الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

باقة ورد في حب وعشق سميرة سعيد

الخميس 12/يناير/2023 - 04:31 م

الإسم وحده يعني الكثير وكأنها تصر علي ألا تكون ماضي جميل وأنتهي بل تواصل الماضي الجميل بحاضر أجمل بل و تفاجئنا بجديد أجمل و أروع.

 

من هذه الـ سميرة سعيد ظاهرة غريبة تدعو للبحث و التأمل كلما يمر بها الزمن تزداد شباب و نجاح و تألق بل تواصل و تواصل و تشعر دائما أنها مازالت في البداية  تتلون و تتغير ومع كل تغيير تكون ناجحه و مستمرة بل وتكون في المقدمة سبقت جيلها الذي أختفي وأصبح ذكري بل و تفوقت على من جاء بعدها ثم تفوقت علي من جاء بعدها و بعدها و بعدها فأصبحت ديڤا أي النجمه المحلًقه في السماء و المتوهجه نوراً و بريقاً رغم اختفاء كل النجوم من حولها وبالفعل هذا هو حال سميرة سعيد


بدأت طفلة تغني في قصر الملك الحسن ملك المغرب الذي كان يعتبرها بنتاً له و تغني في كل مناسبات المغرب في القصر الملكي حتي أطلقوا عليها أم كلثوم المغرب.

 

رآها عبد الحليم حافظ بحكم صداقته الوطيدة مع ملك المغرب أنبهر بها و أتصل ببليغ حمدي من المغرب وقال له { أنا سمعت بنت هنا في المغرب معجزة عايزة منك شغل وتبقي إكتشاف } وقفت أمام محمد عبد الوهاب وهي لا تزال بنت الرابعة عشرة لكي تغني و هي تغني دائما لأم كلثوم فقال لها عبد الوهاب سمعينا حاجة لأم كلثوم.


ففجأت الجميع و أحرجت عبد الوهاب نفسه بغناءها قصيدة الأطلال كامله بدلاً من أن تغني لحن لعبد الوهاب غنته له أم كلثوم فما كان من عبد الوهاب أن مسح وجهه بمنديله و صفق لها و قبًل جبينها.


عندما جاءت إلي مصر فتحت لها فايزة أحمد منزلها تقيم فيها هي وشقيقتها بل وتقوم بخدمتها و تأتي لها بكبار الموسيقيين و الفنانين لكي تعرفهم بها.

 

تبناها بليغ حمدي تبني كامل و قدم معها أربع ألبومات كانت إنطلاقة لها كبري فقدمت معه أروع وأعذب الألحان من أشهرها أغنية "علمناه الحب" التي أصبحت علامة مميزة في تاريخ المغني العربي كله قبل أن تكون علامة مميزة في تاريخ سميرة سعيد و غناها الوطن العربي كله، تعاملت مع الموسيقار  الدكتور جمال سلامه الذي أعطاها جواز مرور لتصير نجمة الغناء العربي بلا منافس بأغنيات.

 


قال جاني بعد يومين وأحكي يا شهر زاد و وحشني حقيقي وأنساني ومش هتنازل عنك  


هذه الأغاني يتجاوز عمرها الآن الأربعين عاماً ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أنها لا تزال تريند في عالم سماع الأغاني حتي الآن خاصةً أغنية "قال جاني بعد يومين" التي يتغني بها كبار وصغار المطربين و المطربات من شدة جمالها ك لحن وكلمات وأداء.

 

 

إلي جانب تميزها في غناء أغاني فيها من التحدي والإحساس والتجويد ويكفي أغنيتها التي كانت بمثابة نداء توجه لكل حبيبة إلي حبيبها في أغنية "مش هتنازل عنك" التي لاقت نجاحاً كبيراً و أهتز لها الرأي العام العربي كله ما بين مؤيد ومعارض.

 

ومن هنا كانت سميرة سعيد بدأت تكون أو لا تكون فكانت ولا تزال  ألبوم وراء الآخر وراء الآخر وكل ألبوم أجمل من الثاني و اروع من الثالث لم يكن عندها حل وسط يا أغنية جميلة أو لا فكانت صاحبة الأغاني الأطول عمراً و الأكثر تأثيراً في الوطن العربي.

 

 

نوعت وتنوعت و غيرت من لون أغانيها و موسيقاها و كلمات أغانيها لم تخش أبدا المغامرة بل هي المطربة الوحيدة التي تغامر علي الجديد في اللحن و الكلمة و الأداء و التصوير والبوستر واللوك و تنجح بإكتساح وكثير من مطربات بل ومطربين قاموا بتقليد و محاكاة فنها و كتير منهن حاولوا يسلكوا طريقة غناء سميرة سعيد في موضة أغانيها من حيث الكلمات أو اللحن أو الأداء أو الطريقة وحدث و تحدثن في ذلك و إعترافوا اعتراف صريح بأنهن حاولوا يسلكوا طريقة سميرة سعيد في الغناء وهن  أنغام و أصالة و شيرين و إليسا و نوال الزغبي و نجوي كرم


أكثر من 500 أغنية مصرية و مغربية و خليجية عاطفية و وطنية و دينية  عشنا مع كل أغنية حالة حب استثنائية لم نراها من قبل فكان بمجرد سماعنا لنزول ألبوم سميرة سعيد الكل يتسابق لشرائه قبل غزو النت طبعاً حتي بوستر الألبوم كان له مذاق خاص كل أغنية لسميرة سعيد تُعد موسيقى تصويرية لفترات حياة ثلاثة أجيال متعاقبة و أكثر


فالبرغم من نجاح أغاني سميرة سعيد فإنها تنجح في كل ألوان الغناء عكس غيرها من المطربات فعندما نسمعها تغني قال جاني بعد يومين لا نكاد نصدق أنها هي التي تغني وأديني سبته و محصلش حاجه فهي تستطيع أن تنجح بجدارة في غناء الأغنية الدرامية و بنفس النجاح في الأغنية الإيقاعية أو أي لون آخر من الغناء مهما كان عكس مطربين و مطربات يتفوقن في لون من الغناء عن الآخر.


وكما قال عنها الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبي "سميرة سعيد فيها ميزة مش موجودة في كتير من مطربينا عندها في الغنا الضنا غير الهنا" فهي تستطيع أن تقنعك بأحساسها في كل الأحوال ولا توجد مطربة الآن تستطيع أن تفعل ما تفعله سميرة سعيد وبشهادة معظم مطربات العالم العربي اللاتي أجمعن علي ذلك وهم أنغام و أصالة و شيرين و نجوي كرم و أحلام و نوال الزغبي وغيرهن الكثير وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على إجماع الكل علي محبة سميرة سعيد هذه الفنانة التي تعد ظاهرة استثنائية في عالم الفن.

 

فنادراً ما يجتمع الجميع و يتفق علي أحد اليوم 10 يناير في عيد ميلاده الديفا سميرة سعيد، باقة حب و وتقدير لمسيرة حب و فن أكثر من أربعين عاماً علي قمة الغناء العربي و قلوب ملايين من محبيها في الوطن العربي ويكفي ما قاله عنها موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب "أفضل من غنت حرف اللام في العالم"، متعها الله بالصحة والعافية و السعادة