الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

مصر تستضيف وزيرا خارجية الأردن وفلسطين لبحث سبل إعادة إحياء المفاوضات وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة..السيسي يؤكد استمرار مصر في جهودها تجاه القضية الفلسطينية لكونها من ثوابت السياسة المصرية

السبت 19/ديسمبر/2020 - 04:05 م
مصر تايمز

استضافت مصر ممثلة فى وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، اليوم السبت 19 ديسمبر 2020 نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي ووزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين رياض المالكي في اجتماع تشاوري استهدف تنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر حول التطورات والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، للتأكيد على محورية ومركزية القضية الفلسطينية وبحث سبل إعادة إحياء مسار المفاوضات وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية... ينعقد الآن الاجتماع التشاوري الثُلاثي بين وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين.

 

وخلال الاجتماع التشاوري أكد وزير الخارجية سامح شكري، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين رياض المالكي، عمق العلاقات بين الدول الشقيقة الثلاث والحرص على تطويرها في مختلف المجالات، وعلى استمرار تنسيق المواقف إزاء الأوضاع الإقليمية، بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

 

وشدد الوزراء على أن القضية الفلسطينية هي القضية العربية المركزية، وناقشوا سبل دفع الأطراف المعنية للانخراط في العملية السلمية، وأكدوا أن قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وآخرها القرار 2334، ومبادرة السلام العربية، تمثل المرجعيات المعتمدة للتفاوض، باعتبار التفاوض هو السبيل الوحيد لإحلال السلام.

 

وأكد الوزراء على ضرورة حث اسرائيل على الجلوس والتفاوض من أجل التوصل لتسوية نهائية على أساس حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافياً على حدود الرابع من يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، بحيث تعيش الدولتان جنباً إلى جنب في سلام وأمان وازدهار. واتفقوا على استمرار العمل على إطلاق تحرك فاعل لاستئناف مفاوضات جادة وفاعلة لإنهاء الجمود في عملية السلام وإيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو السلام العادل.

 

كما توافق الوزراء على خطوات عمل مكثفة لحشد موقف دولي للتصدي للإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية، وخصوصا بناء المستوطنات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، وحذروا من خطورتها باعتبارها ممارسات غير قانونية تمثل خرقا للقانون الدولي وتقوض حل الدولتين وفرص التوصل لسلام عادل شامل.

 

وأكد الوزراء أن القدس من قضايا الحل النهائي يُحسم وضعها عبر المفاوضات وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وشددوا على ضرورة وقف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، جميع الانتهاكات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

 

وشدد الوزراء على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين. وأكدوا على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

 

وحذر الوزراء من انعكاسات الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) على قدرة الوكالة على تقديم خدماتها الحيوية للأشقاء الفلسطينيين.

 

وثمّن الوزراء الدعم الذي يقدمه الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي للوكالة وأكدوا ضرورة العمل بشكل عاجل على سد العجز في موازنة الوكالة وتوفير الدعم المستدام حتى تتمكن من تنفيذ تكليفها الأممي.

وشددوا على أهمية استمرار الوكالة في تأدية دورها كاملًا وفق تكليفها الأممي إلى حين التوصل لحل عادل لقضية اللاجئين وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين.

 

وثمّن نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ووزير خارجية فلسطين الجهود الكبيرة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأكدا ضرورة الاستمرار في دعم هذه الجهود الخيرة.

 

وأكد الوزراء ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني حماية للقضية الفلسطينية ولتفويت الفرصة على المخططات الرامية إلى تصفيتها، واتفق الوزراء على استمرار اللقاءات الثلاثية من أجل ضمان أعلى درجة من التنسيق في هذه المرحلة الحساسة، وشكر نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ووزير خارجية فلسطين جمهورية مصر العربية على استضافة اللقاء وعلى حسن التنظيم وطيب الاستقبال.

 

من جانبه دعا أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، الى أهمية اتخاذ موقف عربي موحد للتصدى لجمود المفاوضات والإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية بحق الشعب الفلسطيني، من خلال بلورة طرح قادر على التعامل مع ممارسات اسرائيل وإيجاد أفق سيأسى للعودة إلى طاولة المفاوضات، حتى نتقدم باتجاه السلام والشامل.

