"تصريحات مستهلكة".. خبراء يردون على دعوة إثيوبيا لإستئناف مفاوضات سد النهضة (خاص)
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الخميس، يعلن استعدادات إثيوبية للملء الرابع لسد النهضة، بالإضافة إلي استئناف المفاوضات مع مصر والسودان.
"تصريحات مستهلكة".. خبراء يردون على دعوة إثيوبيا لإستئناف مفاوضات سد النهضة (خاص)
وأضاف آبي أحمد، خلال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس النواب الإثيوبي، إن "التعبئة الرابعة لسد النهضة ستمتد حتى سبتمبر القادم كي لا نلحق الضرر بدولتي المصب"، مشيرًا إلى أن السد يقترب حاليًا من الملء الرابع، والمراحل الثلاث السابقة لم تؤثر على مصر والسودان.
يأتي ذلك بعد أن كشفت صور حديثة التقطت بالأقمار الصناعية قبل أيام ما يجري في سد النهضة قبل بدء الملء الرابع المقرر في يوليو الحالي.
كما أظهرت الصور أن بحيرة السد استعادت مليار متر مكعب من المياه، ناتجة من الأمطار التي بدأت تهطل حاليًا بمعدل 100 مليون متر مكعب يوميًا، ليصبح الإجمالي في البحيرة حتى الآن نحو 14 مليار م3، وذلك قبل أيام من بدء موسم الفيضان وبدء الملء الرابع.
أسماء الحسيني: تصريحات أبى أحمد غير جادة وتهدف لخفض التوتر المترتب على الملء الأحادي
قالت أسماء الحسيني المتخصصة في الشؤون الإفريقية وخبيرة العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن دعوة أبي أحمد إلي التفاوض هي دعوة غير جادة لأن هذه التصريحات متوازنة مع الملء الرابع وأنه يحاول أن يخفض مستوى التوتر المترتب على الملء الأحادي التي تقوم بها إثيوبيا.
وأضافت أسماء الحسيني في تصريحات خاصة لـ " مصر تايمز"، أن إثيوبيا لم تحترم اتفاق المبادئ الموقع في مارس 2015 بالتالي فتلك الدعوة بلا محددات حقيقة كالعدم.
و أكدت المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن إثيوبيا لا تستجيب إلي قلق مصر وةالسودان بخصوص سنوات الجفاف والجفاف المدد وبالإضافة إلي توثيق عمل السدود بداية من سد النهضة إلي السد العالي فأن أثيوبيا لا تريد ذلك.
عباس شراقي: حديث أبي أحمد يحمل معاني متضاربة ولابد من وجود تبادل للمعلومات وفق دراسات وقواعد للملء
ومن جانبه، قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن حديث رئيس الوزراء الاثيوبي يحمل معاني متضاربة فهو يشير إلى استعداد إثيوبيا لاستئناف مفاوضات سد النهضة مع دولتي المصب مصر والسودان وفي الوقت ذاته يؤكد أن أديس أبابا ستقوم خلال موسم الأمطار الحالي بعملية ملء سد النهضة تدريجيا حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل، على خلاف الأعوام السابقة.
وأكد الدكتور عباس شراقي، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن إثيوبيا تستغل التوترات والصراع السياسي في السودان وانشغال العالم بحرب أوكرانيا وتمضي قدما في ملء السد وتعمل علي تخزين من 20 إلى 25 مليار متر مكعب في التخزين الرابع وهذه كمية هائلة، وبالتأكيد ستضر دولتي المصب.
وأضاف أستاذ الموارد المائية أنه لابد من وجود تبادل للمعلومات وفق دراسات وقواعد للملء ويتم الإخطار عند التنفيذ، مؤكدًا أن السياسية المائية والزراعية يتم إعدادها قبل موسم الأمطار.
وذكر أن التخزين الرابع من المتوقع أن يتراوح من 20 إلى 25 مليار متر مكعب وهذه الكمية ضخمة للغاية، لأن إجمالي التخزين خلال الـ3 مرات الماضية بلغ 17 مليارًا، مؤكدًا أن تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي بعدم إضرار الملء على مصر أكذوبة.
وأكد أن مصر لديها معلومات من خلال مصادرها والأقمار الصناعية تعرف من خلالها ما يتم قبل حدوثه بأشهر، موضحا أن أي متر مكعب من المياه يُخزن في إثيوبيا هو من حصة مصر، متسائلًا: "كيف لا يمثل تخزين 17 مليار متر مكعب في لإثيوبيا ضررًا لمصر خلال الثلاث سنوات الماضية؟".
وأوضح أن هذه الكمية لو جاءت إلى مصر، لتوسعت الدولة في زراعتها وزادت من مساحات زراعة الأرز المطلوبة، قائلا إن المليون فدان أرز يأتي بعائد يقدر بحوالي 6 مليارات دولار.
وأضاف أن إنشاء محطات لمعالجة المياه لاستخدامها في الزراعة تكلف الدولة مبالغ مالية ضخمة، مؤكدا أن محطة بحر البقر التي أنشئت منذ سنتين تكلفت 18 مليار جنيه، وغيرها في محطة الحمام، وأن هذه المشروعات لتعويض المياه التي تفقدها الدولة بسبب سد النهضة، وبالتالي فهو يتسبب بضرر مصر