وزراء الزراعة والبيئة والتنمية المحلية يشاركون في احتفالية جهود مواجهة السحابة السوداء 2020
الخميس 03/ديسمبر/2020 - 02:13 م
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن نجاح التصدى لمنظومة السحابه السوداء، هى قصة نجاح الدولة ككل، وبفضل توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، واعتماده للمنظومه خلال شهر يونيو الماضى، وثمنت الجهد المتواصل الذى بذلته جميع الجهات المشاركة بالمنظومة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم في مواجهة آثار فيروس كورونا المستجد، مضيفة إلى تحويل هذا التحدي الكبير إلى فرصة اقتصادية، وتحويل الملوِث إلى منتج اقتصادي يدر عائدا مادى، بدلا من تحوله لأدخنة تلوث الهواء.
وجاء ذلك جاء ذلك خلال كلمتها بإحتفالية وزارة البيئة لعرض جهود ونتائج مكافحة نوبات تلوث الهواء الحادة 2020 والمعروفة اعلاميا "بالسحابة السوداء" بحضور اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة إيناس أبو طالب، رئيس جهاز شئون البيئة، والدكتور أحمد فاروق رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، واللواء بهى زغلول رئيس شرطة المسطحات المائية ومسئولى عدد من الجهات المعنية وقيادات وخبراء وزارة البيئة، وذلك بالمركز البيئى الثقافى التعليمى ( بيت القاهرة)، حيث تضمنت الاحتفالية عرض فيلماً تسجيلياً عن مجهودات الوزارة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لعام 2020.
وأشارت "فؤاد" إنه بالوعي وتقديم الدعم الفني للأهالي والمزارعين فأرتفعت نسبة التجميع الكلية للقش إلى 99%، تمثل تجميعات الأهالي منها 73%، والتى تمت دون تقديم دعم مادى من الحكومة للمزارع، واستطاع المزارع تحويل قش الأرز إلى سلعة ذات قيمة وحرص المزارعون على جمع القش وكبسه وتدويره بدلا من حرقه وانخفاض عدد محاضر حرق قش الأرز إلى 540 محضر هذا العام، وانخفصت نسبة عدد الشكاوى هذا العام إلى 287 شكوى والتى التعامل معها وازالتها فى الحال.
وتابعت "فؤاد" لم يكن الحد من حرق قش الأرز هو المحور الوحيد للسيطرة على السحابة السوداء، فالسيطرة على عوادم المركبات تمثل محورا هاما أيضا، حيث تم تكثيف حملات فحص عوادم المركبات خلال منظومة مواجهة السحابة السوداء للتقليل قدر الإمكان من الإنبعاثات الملوثة؛ فتم تنفيذ 250 حملة لفحص عوادم السيارات، تضمنت فحص أكثر من 17 ألف مركبة، جاءت نسبة السيارات المخالفة 19%، بالإضافة إلى فحص أكثر من 2300 أتوبيس نقل عام، وأيضا السيطرة بشكل يومى على المقالب العشوائية.
كما قامت فرق التفتيش بوزارة البيئة بالتفتيش على 6379 منشأة صناعية صغيرة ومتوسطة، وبالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية تم التفتيش على المنشآت الصناعية الكبرى وأسفرت الحملات عن وجود 91 منشأة بها مخالفات، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيالها.
وأضافت "فؤاد" بأنه خلال تلك الفترة كان هناك ثبات لملوثات الهواء لمده 77 ساعة وكان هناك شفافية فى تعريف المواطن بحالة الجو من خلال مواقع التوصل الاجتماعى والموقع الرسمى لوزارة البيئة.
وأوضحت "فؤاد" أن استمرار نجاحنا في السيطرة على السحابة السوداء أدى إلى تجنب انتسار 225 ألف طن من ملوثات في الهواء، وأدى أيضًا إلى نجاح جهود الحكومة المصرية في المواجهة إلى خفض التكلفة المجتمعية المخاطر الصحية، بما يقدر بحوالى 2.24 مليار جنيه.
