ماذا وراء استدعاء الجيش السوداني لقوات الاحتياط وإعلان التعبئة ؟.. خبراء يجيبون
أعلنت وزارة الدفاع السودانية عن استدعاء الجنود الاحتياط والجنود المتقاعدين، وحستهم بضرورة التوجه لأقرب القواعد العسكرية إليهم وتسجيل أسمائهم، في خطوة تستهدف فيما يبدو التوسع في أعداد المقاتلين.
ماذا وراء استدعاء الجيش السوداني لقوات الاحتياط وإعلان التعبئة ؟.. خبراء يجيبون
وقالت وزارة الدفاع في بيان لها أمس، "إن على كل الجنود المتقاعدين وكل الرجال القادرين على حمل السلاح أن يستعدوا للدفاع عن أنفسهم"، ويأتي ذلك في ظل استمرار مصادمات متفرقة مع قواعد قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي دخلت منذ منتصف الشهر الماضي في صراع دموي على السلطة مع الجيش النظامي.
ومن جهة أخرى، اعتبرت قوات الدعم السريع، في بيان لها، أن قرار الجيش استدعاء جنود وضباط الاحتياط "خطير ويعكس تخبطه وفشله في مواجهة قوات الدعم بميدان المعركة ومحاولة الاحتماء بالمواطنين للقتال نيابة عنهم.
يأتي ذلك في ظل الهدنة التي وقعت عليها الأطراف السودانية، برعاية أمريكية وسعودية لوقف القتال والتي مدتها 7 أيام، بهدف السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمنكوبين بالحرب التي اندلعت منذ منتصف الشهر الماضي.
رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق : قرار استدعاء قوات الاحتياط تأخر والجيش السوداني يستعد للحسم
يرى اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، وأستاذ العلوم الإستراتيجة بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن قرار استدعاء قوات الاحتياط أن قرار وزير الدفاع -الذي يعني عمليا استدعاء قوات الاحتياط وإعلان التعبئة العامة- تأخر وجاء بعد أكثر من 40 يوما من بداية المواجهات، مضيفًا أن القرار الأخير من قيادة الجيش السوداني يعني بدء الاعداد لمعركة حاسمة.
وأضاف اللواء دكتور نصر سالم في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن الحرب الآن في السودان تجري على مراحل من التكتيك العسكري والاستراتيجي التي تهدف إلى كسر قوة قوات الدعم السريع، وضرب القواعد وقطع خطوط الإمداد وفي النهاية توجيه الضربة القاتلة لشل كل تحركاته العسكرية.
وأكد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، على أنه يرى أن الجيش السوداني حاليا يخطط للمرحلة الأخيرة، محذرًا من إطالة أمد الحرب قد يتسبب في قلب موازين القوى، مضيفًا أنه يمكن أن تتغير في حال غيّر الطرف الآخر تكتيكاته وخططه لتحقيق عمليات نوعية تعيد توازنه، وحصل على دعم.
وحذر "سالم" أن من انتشار السلاح في أيدي المواطنين، مؤكدًا أن توزيع السلاح ينذر بأشتعال حرب أهلية لا تحمد عقباها ويهدد بخروج الأوضاع عن السيطرة.
ومن جهة أخري، قال الدكتور نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية والشأن السوداني، أن القرارات الأخيرة للجيش السوداني، من شأنها زيادة حدة الاشتباكات العسكرية بين الجيش السوداني والدعم السريع مما يؤدي إلى خرق الهدنة الموقعة بين الأطراف المتنازعة، مضيفًا أن الصراع لن يحسم عسكريًا إلا على أطلال الشعب السوداني لذلك يلزم الفصل بين القوات وعودة الامور إلى المسار السياسي.
وأضاف نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية والشأن السوداني، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن قوات الدعم السريع تتعمد التنكيل بمتقاعدي الجيش السوداني، حسب ما جاء في بيان الجيش السوداني، "أن تمادت قوات التمرد في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء وأسر ومطاردة والقبض على متقاعدي القوات النظامية".
وأوضح "نجم الدين" أن تسليح الضباط والجنود المتقاعدين أمر متعارف عليه في الحروب، لكن تسليح المدنيين يمكن أن يجر السودان إلى فوضى وحرب أهلية.
يذكر أن سكان الخرطوم من انقطاع الكهرباء والمياه وتوقّف الخدمات الطبية والاتصالات، وتعرضت منازل عديدة، لا سيما في الأحياء الغنية، لأعمال نهب وسلب، كما تعرضت مخازن طعام وأربعة مطاحن دقيق وغيرها من المنشآت الحيوية للنهب.
وتقول وزارة الصحة السودانية إن ما لا يقل عن 730 شخصا لقوا قتلوا منذ بداية الاشتباكات وحتى الآن جراء الصراع، ويحتاج نحو نصف سكان السودان، البالغ تعدادهم حوالي 49 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية.