السعودية والصين تدعوان إيران لعدم التدخل في شؤون الدول والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية
دعت السعودية والصين، في بيان مشترك، إيران لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وضرورة احترام مبادئ حسن الجوار، والمحافظة على عدم الانتشار النووي.
وأكد البيان المشترك الصادر في ختام القمة السعودية الصينية التي انطلقت، أمس الخميس، في الرياض، على ضرورة إعطاء الأولوية للعلاقات الخارجية بين الرياض والصين، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم الجمعة.
واتفق الجانبان-طبقا للبيان- على "ضرورة تعزيز التعاون المشترك لضمان سلمية برنامج إيران النووي"، ودعا الجانبان "إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على منظومة عدم الانتشار"، وأكدا" على احترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وأكد الجانبان" دعمهما الكامل للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية".
وأشاد الجانب الصيني "بمبادرة المملكة لإنهاء الحرب في اليمن، وجهودها ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية".
كما أكدت السعودية والصين في بيانهما المشترك" أهمية دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لتمكينه من أداء مهامه، والوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015م)".
كما أكدتا " أهمية التزام الحوثيين بالهدنة، والتعاون مع المبعوث الأممي الخاص لليمن والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام، للتوصل إلى حل سياسي دائم وشامل للأزمة اليمنية".
وثمن الجانب الصيني" ما قدمته المملكة من مساعدات إنسانية وتنموية للشعب اليمني من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن".
وقال البيان إن الجانبين ناقشا " تطورات القضية الفلسطينية، وشددا على ضرورة تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية".
في الشأن السوري، شدد الجانبان السعودي والصيني "على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ويعيد لها أمنها ويخلصها من الإرهاب، ويهيئ الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين"، كما أكدا "استمرار دعمهما لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لسوريا".
في الشأن اللبناني، أكد الجانبان" حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وأهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفاديا لأن يكون منطلقا لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدرا أو معبرا لتهريب المخدرات".
في الشأن العراقي، أكد الجانبان السعودي والصيني في بيانهما المشترك "استمرارهما في تقديم الدعم لجمهورية العراق، ورحبا بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وتمنيا لها النجاح والتوفيق لتحقيق تطلعات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والتنمية".
في الشأن الأفغاني، أكد الجانبان "أهمية دعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان، بما يضمن ألا تصبح أفغانستان ملاذا للجماعات الإرهابية والمتطرفة"، كما أكد "أهمية تعزيز الجهود الإنسانية المبذولة من المجتمع الدولي للحد من تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان، وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني".
فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، أكدت السعودية الصين "أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية، وبذل جميع الجهود الممكنة لخفض التصعيد بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار، ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة".
وأشار الجانب الصيني "إلى مبادرته ذات النقاط الست بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، وتقديمه لأوكرانيا مساعدات إنسانية، ودعوته لتفادي وقوع أزمة إنسانية واسعة النطاق".
وأعرب الجانب الصيني –طبقا للبيان -عن تقديره للجهود الانسانية والسياسية التي بذلها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في تقديم المعونات الإنسانية لأوكرانيا، والإفراج عن عدد من أسرى الحرب من جنسيات مختلفة".
كما أشاد الجانب الصيني" بحزمة المساعدات الإنسانية الإضافية التي قدمتها المملكة مؤخرا لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار والتي ستسهم في تخفيف معاناة الشعب الأوكراني".
كما شددا على مواصلة دعم المصالح الجوهرية للبلدين، عبر بذل جهود مشتركة للدفاع بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول".
واتفق الطرفان السعودي والصيني" على تعزيز التعاون بين البلدين من خلال اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى"، معتبرين "هذا التعاون شراكة استراتيجية مهمة."
وجدد الجانب السعودي" على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة"، وفقا للبيان المشترك.
بينما رفضت الصين "أي هجمات تستهدف المدنيين والأراضي السعودية، معارضةً بحزم أي تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة."
يذكر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز ، كان استقبل أمس الخميس الرئيس الصيني بقصر اليمامة في الرياض، بحضور الأمير محمد بن سلمان.
وكان ولي العهد السعودي قد استقبل بدوره، الرئيس الصيني في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض أمس الخميس.
وتنعقد خلال زيارة الرئيس الصيني ثلاث قمم هي (السعودية الصينية، والخليجية الصينية، والعربية الصينية) بحضور أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية، ما يعكس أهمية انعقاد هذه القمم، وما تحظى به من اهتمام إقليمي ودولي.