"دور مصر في ملف التغيرات المناخية" في صالون ثقافي بدار كتب طنطا
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، الأربعاء، صالونا ثقافيا بدار الكتب بمدينة طنطا، وذلك تحت عنوان "دور مصر في قيادة ملف التغيرات المناخية"، في حضور الأستاذ الدكتور عبد الرازق الكومي، أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية آداب جامعة طنطا، والدكتورة عزة القزاز، مدير إدارة الإعلام والتربية السكانية بمديرية الصحة بالغربية، واستشاري أول طب الأسرة، فيما أدار الصالون الصحفي والإعلامي محمد عوف.
في كلمته، أوضح "الكومي" إن السلوك البشري بشكل عام يخضع للتغيرات المناخية، حيث تحدد للإنسان طبيعة طعامه أو ملبسه أو خططه المستقبلية في السفر والتجوال في الصيف أو في الشتاء، وأكد أن البشر استطاعوا التكيف مع متغيرات المناخ وأصبح هناك وتيرة محددة للتعايش من قبل الإنسان والنمط المناخي المحدد له، واستطرد قائلا: "اختلاف المناخ وتغيراته تدعو بطبيعة الحال لتغير نمط حياة البشر، علما بأن الإنسان برغم التطور الكبير والهائل إلا أنه لم يستطع تطويع المناخ، بل استطاع المناخ قهر الإنسان، وهو ما يظهر في نوعية ملابس الشعوب على سبيل المثال".
وأشار رئيس قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية آداب جامعة طنطا إلى أنه لابد من قياس المناخ لفترة لا تقل عن 30 عاما لكي تقول إن هناك تغيرا قد حدث في المناخ، لافتا إلى أن مفهوم التغيرات المناخية هو تغير يطرأ على المتوسط العام لخصائص المناخ خلال دورات مناخية، وقال "الكومي" إن ارتفاع درجة حرارة الأرض في السنوات القليلة الماضية يعود إلى زيادة معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وذلك نظرا لازدياد التلوث البيئي الناتج عن المصانع وعوادم السيارات، والغازات المنبعثة من أجهزة تكييف الهواء والثلاجات.
عن استراتيجية مصر للتعامل مع ملف التغيرات المناخية، أوضح الدكتور عبد الرازق الكومي إن الدولة المصرية بدأت في اتخاذ العديد من الاجراءات لمواجهة تغيرات المناخ حتى أن مصر الآن تحتل المرتبة الـ 19 عالميا في التحول للطاقة النظيفة من خلال عدد من المبادرات، منها: اتحضر للأخضر، و100 مليون شجرة، وتابع إن الدولة المصرية بدأت العمل على أرض الواقع في عدد من المناطق التي تمتلك طاقة نظيفة، مثل الصحراء الغربية، حيث تمتلك أعلى كمية طاقة تشميس على مستوى العالم، وأيضا تم التوجه لمناطق خليج السويس لامتلاكها دورات رياح كبيرة جدا وذات سرعات شديدة للرياح دعت مصر لبناء مزارع للرياح على هذه المناطق.
من جانبها، قالت الدكتورة عزة القزاز، مدير إدارة الإعلام والتربية السكانية بمديرية الصحة بالغربية، واستشاري أول طب الأسرة إن التغيرات المناخية لها العديد من الانعكاسات الخطيرة على صحة الإنسان، من أهمها انتشار الأوبئة المختلفة، والضربات الشمسية، وجفاف الجسم، التي قد تؤدي في حالات عديدة للوفاة، ولا سيما مع كبار السن، كما وقدمت "القزاز" بعضا من النصائح الواجب إتباعها في ظل ارتفاع درجات الحرارة، منها: شرب كميات وفيرة من المياه والسوائل، وعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وحذرت بشكل خاص أصحاب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة والجهاز التنفسي بضرورة توخي الحظر خلال فصل الصيف، مؤكدة أن هناك تصاعدا في معدلات إصابة الإنسان بالأمراض النفسية أيضا خلال شهور الصيف مثل: القلق والتوتر والعصبية الزائدة.