المرأة الحديدية.. الحاجه "زغلولة" وأولادها الثلاثة فرانه منذ 33 عاما
ولدت الحاجة زغلولة في محافظة كفر الشيخ في منزل بسيط تعلمت به الكثير من القيم والمبادئ والأخلاق التي تحتاج اليها أي سيدة لـ تُحقق النجاح في حياتها، وانتقلت من هناك لـ بورسعيد وتزوجت بها من عامل بسيط، وعاشت معه رغم ضيق الحال.
تروي الحاجة زغلوله عن بداية نزولها للشارع للعمل: أنا كان زوجي عامل بياخد 15 جنيه وربنا رزقنا بولد وبنت عاوزين يتربوا وهوا كان بيعمل اللي عليه لكن هما الـ 15 جنيه، وكان عندنا أكل وشرب وإيجار لحد ما وصل بنا الحال أننا فكرنا في الإنفصال.
وأوضحت الحاجة زغلولة، انها طلبت من زوجها في هذا الوقت النزول لسوق العمل إلا انه رفض أكثر من مهنة أحدها في مشغل والأخري في حضانة، ولم يكن أمام زغلولة إلا أنها قررت الاعتماد علي نفسها وبدأت في صناعة وبيع الفطير الفلاحي، وعندما وجدها الزوج تحقق 70 جنيها في اليوم بدء يساعدها في التسويق والتسوية، ومنذ هذا الوقت وقبل 30 عاما لم تنتهي رحلة الكفاح حتي الآن.
أصيب زوج السيدة زغلولة بمرض السرطان وتحملت هيا العمل في الفرن البلدي التي كانوا قد استأجروها، ومنذ هذا الوقت أصبحت كذلك الأم والأب لأطفالها، ومات زوجها ومعها من الأبناء ثلاثة أصغرهم الآن في الصف الثالث الإعدادي، وأكبرهم متزوجة ولديها أبناء، وأوسطهم متزوج ولديه طفلين.
وبالرغم من تفاوت أعمار أبناء السيدة زغلولة إلا أنهم جميعًا يعيشون معها في بيت واحد، وقد أكدت هي علي مبدء أن من يحتاج لمصاريف عليه بالعمل، ويتولي كل واحدًا من الأسرة مهمة مختلفة، فيقوم محمد بالوقوف علي الفرن وتوزيع العيش بالتروسيكل، وتعمل مريم علي ترتيب طاولات العيش، وتعمل ابنتها الكبيرة والأحفاد علي تعبأة العيش في أكياس.
قصة كفاح السيدة زغلولة ببورسعيد
تقول الحاجة زغلولة صاحبة الـ 50 عاما انها تعمل من السابعة صباحا لـ الثالثة فجرًا واذا تطلب الأمر تنام علي كنبة بالفرن، وتفكر في دعم مشروعها وانتاج الفطير من جديد، كما انها تفكر في بناء مستقبل أولادها وأحفادها، وتؤكد أن هذه الرحلة لا تعلم إلا الصبر والكفاح من أجل الأبناء، وعدم الهروب من المسئولية، وتحمل الحياة مهما كانت قاسية، مؤكدة أن السيدة كـ الرجل تستطيع العمل والانتاج.