مدير الجمعية الفلكية: الأرض في أبعد مسافة من الشمس "غدًا"

تصل الكرة الأرضية  غدا الخميس، إلى أبعد مسافة في مدارها حول الشمس "الأوج" هذا العام في الساعة الثامنة و6 دقائق مساء بتوقيت جرينتش، وذلك بعد حوالي أسبوعين من حدوث الانقلاب الصيفي.

مدير الجمعية الفلكية: الأرض في أبعد مسافة من الشمس "غدًا"

وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة مدير الجمعية الفلكية بجدة في بيان أصدره اليوم الأربعاء، أنه خلال "الأوج" ستكون المسافة بين مركز الشمس ومركز كوكبنا 152,093,251 كيلومترا، وفي هذا الوقت يكون الحجم الظاهري لقرص الشمس أصغر قليلا عن المعتاد ولكن هذا غير مرصود بالعين المجردة.

وقال إن الأرض تصل أبعد مسافة من الشمس  في منتصف الصيف بالنصف الشمالي وهذه من المفارقات التي تؤكد أن المسافة  ليست السبب في حدوث الفصول الأربعة.

وأضاف أن الكرة الأرضية  تتحرك في مدار باختلاف مركزي يبلغ 0.017 شبه دائري تقريباً حول الشمس، لذلك فإن المسافة بين الأرض والشمس لا تتغير كثيراً فنحن الآن على مسافة حوالي 5 ملايين كيلومتر أبعد من الشمس  بنسبة 3.4% عما ستكون عليه بعد ستة اشهر من الآن، هذا بالمقارنة بمتوسط المسافة من الشمس  البالغ حوالي 150 مليون كيلومتر.

وأكد أن سبب حدوث الفصول الأربعة يرجع لميلان محور دوران الأرض البالغ 23,4 درجة، فحاليا فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

وأوضح أن المسافة المتغيرة بين الأرض والشمس ليست سبب حدوث الفصول إلا أنها تؤثر في طول مدتها، فعندما تكون الأرض بعيدة عن الشمس، كما هو الآن، فإنها تتحرك بشكل بطيء حول الشمس  وهذا ما يجعل الصيف أطول الفصول الأربعة في النصف الشمالي للأرض والشتاء أطول الفصول في النصف الجنوبي.

ونوه إلى أن وصول الأرض إلى أقرب وأبعد نقطة من الشمس  ليس مرتبطا بالانقلاب الصيفي أو الشتوي، رغم أن الأرض في أبعد مسافة عن الشمس  كل عام في أوائل شهر يوليو، بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب الصيفي  في شهر يونيو، كما أن الأرض تكون الأقرب إلى الشمس  في أوائل شهر يناير بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب الشتوي في شهر ديسمبر إلا أن هذه مجرد مصادفة فقط، فعلى مدار فترة زمنية طويلة تتغير تواريخ أقرب وأبعد نقطة للأرض من الشمس  بالنسبة للانقلابين.

وأفاد بأنه نظرا للتغيرات في الاختلاف المركزي لمدار الأرض فإن التواريخ التي تصل فيها إلى الحضيض أو الأوج ليست ثابتة، ففي عام 1246، كان الانقلاب الشتوي في ديسمبر هو نفس اليوم الذي وصلت فيه الأرض إلى الحضيض، ومنذ ذلك الحين، كانت تواريخ الحضيض والأوج تنجرف يومًا كل 58 عامًا، وعلى المدى القصير يمكن أن تختلف التواريخ حوالي يومين من سنة إلى أخرى.

وأضاف أن العلماء حددوا أنه في عام 6430، أي بعد 4000 عام من الآن، سيتزامن الحضيض الشمسي مع الاعتدال الربيعي في مارس.

من ناحية أخرى، قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن القمر سيشرق مقترنا مع كوكب زحل "لؤلؤة المجموعة الشمسية" غدا /الخميس/ في الـ11:10 مساء تقريبا، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة حتى فجر بعد غد حيث يختفي هذا المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وأوضح أن مصطلح الاقتران يعني اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.