عيد وفاء النيل
كان النيل وسيظل عنصر الحياة الأساسى لمصر وعندما قال هيردوت أن مصر هبة النيل رد عليه محمد شفيق غربال مصر هبة النيل والمصريين كيف لا وهم من روضوه وأقاموا عليه السدود وحفروا الترع لنقل مائه وأقاموا حوله قراهم ومدنهم بل وقدسوه وجعلوا له الألهه فهذا حابى الذى صوروه على هيئة رجل ضخم له أرداف وأثداء كبيرة رمزا الخصوبة ويجمع بين صفات الرجل والأنثى ويحمل خيرات النيل من أسماك وزهور وطيور وفوق رأسه رمزى مصر البردى واللوتس وحابى هذا لم تكن له معابد ولاكهنه يقومون على خدمته فهو يعبد فى كل مكان وهناك المعبود سوبك التمساح والكبش خنوم والضفدعة حقت والمياه الأزاليه نون وكلها معبودات لها علاقه بالنهر.
وكانوا يسمون النيل فى لغتهم أيتوروعا بمعنى النهر العظيم أو الكبير وربما أتت منها كلمة الترعة الحالية وأما كلمة النيل نسبة للكلمة اليونانية نيلوس وكان وذكر ديودور الصقلى أنهم أسموه أيجبيتوس نسبة لذكرى ملك مصر يدعى نيليوس.
وكان من شروط دخولهم الجنة أن يعترف الشخص أمام الألهه أنه لم يلوث مياة النهر ولم يحبسه عن جاره وكان يرسل خطابات تهديد غريبة للأموات الذين لم يسمعوا الكلام (أنه لن يصب لهم الماء) لتهديدهم وكان ماء النيل هو قربان التطهير الأساسي ويطهر به الملك والكهنه فى أوانى ذهبية قبل صلاتهم وأسمو الماء (مو) عبارة عن ثلاثة شرط وكان فى كل معبد بحيرة ماء للتطهير بل أنهم أقاموا له عيدا خاصا به أسموه عيد وفاء النيل فما هو وكيف بدأ وهل كانت عروس النيل حقيقة أم أسطورة ؟ نعود لعام 4241 ق م ونشاهد الكهنة الفلكيين جالسين فى مرصدهم فى مدينة بر حعبى اى بيت الأله حابى وهى منطقة الروضه الأن وتقع بين مدينتى أون ومنف وهم ينظرون بأجهزتهم نحو السماء فى اليوم الخامس عشر من بؤونه وذلك قبيل شروق الشمس مباشرة ونراهم يهللون لرؤية نجمة الشعرى اليمانية التى أسموها سوبدة أو سوتيس وهى تشبه فى شكهلها الجروة أى الكلبه الصغيرة أو فى هيئة أمرأة تحمل ريشتان تلمع وتحترق فى السماء عند شروق الشمس وهو مايسمى بالأحتراق الشروقى وهذا يبشر بمجئ الفيضان حيث تبدأ سنتهم الجديدة طبقا لأول تقويم فى العالم وهو التقويم النيلى وهو يسبق التقويم الشمسى والقمرى ويحتفلون بعيد النقطة أى نقطة أيزيس ودموعها على زوجهها أوزريس حيث أعتقدوا أن النيل ينبع من نزول دموعها ثم ينتظرون إلى أن تلون مياه نهرهم باللون الأحمر من الطمى فى النصف الثانى من أغسطس ويبلغ أرتفاعه مياهه ستة عشر ذراع وهو الحد الكافى الأمن من المياه يقيسون ذلك بمقاييس محموله عبارة عن عود بوص مرقم كان يحفظ فى المعبد أو مقياس حجرى مرقم بجوار المعبد يسمى مقياس النيل عندها يخرج الفرعون أو نائبه وكل الكهنه وكبار رجال الدولة وكل الشعب عن بكرة أبيه يحتلفون ويرقصون وينشدون أناشيد تسمى أناشيد النيل ويقذفون الزهور ويذبحون عجل أبيض
وكذلك تماثيل صغيرة ذهبية وطينيه وخشبية للرب حابى اله النيل ليتزوج ويعود عليهم بالماء الوفير والخصب وكيف لا يفعلون ذلك له وهو عماد حياتهم وصانع حضارتهم ثم يتفرقون سريعا فليس هناك وقت حيث يشيدون السدود والخزانات حتى لا يدمر حقولهم فهو أن زاد دمر وأن قل أمات لذا كان لزاما عليهم أن يشيدوا السدود والخزانات للحماية وحفر وتطهير الترع لتوصيل المياة وكانوا يستغلون فيضانه لنقل البضائع والمسلات والأحجار لبناء المعابد والمقابر فهو الذي ساعدهم فى نقل ثقافتهم وأفكارهم وبضائهم والتبادل التجاري مع جيرانهم وساعدت هدوء رياحه على أنتقال المراكب من الشمال للجنوب والعكس فكان وسيلة المواصلات الرئيسية وعامل الربط بين الأقاليم
