مظهر شاهين: صلاة الزوجة إرضاء لزوجها فقط لا تقبل وإن كانت صحيحة
كشف مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، أن صلاة المرأة من أحل إرضاء زوجها فقط أو تحت التهديد غير مقبولة ومحبط لأجرها لأنها مفتقدة لأهم شرط من شروط قبول الأعمال عند الله تعالي ألا وهو الإخلاص والقصد في العباده لله وحده.
مظهر شاهين: صلاة الزوجة إرضاء لزوجها فقط لا تقبل وإن كانت صحيحة
وأضاف مظهر شاهين ، بمعني انها يجب أن تصلي إرضاء لله تعالي وليس إرضاء لزوجها وأن تقصد بصلاتها وجه الله تعالي، أما إن صلت من اجل زوجها وليس من اجل الله فإن ذلك يحبط أجر الصلاة في دائرةالرياء، بدليل قوله تعالي: "الا لله الدين الخالص" وقوله "وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" أي مخلصين له العبادة ، فالإخلاص في العبادة يتوقف عليه القبول، وبدليل قوله تعالي : وحين سئل الفضيل بن عياض عن تفسير قوله تعالي :" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال: أي أن الله لا يقبل من الأعمال إلا ماكان خالصا صوابا، قالوا: وما معني خالصا صوابا؟ قال : أصوبه أن يكون مطابقا لما كان عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم،(أي موافقا لعمل الرسول) وأما خالصا: أي ما ابتغي به وجه الله وحده، ومن المعلوم ما ورد في الحديث :
حيث يقول صلي الله عليه وسلم: "إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ".
ولأن ذلك يعد من باب الرياء الذي قد يدخل صاحبه في الشرك الأصغر والعياذ بالله، والدليل علي ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم ، وفي رواية ابن ماجه : ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) ، أي أنا غني عن أن يشاركني غيري ، فمن عمل عملاً لي ولغيري لم أقبله منه ، بل أتركه لذلك الغير .
ولقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بالترهيب من أن يقصد الإنسان بعبادته غير الله ، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله ، لأنه ينافي الإخلاص الذي يقتضي أن يقصد المسلم بعمله الله وحده لا شريك له ، قال سبحانه : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } (البينة: 5) ، والمرائي في الحقيقة جعل العبادات مطية لتحصيل أغراض نفسه الدنيئة ، واستعمل العبادة فيما لم تشرع لأجله ، وهو تلاعب بالشريعة،
وقد توعد الله صنفاً من الناس يراؤون في صلاتهم بالويل والهلاك فقال : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون } (الماعون: 4-7)
وعلي ذلك فيجب علي الزوجة أن تصلي ولكن من أجل الله وليس أحدا غيره وإن كان زوجها والزوج كذلك يصلي إرضاء لله وليس إرضاء لزوجته، ولا وصاية لأحد علي أحد فيما بينه وبين الله، والله وحده هو المعبود وهو من سيحايب الناس، ولا يملك الزوج والزوجة إلا النصيحة والإرشاد باللطف واللين، دون إكراه أحدهما الآخر علي فعل طاعة لأن الطاعة يجب أن تؤدي بالاختيار حتي يصاحبها الخشوع والإخلاص ويصادفها القبول من الله تعالي وهو مراد كل طائع وعابد " إنما يتقبل الله من المتقين" اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين. ولابد أن نؤكد أن باب التوبة مفتوح أمام العباد ومن تاب تاب الله عليه متي تحققت شروط التوبة في توبته، هذا والله تعالي أعلي وأعلم.