السلطات بالعراق تعتزم إغلاق مخيمات اللاجئين وعودة النازجين لمدنهم
السبت 12/ديسمبر/2020 - 10:18 ص
سمحت السلطات العراقية للنازحين، الذين فروا من الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية، بالعودة مدنهم، بعد أن امهلتهم 48 ساعة فقط لحزم أمتعتها ومغادرة مخيم الإسحاقي قبل إغلاقه .
وكان مئات الآلاف من العراقيين ثد فروا خلال سنوات الصراع الذي بدأ في شمال العراق عام 2014 عندما استولى التنظيم على مناطق شاسعة وفرض حكمه الذي انتهى عام 2017 بالهزيمة على يد قوات عراقية مدعومة بنيران سلاح الجو الأمريكي، تحولت المدن والبلدات والقرى إلى أطلال بما فيها الموصل، التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة لدولة خلافة.
وينحي سكان محليون باللائمة على فصائل شيعية مسلحة تهيمن على المنطقة ذات الأغلبية السنية في خطف ثمانية رجال وقتلهم في أكتوبر تشرين الأول. وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حينها إن حكومته تلاحق الجناة وإن على العراق تجنب "التناحر الطائفي"، ورغم ذلك تعقد حكومته العزم على إغلاق المخيمات في معظم محافظات العراق بحلول نهاية العام، وهي خطوة تقول جماعات حقوقية إنها قد تؤدي إلى تشريد 100 ألف إنسان، لن يجدوا من يساعدهم.
وتقول وزارة الهجرة إن عمليات الإغلاق تأتي في إطار برنامج للعودة الآمنة والطوعية، لكن منتقدين يقولون إنها تتم بتنسيق ضعيف وسابقة لأوانها لأن الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية صارت خرابا، أو تحت سيطرة جماعات معادية للعائدين.
وقال لهيب هيجل، وهو كبير محللين في مجموعة الأزمات الدولية، إن الحكومة "تعتمد على طرف آخر للاعتناء بالأمر، وأقصد بذلك المجتمع الدولي"، ونفت وزيرة الهجرة إيفان فائق جابرو إرغام أي نازح على العودة من المخيمات. وقالت إن العائدين يحصلون على الدعم والمساعدة، لكن أكثر من عشرة نازحين في أجزاء من شمال العراق منها بلد والموصل والخازر والقيارة قالوا لرويترز إنهم لم يحصلوا على أي دعم من الحكومة.
ضربت الأسر خيامها وأنشأت مخيما خاصا بها، حسبما قال سبعة جرت مقابلتهم هناك، ووصلت مجموعات الإغاثة الدولية فيما بعد وقدمت لهم الطعام والماء. لم يتوافر الصرف الصحي على مدى أسبوعين تقريبا. ولم يكن بمقدور النساء الذهاب إلى المراحيض المقامة في العراء سوى في ساعات الليل تحت ستر الظلام الذي يمنحهن بعض الخصوصية.
هناك مشاعر عميقة بالريبة والاستياء إزاء من تمكنوا من البقاء على قيد الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية، في مجتمعاتهم وقبائلهم، وبشكل خاص بين الفصائل الشيعية التي ساعدت في إلحاق الهزيمة بالتنظيم، ثم بقت في تلك المناطق.