السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

هاجر حمدى.. من راقصة بشارع عماد الدين إلى صاحبة مركز إسلامى كبير

السبت 12/ديسمبر/2020 - 04:52 م

نراها كثيراً في أفلام الأبيض و الأسود فى سينما الأربعينات وجهها المصرى الصميم كان سبباً مباشراً فى دخولها مجال السينما.

هي فتحية أحمد السيد النجار مواليد طنطا 10 مارس 1924 
هربت من جبروت زوج أمها وذهبت لصديقتها التى تعمل فى صالة بديعة مصابنى وبالفعل رقصت فى صالة بديعة ولكنها لم تستمر ولم تعجب بديعة مصابنى وقالت لها (متنفعيش). 



فأنضمت لفرقة مغرورة فى شارع عماد الدين إلى أن ذهبت ليوسف وهبى وبكت أمامه وقالت له (لو مشتغلتس معاك هموت نفسي) فرفق بها وقدمها فى دور صغير فى فيلم (الفنان العظيم) عام 1943 وكان هذا الدور بمثابة جواز مرور لها لعالم الشهرة والمجد والأضواء فقامت بالعديد من الأدوار فى ذلك الوقت مثل (الأنسه ماما - بيت الطاعة - غني حرب - ابو حلموس) .

الي أن جاءت فرصة البطولة في فيلم (بنت المعلم - جواهر - بنت العمده - أنا و أنت) 



تزوجت من الفنان كمال الشناوى وأنجبت منه ابنه محمد الذى تزوج من ابنة أخت عبد الحليم حافظ، ثم تزوجت من الطبيب المعروف محمد فياض، زوج هند رستم فيما بعد وإعتزلت من أجله الفن وسافرت معه لندن وباريس وطلبت منه أن تفتح مشروعاً تحبه بعيداً عن الفن فاستجاب وفتح لها أول بوتيك في وسط البلد إسمه بوتيك (هاجر) كان تحت شركة المقاولون العرب وكان عثمان أحمد عثمان الاقتصادي الكبير رحمه الله يكتب في مراسالاته عبارة (فوق بوتيك هاجر) من شدة شهرته وبدأ بفرع واحد إلى أن وصل إلى 10 فروع على مستوى أنحاء الجمهورية.

وتزوجت بعده من رجل الأعمال وجدى عبد الصمد ثم الإذاعي علي عيسى ولها ثلاثة أبناء رضا من زوجها وجدى عبد الصمد، وعزه وعمرو من علي عيسى.

ثقفت نفسها بنفسها مما جعلها معروفة بالفنانة المثقفة وأتقنت 4 لغات وكانت تهوى القراءة بشكل جنونى حتى أنها يقال عنها أنها قرأت 1000 كتاب، وكانت أول راقصة ليست تقرأ وتكتب فقط بل مثقفة مطلعه تستطيع أن تدير جلسة ثقافية وتناقش كبار الشخصيات فى العديد من الموضوعات الهامة.



قامت بأداء فريضة الحج لأول مرة عام 1975 وبعدها عادت إمرأة مختلفة تماماً فقامت بإنشاء مركز إسلامي كبير به مستشفى ومدرسة ودار لرعاية الأيتام ودار لرعاية كبار السن ودار لتحفيظ القرآن الكريم ومدرسة للمكفوفين، وظلت تذهب للحج سنوياً حتى وفاتها وكانت حريصة على أداء صلاة الفجر فى جماعة حتى فى أيامها الأخيرة التى إعتزلت فيها الناس حتى أولادها وعاشت فى فيلتها بالمحمودية بعيداً عن الناس معاها خادمتها فقط، وظلت هناك تتعبد وتحفظ القرآن الكريم كله رغم كبر سنها ولم ترد أى سائل حتى ماتت فى 17 نوفمبر 2008 عن عمر ناهز 84 عاماً .

وأوصت "هاجر" أن تخرج من مسجد السيدة نفيسة وألا يقام لها عزاء ولا أربعين ولا سنوية وأن تتولي إبنتها عزه المركز الاسلامي بكل ما فيه ومن بعدها أولادها ثم أحفادها وجعلتها تقسم على ذلك بالمصحف الشريف .

رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته .