الأم المثالية بجنوب سيناء: ربيت عيالي في غرفة سقفها من الخشب
أعلنت وزيرة التضامن اليوم عن فوز فيروز السيد رمضان حسن بلقب الأم المثالية الاولى على محافظة جنوب سيناء، بعد قصة كفاح استمرت لأكثر من عشرين سنة.
لماذا حصلت فيروز على لقب الأم المثالية؟
قصة الام المثالية الاولى على محافظة جنوب سيناء التى أعلنت عنها اليوم وزيرة التضامن الاجتماعى كانت بمثابة التعويض لها عن ايام الشقاء والعذاب طيبة عشرين عاما ، ذاقت فيهم كل أنواع العذاب والحرمان وضحت بصحتها وجهدها وعمرها من أجل تربية أبنائها حتى حصلوا على أعلى المناصب.
الام فيروز عمرها الآن 53 عام مات زوجها عن عمر 35 سنة ، بعد صراع مع المرض وصراع حاد فى الجهاز التنفسي، ومات الزوج تاركا لزوجته أربعة أبناء أكبرهم فى الصف الثالث الاعدادى والصغرى ثلاث سنوات.
بعد وفاة الزوج تاركا لزوجته فيروز أربعة أبناء مرض والدها وجابت معه المستشفيات فى كل مكان، وظلت شهورا معه لدى الأطباء حتى توفى والدها ، أيام قليلة بعد ثلاثة شهور مات والدتها وتركت لها ثلاثة شقيقات، وزاد الهم الحمول علي اكتافها ، أربع أبناء وثلاث شقيقات، كيف تفعل هذا السيدة المسكينة ، فقد أصبحت مسئولة عن 7 أشخاص ومرتبها ضعيف جدا ومعاش زوجها أقل بكثير لانه توفى عند عمر 38 عام
تحملت فيروز معاناة وخمول لم تستطيع الجبال تحملها فقد عملت وكافحت حتى أتممت زواج شقيقتها بعد أن باعت إرث والدها وورث زوجها لكى تنفق على شقيقتها أبنائها.
تمكنت فيروز من زواج شقيقتها واحدة تلو الأخرى ، فى نفس الوقت تقوم بتعليم ابنائها جميعهم يقيمون فى غرفة واحدة.
لم تيأس فيروز من ضيق الحالة المادية، لكنها كانت على يقين أن الله قادر على كل شيء ، والرضا والصبر سيتحقق المستحيل.
بالفعل نجحت فيروز أن تعلم أبناءها أفضل تعليم ، وتصل بهم إلى بر الأمان وفي أفضل المناصب.
الأم الفائزة تزوجت في أحد البيوت الريفية بمحافظات الوجه البحرى من زوج لديه 9 من الأشقاء بالإضافة إلى والده ووالدته. وتحملت كل شىء من أجل زوجها.
رحلة كفاح 20 سنة
مات زوجها وابنها الأكبر فى الصف الثالث الاعدادى وأصغرهم ثلاث سنوات ، رفضت الزواج بعد وفاة زوجها ، عشرون عاما من الكفاح والتضحية من أجل أبنائها ، وأصبحت الأم هى المسئولة عن تربية أبنائها ، رغم ضيق الحياة المادية ، إلا أن إيمانها بالله ورحمته والاستعانة به كان أكبر من قسوة الحياة وضعفها ، بدأت الأم وتفكر فى مصدر دخل لها ، فمعاش الأب كان بسيط ، لامعة توفى صغيرا ، ومرتب الزوجة محدود ولذلك هداها الله ان تقيم هى وأبنائها فى غرفة واحدة ، وتقوم بتأجير الغرفة الثانية من المنزل ، وبالدين قامت ببناء غرفة ثالثة اسقفها أيضا بالخشب ، وبدأت رحلة الحياة بمفردها ، ولكن يد الله كانت معها سخرت لها كل العوامل وكافاها الله علي مجهودتها فكان الابن الأكبر اول المعهد الأزهرى بمدينة دهب ، بل الأول على المحافظة فى الإعدادية ، ثم الثانوية ، والتحق بكلية الطب ، وأصبح معيد فى كلية طب بنين الأزهر وخلاص ل على الدراسات العليا ثم أستاذ جامعى وحصل على الماجستير 2019، لم تقف رحلة الأم عند ذلك بل حملت على كتفيها دعم ابنتها حتى حصلت على بكالوريوس تقنى للتكنولوجيا تخصص الأشعة والتصوير الطبي وتمارس عملها الآن فى مستشفى شبرا هور الجامعى اخصايى تكنولوجيا التصوير الإشعاعي ، وحصل ابنها الثانى على. بكالوريوس تجارة انجليزى ويعمل الآن محاسب بمستشفى دهب التخصصى ، حصلت الابنة الصغرى التي تركها والدها وعمرها ثلاث سنوات على بكالوريوس التجارة شعبة انجليزى .
الجدير بالذكر أن الأبناء الأربعة من المتفوقين علميا وخلقيا وحافظين لكتاب الله كاملا ومن أوائل المحافظة علميا وفى حفظ القرآن الكريم كاملا .
المكافأة من الله
قام ابنها الكبير بإرسال سيرتها الذاتية بالاتفاق مع أشقائه دون أن تعلم والدته لأنها تستحق الكثير و أبسط حقوقها أن نكرمها على ماقدمته لنا جميعا ، فيقول الابن فى رسالة التى قدمها لمديرية التضامن الاجتماعى بجنوب سيناء إن والدته تحملت كل أنواع الصعاب والعذاب ، وجاء اليوم لرد الجميل لها ، وها هى النتيجة ، ومهما طال الكلام ومهما كثر لا يروى نسيج تضحياها معنا ، ومهما سطر القلم لن يوفيها حقها،لانها أدبرت شؤوننا بمفردها فى أيام التعليم ،وتحملت الكثير والكثير حتى تم إعلانها اليوم بأنها الام المثالية الاولى على جنوب سيناء ليكون أفضل تكريم لها .
وقال الأستاذ محمد عبدالستار مدير التضامن الاجتماعى بمدينة دهب ، أن مدينة دهب بها نماذج وتضحيات كثيرة ، تستحق أن تكرم يوميا وليس كل عام ، فلدينا نماذج عديدة وناجحة وقصص انسانية تحتاج إلى عمل افلام وقصص واقعية من منتدى الحياة .
وأكد عبدالستار أنه للعام الثالث على التوالى، تحصل مدينة دهب على لقب الام المثالية الاولى على مستوى المحافظة.