ومن جانبه أكد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أن الوزارة قامت بالتنسيق المستمر مع وزارة البيئة وعدد من الوزارات والجهات المعنية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحاد بالمحافظات، وقال "شعراوي": إنه تم تكليف محافظو القاهرة الكبرى والغربية وكفر الشيخ والبحيرة والشرقية والدقهلية بتنفيذ مجموعة من الاجراءات والتوصيات والتي ساهمت في نجاح جهود الدولة لمواجهة السحابة السوداء خلال الموسم الحالي.
وأضاف اللواء محمود شعراوي، أنه من بين الاجراءات التي تم تنفيذها بالمحافظات قيام الوحدات المحلية ومديرية الزراعة بمنع عملية حرق قش الأرز والحرق المكشوف بكافة انواعه لتعظيم القيمة المضافة للمزارعين الأمر الذى عزز جهود فرق العمل.
وأوضح الوزير أنه تم تشكيل مجموعات عمل بالتنسيق مع شرطة الحماية المدنية بالتعاون مع إدارات شئون البيئة بالمحافظات للمرور والتفتيش المفاجئ على المنشآت الصناعية الملوثة بنطاق كل وحدة محلية، مضيفاً أنه تم إيقاف عمل الصناعات المتوسطة والصغيرة (مكامير الفحم الغير مطورة – مسابك – فواخير) ومتابعة غلق المسابك التي تعمل بأفران الفحم أو السولار أو المازوت من الساعة الخامسة مساءا وحتى الساعة السابعة صباحاً وتحرير المحاضر للمخالفين ونتيجة لهذه المجهودات المكثفة تراجع عدد المخالفات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
وأكد اللواء محمود شعراوي، أنه تم السيطرة على المقالب العمومية والموسمية والعمل على إغلاقها بالكامل وإيقاف أي حرق مكشوف للمخلفات خاصة حول القاهرة الكبرى والمحافظات ورفع المتولد اليومي من محطات المناولة، بالإضافة لرفع المتولد أسفل الطريق الدائري، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في رفع كميات من المخلفات في المحافظات المصرية في تلك الفترة يقدر بحوالي 6 مليون طن مخلفات وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على جودة الهواء في المحافظات والتي كانت تؤرق المواطن من قبل.
وقال شعراوي: إن مبادرة "صوتك مسموع" بالوزارة تلقت شكاوي و استفسارات المواطنين والانتقال الفوري لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الحماية المدنية والفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة وكذا التنسيق والمتابعة الدورية مع فرق عمل وزارتي الري والنقل لإزالة نواتج تطهير الترع والمصارف، لمنع تراكم المخلفات داخل حرم الطرق العمومية.
وشدد "شعراوي" على أن هناك تنسيق بين الوزارات فيما يخص شكاوي المواطنين في هذا الملف المهم لتحقيق الرضا التام المواطنين سواء المزارعين أو الذين يتأثروا من نتائج السحابة السوداء.
وأشار وزير التنمية المحلية إلي المتابعة والتفتيش على مركبات هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى وكذا المحافظات بالمراجعة مع أجهزة الرصد البيئي على مدار أيام النوبات الأمر الذي أدى إلى النجاح في الوصول إلى معدلات إصحاح بيئي أفضل من الأعوام السابقة.
وأوضح وزير التنمية المحلية، أن هناك تعاون بين عدد كبير من الوزارات وذلك في إطار اجتماع اللجنة المشكلة من ممثلي الجهات المعنية (التنمية المحلية -البيئة - الزراعة – الموارد المائية والرى - الداخلية – الصناعة والتجارة – النقل -الكهرباء والطاقة – الاسكان -الاعلام- الصحة) والتي تضمنت إعداد الخطة التفصيلية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحاد (السحابة السوداء) خلال الفترة من 15 سبتمبر 2020 وحتى 15 نوفمبر 2020.