 

 

 

وأضاف الصفدي، فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالقاهرة، أن مثل هذه اللقاءات تسعى إلى السلام الشامل والعادل الذى يحقق أهداف الشعب الفلسطيني، وفى مقدمها الحرية والدولة المستقلة .. مشيرا الى الظروف والتحديات الصعبة، التي تمر بها المنطقة وعلينا العمل معا ضمن الثوابت العربية التي تؤكد أن السلام خيار استراتيجي وحل الدولتين يلبى جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وهذا الهدف الذى نسعى إليها من خلال التنسيق المؤسسي وفق توجيهات القادة وجهود مكملة لما هو قائم".

 

 وأوضح أيمن الصفدى، أن العودة للمفاوضات ضرورة ملحة فى وقت تعتبر جهود الرباعية الدولية هى آلية متفق عليها دوليا وندعمها أن تمضى على طريق المفاوضات، موجها الشكر لمصر على الاستضافة والمبادرة قائلا: جمهورية مصر سابقة لما يخدم القضية الفلسطينية وضمان تنسيق القضايا العربية".. مشيرا إلى أن التنسيق ضرورة في ظل الظروف الراهنة حتى نستطيع أن نعمل معا لخدمة القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للعرب.

 

ومن ناحيته أعرب وزير خارجية فلسطين رياض المالكى، عن تقديره  للدور الذي تقوم به الدولة المصرية لإنهاء ملف المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وأهمية الدعم العربى للقضية الفلسطينية، موضحاً أن إسرائيل استغلت السنوات الماضية من اجل تمرير سياستها على الأرض ومصادرة أراضى وبناء مستوطنات .

 

وقال المالكى، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، إن إسرائيل تتخذ قرارات متسارعة على الأرض للتوسع فى بناء المستوطنات بشكل كبير وهو ما يتطلب وقف مثل هذه الخطوات والإجراءات التى تتم بشكل أحادى، لافتا إلى أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى الأعزل.

 

 

وأضاف المالكى، إن الاجتماع الثلاثى المشترك في غاية الأهمية، ويأتي في إطار التشاور والتوافق المستمر بين قادة الدول، حيث زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأردن ومصر مؤخراً، وقال "ناقشنا وضع رؤية مشتركة للتعامل مع القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، في ظل التعامل مع إدارة أمريكية جديدة"، متابعاً: "التنسيق مستمر وضرورى ونؤسس لانطلاقة جديدة مع مصر والأدرن على المستوى العربى والدولى".

 

كما أكد رياض المالكى، التزام فلسطين بالدعم العربى والدولى، مشيرا إلى استعداد فلسطين للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحا إن إسرائيل تمارس القمع الممنهج والاستيطان فى الأراضي المحتلة وهو ما يعيق أو محاولات للحل .. داعيا المجتمع الدولى لممارسة المزيد من الضغط على الجانب الإسرائيلى لوقف الاجراءات التعسفية فى الأراضى الفلسطي

 

وأضاف: "كان هناك توافق كبير خلال اللقاء، نحن نلتقى اليوم بعد فوز جو بايدن فى الانتخابات الأمريكية، وفى ظل إعادة التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، من خلال رسالة تؤكد أنها تلتزم بالاتفاقيات .

 

وفى ختام زيارتهما، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، ورياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين بدولة فلسطين، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية".

 

 وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول "مناقشة مستجدات جهود إعادة تنشيط عملية السلام والمسار التفاوضي للقضية الفلسطينية".

 

وقد أكد الرئيس استمرار مصر في جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشدداً سيادته على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذاً في الاعتبار المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية خلال الفترة الأخيرة، ومن ثم أهمية توحيد الجهود العربية والدولية للتحرك بفعالية خلال الفترة القادمة لإعادة تنشيط الآليات الضالعة في مفاوضات السلام بين الطرفين، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، وذلك بالتوازي مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزاً للمسار الأساسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود.

 

من جانبهما؛ أعرب المسئولان الأردني والفلسطيني عن التقدير لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مع الإشادة بدور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فضلاً عن الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع، إلى جانب جهودها لإتمام عملية المصالحة وتحقيق التوافق السياسي بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية.

 

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاجتماع شهد التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين كافة الأطراف إزاء مختلف الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق بالعودة إلى مسار المفاوضات الثنائية، وكذا متابعة الخطوات القادمة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني.

 

كما طالب السيد الرئيس في نهاية اللقاء بنقل تحياته إلى شقيقيه الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.