ثم استمرت عادة الأحتفال بعيده فى العصر الأسلامى مع تغير الطقوس لتناسب الأسلام فبعد قياس النيل يوم ١٢بؤونه فى العصر العباسي نعم الأحتفالات خاصة أذا زاد عن ١٦ذراع وفى العصر الفاطمي يجتمع المشايخ بجوار جامع مقياس النيل فى الروضة لختم القرأن وصباحا يركب الخليفة لهم ويعلن بدأ العيد حيث تقام الأفراح فى البلاد وأستمر الأحتفال فى العصر الأيوبي والمملوكى ووصفه المؤرخ بن أياس فى العصر المملوكي حيث يخرج دهبية السلطان من بولاق وهى متزينة بالزهور والأعلام حيث يستقبله الأمراء بالطبول واستمر حتى حتى وقت قريب حيث تحتفل به فى النصف الثانى من أغسطس وذلك على مراكب نيلية وفى حضور كبار رجال الدولة فى القارب ذو الشكل الفرعونى ويسمى العقبة وكانت تدوى طلقات المدافع ويقوم مفتى الديار المصرية بعد أقرار شهادة كبار العاملين الرسميين بأن النيل قد وصل لمنسوب 22 ذراع وقيراطين وأنه القدر الكافى للزراعة والرى تعلن حجة وفاء النيل لجمع الضرائب.
_اما بالنسبة لعروس النيل فهناك رواية اعتمدت كلها على رواية المؤرخ بلوتارك اليونانى والمؤرخ الأسلامى بن الحكم حيث ذكروا أنهم كانوا يختارون فتاة جميلة ويتم تزينها ويلقونها فى النيل وأن هناك ملك عادل يحبه شعبه وعندما لم يجدوا فتاة مناسبة طلب منه أن يضحى بأبنته الوحيده وحزن عليها ولكن خادمتها كانت قد أستبدلتها بعروس خشبية وعندما أخبرت والدها فرح وقرر عمل ذلك ولكننا نعلم أن المصريين القدماء كانوا يقدرون الأنسان ولم يعرف عنهم تقديم أضحية بشرية لألهتهم .وأن هيرودوت أشهر مؤرخ كتب عن مصر لم يذكر هذه الحادثة وكذلك نسجت هذه الروايات بعد غروب الحضارة المصرية وأن المصرى القديم سجل كل مظاهر حياته اليوميه على جدران مقابره ومعابده لم يذكر أو يسجل هذه الأسطورة وهناك باحث فرنسى اسمه بول لانجيه ظل يبحث عن اى أصل لها ووصل إلى انهم كانوا يلقون سمكة من نوع الاطم وهو نوع من السمك قريب الشبه بالأنسان ويسمى بأنسان البحر لأن أنثاه تتميز بشعر كثيف ووجهها أقرب لكلب البحر فكان المصريون يزينون السمكة بألوان زاهيه ويزفونها للنيل ورغم ذلك تناولها الشعراء والأدباء والفنانين وتناولتها السينما فى الأفلام مثل فليم عروس النيل لرشدى أباظة ولبنى عبدالعزبز وفى النهاية اذا كان البعض يرى أنه لولا النيل لما قامت لمصر حضارة ولا كان للمصريين ذكر فى التاريخ نقول لهم أذا أن المسرح الجيد لا يخلق عملا فنيا جيد لولا وجود ممثلين أجود حتى عندما زار المؤرخ أسترابون أثيوبيا ذكر أن شعبها يعيش حياة خشنة رغم انها مثل مصر
لذا ليتنىا نقلد أجدادنا ولا نلوث مياه النيل وأن نستغل هذا الحدث لأقامة أحتفال عالمى بمظاهر قديمة وملابس وطقوس فرعونية لألقاء الزهور وتنظيف النيل وعمل حفل زواج عالمى مثلما يتزوج النيل عروسه هى أرض مصر مع أرتداء ملابس ملوك وملكات مصر على مراكب بشكل فرعونى وحمل زهور اللوتس والبردى وعمل أكلات مصرية قديمة مع الوعد بأن كل من ينجب من هذا الزواج يكون للطفل حق دخول الأثار والمتاحف المصرية مجانا.. وأقامة أوبرا عالمية على صفحة النيل وهى أوبرا أيزيس وأوزوريس الأيطالية وأوبرا أبوسمبل لعزيز الشوان . وأوبرا عايدة كل ذلك سيحوله لحدث عالمى يجذب آلاف أو ملايين لو احسن التسويق له وكل عام ونيلنا الذى اعتقد أجدادنا أنه ينبع من السماء حيث الجنة يجري فى بلدنا الأمان بأذن الله