نفسنا في حياة كريمة.. الحاج "حشمت" يبحث عن عمل: عندي كوم عيال وعايز كشك
يرتدي جلباب قديم مُرقع وعلى رأسه عُمامه تحميها من أشعة الشمس الحارقة، ينزل الدمع من عينيه كلما مر عليه من تصدق له إحسانًا، هذا هو العم "حشمت" الجالس أمام سور جامعة سوهاج يرثى شكواه لله ولكل من سأله عن أحواله.
لا يمتلك العم "حشمت" من الدنيا سوى أسرة فرطت فيه وتبرأت من وجوده ينشغل كلًا من أبناءه عنه بأسرهم وتاركينه ينتظر مد يد العون من المارة، فضلًا عن القفص الذي يحمل عدد لا يتجاوز 10 عبوات من المناديل، يكسب منهم قوت يومه.
وفي بث مباشر على موقع مصر تايمز، يزرف الدمع من عيني الرجل الملثم إثر اخفاءه ملامحه خوفًا من معايرة أهل بلدته له، يقول الملثم أنه لديه 5 أبناء زوجهم جميعًا إلا فتاة تعاني من إعاقة، وتركه أبناءه لا يحاولون السؤال عنه أو توفير مبلغ مالي يحفظ ماء وجهه ويكفه عن الجلوس بالشارع.
يأتي يوميًا من المنشأة جنوب سوهاج حتي الجامعة في تمام الخامسة فجرًا، هاربًا من مضايقات أهل بلدته ممن يعتبرون ضيق رزقه ونفور أبناءه عارٍ يلاحقه، وينتظر حتي وقت الظهيرة وخلو الشوارع من المقيمين فيها حتي يعود لمنزله.
ويقول العم حشمت "عندي حساسية في الصدر بأخد علاج مكلف وبنتي عندها إعاقة وأنا برضو باخد معاش لكن مش مكفيني عندي كوم عيال وعاوز كشك يلمني من الشارع وبضاعة اتاجر فيها لأني بصرف على أسرة ابني المحبوس ومش سايبهم رغم أنه سابني".
