الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

مأساة "أم معاذ" بسوهاج انهار منزلها وأصُيبت بالمرض اللعين:"نفسي أتعالج وأخف عشان أربي عيالي" (فيديو)

الجمعة 23/ديسمبر/2022 - 10:48 ص
..
..

داخل غرفة مظلمة حوائطها قاتمة اللون تمتص ضوء اللمبة الوحيد، وعلى سرير خشبي مُتهالك تجلس السيدة "ام معاذ" غير قادرة على الحركة أو التحدث بشكل سليم، تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة وبين كل نفس وآخر تفتح عيناها بشكل جاحظ وكأنه آخر نفس لها، تشكو السيدة مأساتها وضيق أحوالها.

بلغت السيدة "أم معاذ" من العمر أرزله الذي جعله غير قادرة على الحركة أو العمل، وازداد الأمر سوءًا عندما اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي، وتصدع منزلها الكائن بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، ليبدأ في الانهيار وتشرخ حوائطها وتُهدد حياتها ونجلها الوحيد.

_كل فلوسي رايحة على العلاج ونفسي أخف..مأساة "ام معاذ"

التقطت "ام معاذ" أنفاسها بصعوبة وتحركت لتجلس بشكل مستقيم، وقالت بعيون غير قادرة على الحركة: "أنا اكتشفت إصابتى بسرطان الثدي لما ظهر ليا جسم غريب كشفت عند دكتور اخد مني عينة وحللها، قالي الورم نشط ولازم تاخدي جلسات حولني على معهد الأورام ومن بعده مستشفى الهلال، بروح مرتين في الأسبوع مرة احلل ومرة اخد جلسة، لما اخد الجلسة بموت من التعب بدوخ يحصلي قئ شديد ومش بقدر أقف، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيني".

وساد الصمت للحظات في الغرفة القاتمة التي يطغو عليها الكآبة والحزن، حتي تستكمل السيدة حديثها ل"مصر تايمز" وتقول: "عندي كانسر، باخد مرتب قليل مش بيساعدني نهائيًا لأن عندي ابني بيدرس نفسي أشوفه كويس وههتم بيه حتي لو هبطل علاج، كل فلوسي رايحة على العلاج ونفسي أخف عشان أقدر أربي ابني واصرف عليه".

_بيتي بينهار وعاوزة بيت يكفل لابني حياة آمنة

ولم تكن مشكلة "ام معاذ" الوحيدة هي إصابتها بالمرض اللعين الذي نهش جسدها وجعلها غير قادرة على الحركة أو التنفس، فقد واجهتها مشكلة كبيرة هددت حياتها الآمنة داخل منزلها، وجعل مطلبها الأول هو توفير منزل آمن تستطيع أن تغمض عينيها فيه وهي آمنة مطمئنة لا تبالي بما هي فيه حاليًا، خاصة بعدما تشققت حوائط الغرفة التي يقيم بها نجلها الوحيد.

وسردت "ام معاذ" معاناتها مع منزلها الذي تصدع وبدأ في الانهيار بفعل التنقيب عن الآثار من قِبل جيرانها في الشارع المجاور، الذين قاموا بالتنقيب عن الآثار فسقطت المنازل القديمة والتي يسكنها الغير قادرين على بناء منزل مُسلح، والغير قادرين أيضا على تركها والذهاب لمحل سكن جديد، وقالت "بيتي بينهار بدأ في السقوط بسبب المنقبين عن الآثار في الشارع الخلفي، وابني بيذاكر في غرفة بدأت تتشقق وآيلة للسقوط، عاوزة بيت يكفل لابني حياة آمنة، دا آخر مطالبي وأمنياتي".