وقال اللواء محمود شعراوي: إن هناك 6 محاور رئيسة تم اعتمادها من مجلس الوزراء في هذا الملف متمثلة فى منظومة لجمع وتدوير قش الأرز، والحد من عوادم المركبات، والتحكم فى انبعاثات المنشآت الصناعية، والسيطرة على الحرق المكشوف للمخلفات البلدية، مع برامج التوعية والتدريب، والإعلام، والمتابعة والرصد من خلال غرف العمليات المركزية.
وأكد "شعراوي" على التعاون المثمر بين وزارات الدولة المصرية على أرض المحافظات وصولاً إلى تحسين جودة الحياه للمواطن المصري وتعظيم عوائد التنمية بما يعود بالنفع والرخاء على الجيل الحالي ويحفظ حقوق الأجيال القادمة في الثروات والموارد الطبيعية.
وقال وزير التنمية المحلية إن فكرة التنمية بوجه عام ترتبط بتفعيل كل قدرات المجتمع والدولة وتشغيل كل مواردها المعطلة لضمان مستوى معيشي أفضل ، مضيفاً أن برامج الإسراع بالتنمية فى المحافظات التى تتبناها وزارة التنمية المحلية تهدف ضمن ماتهدف إلى إيجاد خطة تتسم بالاستدامة فى قرى ومحافظات مصر من خلال التنسيق الكامل مع وزارات الدولة المعنية.
وأكد "شعراوي" على متابعة القيادة السياسية لهذا الملف الحيوي والهام لتحقيق النتائج المرجوة في التوقيتات الزمنية المحددة.
ومن جانبه أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الاراضي، أن موسم جمع قش الأرز هذا العام، يعد نموذجاً متميزاً للتكامل الحكومي والتعاون المثمر والبناء بين أجهزة الدولة المختلفة بإتباع منهج متكامل وتشاركي يضمن دمج البعد البيئي مع الاقتصادي من خلال منظومة جمع وتدوير قش الأرز.
وأشار "القصير" إلى أن تلك المنظومة ساهمت في زيادة الوعي البيئي لدى المزارعين، بالحد من التاثيرات السلبية للسحابة السوداء، بما يساهم في الحفاظ على صحة المواطنين، لافتا إلى أن من الناحية الاقتصادية، ساهمت في خلق فرص عمل جديدة خاصة في المناطق الريفية، لصغار المزارعين، والمؤسسات الأهلية، حيث حققت عائد إضافي لمزارعي الارز، بما ساهم في زيادة دخله.
وأوضح وزير الزراعة أن هناك استراتيجية متكاملة في إطار التعاون بين وزارة الزراعة ووزارة البيئة والمؤسسات المعنية، لتعظيم الاستفادة من كافة المخلفات الزراعية والنباتية والحيوانية والسمكية أو مخلفات التصنيع الزراعي على مستوى القرى، واعادة تدويرها، لخلق قيمة مضافة، وزيادة العائد للمزارع والمربي، وتحسين دخولهم، فضلا عن المساهمة في الحفاظ على البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف "القصير" أن تدوير هذه المخلفات سينتج عنه زيادة كميات الأسمدة العضوية، وانتاج أعلاف غير تقليدية، فضلا عن بعض المنتجات الثانوية، كذلك تحسين المحيط البيئي والصحي في المناطق الريفية، وخلق فرص عمل جديدة غير تقليدية للشباب في المناطق الريفية.
في الختام وجهت وزيرة البيئة الشكر للمزاراعين والعاملين بالارشاد الزراعى وجهاز شئون البيئة والفروع الاقليمية وجهاز المخلفات، مؤكدة على ان التكامل بين الحكومة والمواطن والمجتمع المدنى هو اساس نجاح المنظومة، مشيرة إلى أنه سيتم إطلاق استراتيجية التعامل مع المخلفات الزراعية قريبا للتعامل مع مختلف المخلفات الزراعية من جريد النخل وسفير القصب وغيرها من المخلفات بنفس النهج.