نهائي إفريقيا.. القارة السمراء تحت سيطرة "القطبين" يا "ترجي"

ذاك اليوم الموعود قادر على هز أسوار المحروسة، على هدم المتاحف الأثرية المخلدة التي لا تحطمها الزلازل، سيمتلئ بشغفٍ هائلٍ نحو رفع الأميرة السمراء الغائبة عن الطرفين منذ حينٍ من الدهرِ، سيحتفل الفائز مثل الأمهار المجنونة المتجهة للغزو، بينما سيصمت المهزوم صمت السير في المقابر، حتمًا ستتلون القاهرة بالأحمر أو الأبيض في تلك الليلة، يوم الـ27 من نوفمبر المقبل، نهائي دوري أبطال إفريقيا بين أسياد القارة "الأهلي" و"الزمالك".

بعد مُضيّْ أشهر عديدة، وتحديد طرفي نهائي البطولة، راودني كثيرًا معرفة سبب رفع جمهور الترجي تلك اللافتة خاصةً وأن فريقه ليس أكثر الأندية تتويجاً باللقب ولا الوصيف ولا الفارق بينه وبين صاحب المركز الأول قريب، حيث يملك الترجي 4 ألقاب فقط في المركز الثالث خلف قطبي الكرة المصرية الأهلي في الصدارة بـ8 ألقاب والزمالك في الوصافة بـ5 ألقاب. 

والطريف أن تلك اللافتة كانت مشؤومة على الترجي في مبارياته، حيث خسر أمام شبيبة القبائل الجزائري بهدف نظيف في اخر جولات دور المجموعات لدوري الأبطال، ثم واجه الزمالك في السوبر الإفريقي وخسر 3/1 بالدوحة، وخسر بنفس النتيجة في مباراة ذهاب دور ربع النهائي على ملعب القاهرة، ولم يتمكن الترجي من التأهل لدور نصف النهائي حيث فاز بهدف وحيد وهي نتيجة غير كافية للتأهل حيث احتاج هدف اخر للتأهل وذلك لم يحدث.. من الواضح أن السيطرة كانت وهمية ولا يوجد تفسير آخر لذلك. 

واجه الأهلي والزمالك نظيرهما الوداد والرجاء المغربي في نصف نهائي البطولة، واكتسح المارد الأحمر نظيره الوداد بخماسية مقابل هدف في مجموع اللقائين في مباراتين قدم فيها الأهلي درسًا كرويًا عنيفًا أمام الوداد، وسحق الزمالك نظيره الرجاء برباعية مقابل هدف في مجموع اللقائين، حيث قدم الزمالك شخصية البطل في مباراة الذهاب وذلك بعد أن قلب تأخره بهدف إلى 3 أهداف ليتأمل الناديان في معانقة الأميرة السمراء. 

بكل فخرٍ واعتزازٍ.. إفريقيا تحت السيطرة المصرية، ليست لافتة مرفوعة من أحد الجمهورين ولكن الحقيقة الظاهرة والواضحة للجميع أن بطل نهائي دوي أبطال إفريقيا عام 2020 مصري في أرض مصرية، وهذا الفارق بين العقلية المصرية وبين الآخرين، نحن لا نحتاج إلى تزيين أنفسنا ولا تعظيم إنجازاتنا، بل عظمة إنجازاتنا تتحدث عن حالها، نفوز باحترام الآخرين ونجبرهم على التصفيق داخل الميدان، البساط الأخضر شاهد على ألقاب أعرق ناديين في القارة، نحن لم نأخذ من الوهم شعارًا ولكن الواقع يقول أن الكرة المصرية هي المسيطرة على القارة الإفريقية بلا منازع، أتحدث عن 8 ألقاب للنادي الأهلي كأكثر نادي متوج بلقب البطولة، 5 ألقاب للزمالك وهو الوصيف، وعلى الصعيد الدولي فمنتخب مصر هو أكثر منتخب فائز ببطولة كأس أمم إفريقيا 7 مرات.