب اصحفي كرم جبر، وذلك بعد أن تمت محاكمته في وقت سابق بسبب سب المجلس.
ونشر ندا، عبر حسايبه الرمسي بموقع التواصل الاجتماعي "فقيس بوك" معلقًا: على مدار خمسة عشر شهراً (فبراير 2021- إبريل 2022)، كتبتُ على هذه الصفحة خمسة وعشرين مقالاً يتعلق بالشأن الإعلامي المصري.. كتبتُ هذه المقالات، وكانت عيني على تلاميذي وطلابي في كلية الإعلام جامعة القاهرة؛ جمهوري المستهدف الحقيقي والأبدي.. كانت هذه الكتابات "إبراء ذمة" أمام تساؤلاتهم المتكررة عن جدوى ما يقومون بدراسته، وعن وجوده في الواقع.. كان كل ما كتبته من قبيل "النقد المباح" الذي أجازه القانون، وتفرضه الوطنية الصادقة.. كتبته ولا أريد جزاءً ولا شكوراً.. ولا أبتغى من ورائه مدحاً أو سلطة.. يقول شاعرنا العظيم بيرم التونسي "إن النقد امتداد للنبوة، ولولا النقاد لهلك الناس، ولطغى الباطل على الحق، ولامتطى الأرازل ظهور الأفاضل.. وبقدر ما يخفت صوت الناقد يرتفع صوت الدجال"..
كما أضاف ندا في المنشور نفسه: "بعد هذه الشهور الطوال، كان لابدَّ من وضع نهاية لهذه المعركة؛ بدأنا نكرر ما نكتب، و"نعيد ونزيد" في أمور أضحت واضحة تماماً.. والعاقل من يعرف متى ينتهي من معركته.. وأحسبني تأخرتُ كثيراً في إدراك ذلك! يقول السيد المسيح: "قل كلمتك وامضِ"، وقد قلتُ الكلمة التي يمليها عليّ ضميري، وأبرأتُ ذمتي أمام طلابي.. ومن ثمَّ وجب التوقف في هذه اللحظة، ووضع نقطة في نهاية الجملة، وإغلاق تلك الصفحة.. لا يجب على الكاتب أن يحاول فرض رأيه بالقوة وبالإلحاح وبالتكرار.. يكفي أن تعبر عن رأيك، وتمضي في سلام.. " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ".
وتابع: "طوال أكثر من ثلاثة عقود في ذلك المجال، معلماً وممارساً، اختبرتُ ما لا يُحصى من المواقف والناس، وتركت أحكاماً مهنية على زملاء، وحكم عليّ آخرون. لم يدع أحدهم أنه امتلك الحقيقة، وكذلك أنا لم أدّع ذلك.. في الظرف الراهن يمكن أن تختلف الرؤى، لكن وقوفنا على نسبية الأشياء التي هي طبيعة المهنة، وعلى احترامنا لقيم الإعلام من حيث إنه حرفة وصنعة ومرآة واقع، هو المعيار الذي يمكن أن نقيس به الأمور".
كما أردف: "أقول كل ذلك بمناسبة ما كتبته طيلة الأشهر الماضية بشأن شخصيات إعلامية، قد تكون أسباب تدخلت فيما بيننا فأحدثت خلافاً فى الرأى، أنتج شقاقاً لم أكن أنوى أن يتسع، خاصة أنني أُكنّ لهم جميعا كل تقدير واحترام، لكن، وقد حدث ما حدث، فقد آن الوقت لأن أمتلك شجاعة الموقف وأغلق صفحة لا أريد لها أن تستمر".
في نهاية هذه المعركة الإعلامية، وبعيداً عن القناعات التي أومن بها، والآراء التي أعتقد في صحتها، فإنني أمتلك الشجاعة للتعبير عن احترامي وتقديري للشخصيات الإعلامية التي تناولتها بالنقد في هذه المقالات.. اختلافي معهم لا يعني عدم تقديري لهم.. اعتذر عما تكون هذه المقالات قد تسببت لهم في أذى نفسي، أو مضايقات شخصية.. أعلم أن كلماتي حادة، ومفرداتي قاسية، وتعبيراتي لاذعة، وتشبيهاتي مزعجة.. ولكنها طريقة كتابة، وأسلوب تعبير.. ولا تعني بأي شكل من الأشكال إساءة شخصية لهذه الشخصيات التي تحب الوطن بطريقتها، كما أحبه أنا بطريقتي.. كلٌّ منا يدافع عن مصر وعن مصلحتها العليا بطريقته.
وحتى لا نأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا، فقد كلفنا مستشارنا القانوني الدكتور محمد حلمي عبد الله باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للتنازل عن كافة القضايا التي أقمناها ضد الأساتذة الإعلاميين الذين هاجمونا.. لا يجب أن نشغل ساحات القضاء بقضايا الرأي والتعبير.. الكلمة يُردُّ عليها بكلمة، والمقال بمقال.. وليكن الرأي العام هو الحكم، وهو القاضي العدل.. ولتكن المصلحة العامة هي الهدف والغاية.. في الظرف الراهن يمكن أن تختلف الرؤى، لكن وقوفنا على "نسبية" الأشياء التي هي طبيعة المهنة، وعلى احترامنا لقيم الإعلام من حيث إنه حرفة وصنعة ومرآة واقع، هو المعيار الذي يمكن أن نقيس به الأمور... لا يوجد صواب مطلق، ولا خطأ مطلق.. وكلنا نجتهد في هذا الإطار.
وأضاف كذلك، في المنشور نفسه،:" الأستاذكرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، صاحب فضل على العبد لله.. ذكرته له في اللقاء الوحيد الذي جمعني به بمكتبه في حضور الأستاذ عبد المحسن سلامة، والسيدة رانيا هاشم، وآخرين.. قدم لي يد العون والمساعدة في بدايات عملي ولم يكن يعرفني أو تربطني به صلة، وحفظت له هذا الجميل الذي لا يتذكره، وذكرت ذلك أمام حضور هذا اللقاء.. ثم أعاد الكرة، وضمني إلى عضوية إحدى لجان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام دون معرفة سابقة بي.. اختلافي معه لا يعني عدم احترامي أو تقديري له... أعتذر له بشدة عن شدة الألفاظ التي استخدمتها في التعبير عن اختلافي معه.. ومدين أنا بالاعتذار لكل من طالهم أذى أو مسهم ضيق مما كتبت، أقول ذلك طاويا صفحة قديمة، ومستقبلاً صفحات جديدة بيضاء، وفاتحاً ذراعيّ لمستقبل يجمعنا معا ويُعيدنا أصدقاء وزملاء كما كنا من قبل.
كما اختتم قائلًا: اليوم، أغلق هذا الملف الإعلامي إغلاقاً تاماً.. منصرفاً إلى شئوني الأكاديمية، وإلى بعض القضايا العامة الأخرى وفق ما يتيسر لنا.. وعلى الله قصد السبيل".
وكانت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أسامة الرشيدي، قضت في وقت سابق، بمعاقبة الدكتور أيمن منصور ندا، في اتهامه بسب وقذف الإعلاميين، بالحبس عامًا مع إيقاف التنفيذ مع تغريمه 20 ألف جنيه، مع إيقاف التنفيذ.