الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

النخلة

الخميس 25/مايو/2023 - 09:13 ص

بمناسبة تسجيل  أكبر مزرعة نخيل في العالم في موسوعة جينيس للارقام القياسية فى مصر علي مساحة 132 ألف فدان اي حوالي 554.5 كيلو متر مربع وذلك بتسجيل أكبر مزرعة نخيل تمر فى العالم في شرق العوينات تضم 2 مليون و500 ألف نخلة من أجود أنواع التمور في العالم مُلحق بكل نخلة بطاقة تعريف إلكترونية QR Code  بها كل تفاصيل حياة النخلة،، كل نخلة تم زراعة أشجار ونباتات تجميلية مثل القمح والشعير ونباتات عطرية وأشجار المانجو.


 نؤكد أن أجدادنا المصريين القدماء كانوا من أوائل البشر أهتماما بالنخلة لأهميتها الأقتصادية والدينية فالاسم المصرى القديم للتمر « بنراوبنرت » ومعناها الحلاوة، وهى تسمية قديمة تنفرد بها اللغة المصرية القديمة مما يدل على قدم توطن النخل، حيث عثر فى مقابر سقارة على نخلة صغيرة كاملة (الأسرة الأولى 3200 ق.م )، واستعان المصرى القديم فى عمل سقوف منازله ومقابره المصنوعة من اللبن بجذوع النخيل وعندما عرفوا البناء بالحجر لم ينسوا النخيل.


وأجود أنواع النخيل فى مصر العليا وعلى حافة الصحراء المجاورة لوادى النيل وعرفوا أصنافا من ثماره «الأبريمى والسيوى والعامرى.


كما دخل فى أصناف طعامهم، واستخرجوا من منقوع التمر نوعا من الخمر، وكان يستعمل فى التحنيط لاحتوائه على الكحول، كما يعد التمر وعصارته «الدبس» من الثمار السبع الممتازة، ولم يكتفوا بثماره بل كانت هناك صناعات حرفية قائمة على كل مايستخرج من النخلة، كالجريد والجذوع والسعف فى الحصر والسلال، كما تم استخدام النواة فى الوصفات الطبية، كما صنعت منة قلائد وحلى من البلح ذاته ليتبرك بها النساء والفتيات ويصنع من سعفه صنادل ، ومازالت هذه الصناعات قائمة ومستمرة فى كل أنحاء مصر يتوارثها الأبناء عن الأجداد


وكان سعف النخيل الأخضر الذى يرمز لبداية العام ويعبرعن الحياة  المتجددة فى خروجه من قلب الشجرة يتبركون به ويصنــعون منه ضفائر للزينة يعلقونها على الأبواب ويحملون باقات السعف لتوضع  على المقابر فى عيد رأس السنة.


ويوزعون ثمار النخيل الجافة (البلح) صدقة على أرواح موتـاهم  و كانوا يصنعون من سعف النخيل أنواعا مختلفة من التمــائم  والمعلقات التى يضعها الناس على صدورهم وحول أعناقهم رمزا  لتجدد الحياة فى العام الجديد والحفظ من الأرواح الشـريرة.


وكان الشـباب يحملون سعف النخيل أثناء رقصاتهم الشـعبية  والجنائزية وانتقــلت هذه المظاهر الى إحتفالات احد السعف فى المسيحية ووضع جريدالنخل الأخضر على قبور الموتى فى الديانة  الإسلامية