الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

رئيس المراسلين الأجانب: مصر فاجأت العالم بنصرأكتوبر.. السادات كان سياسيا ذكيا والحرب كانت مجازفة كبرى منه لكنه استطاع إثبات قوة تخطيطه العسكري.. لدى 22 تسجيلا للسادات منذ توليه رئاسة حتى اغتياله

الخميس 05/أكتوبر/2023 - 04:18 م
فولكهارد فيدندفور
فولكهارد فيدندفور

قال فولكهارد فيدندفور، رئيس جمعية المراسلين الأجانب بمصر، إن مشاهد حرب أكتوبر73 بكل ظروفها لن تستطيع أن تمحو من ذاكرته سواء الظروف التى سبقتها أو مشاهد الانتصار، وما حدث بعد ذلك من خطوات لتحرير الأرض.

 

وأضاف «فولكهارد»، فى تصريحات خاصة لـ صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرا، أنه كان يعمل وقتئذ مسؤولاً فى إذاعة صوت ألمانيا - القسم العربى، وأن انطباعاته كانت قوية للغاية عن الحرب، مؤكدا أنه لم يشك لحظة فى صحة البيانات العسكرية المصرية، بالرغم من أن باقى المراسلين الأجانب لم يستوعبوا أن الجيش المصرى قادر على عبور قناة السويس.

 


وعن الفترات التى سبقت الحرب أوضح «فولكهارد» أن فترة حرب الاستنزاف من 1967 إلى 1973 كانت صعبة، لأسباب مختلفة، منها غطرسة الإسرائيليين، ومساعديهم فى واشنطن، على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الحرجة للغاية، خلال تلك الفترة، مشيرا إلى وجود مقترحات من جانب «جونريارك»، مبعوث الأمم المتحدة وقتها، بهدف التوصل إلى حل وسطى، على أن تقدم مصر بعض التنازلات، لافتاً إلى أنه كان يكتب دائماً أن مصر لن تقبل أبداً بأى تنازل، ولو بجزء واحد من أرضها.

 

عبدالناصر حاول جس النبض للتوصل للسلام مع إسرائيل لكن كل المحاولات فشلت

 

وتابع «فولكهارد» أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حاول أن يجس النبض، للتوصل للسلام مع إسرائيل، لكن كل المحاولات فشلت، لافتا إلى أن مصر كانت متأكدة أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل أى نوع من السلام أو الهدنة، لذلك تم وصف حرب الاستنزاف بـ«حرب المخابرات المصرية»، غير أن هناك نسبة لا بأس بها من الإعلاميين فى أوروبا ودول أخرى أيدوا جهود الرئيس «السادات»، للتوصل إلى سلام مع إسرائيل،وهو ما أقنع وزير الخارجية الأمريكى صاحب النفوذ القوي وقتها بضرورة دعم الموقف المصرى، وتم التوصل إلى توقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، عام 1979.

وأوضح «فولكهارد» أن مصر فاجأت العرب والمصريين بنصر أكتوبر، قبل أن تفاجئ العالم، ولكن للأسف هناك بعض الأصوات تريد أن تقلل من هذا النصر، لتحقيق أهداف أخرى، لكن أقول لهم إن حرب العبور تدرس فى أمريكا وفرنسا.

 

وحول شخصية الرئيس الراحل «السادات» قال «فولكهارد»: «لدى 22 تسجيلا لـ(السادات)، منذ توليه رئاسة الجمهورية حتى اغتياله، فى1981»، وإن آخر حديث أجراه معه كان فى 2 أكتوبر1981، أى قبل 4 أيام من اغتياله.

 


ووصف «فولكهارد» السادات بأنه كان سياسياً مرحلياً وذكيا للغاية، وحرب العبور كانت مجازفة كبرى من جانبه، لكنه استطاع أن يثبت نفسه كمخطط سياسى، يؤمن بالحل المرحلى الأشمل، ونجح فى ذلك، لافتاً إلى أنه لو كان الفلسطينيون والسوريون قد وقعوا على اتفاقية السلام لتغيرت الخريطة العربية.

 

وركز «فولكهارد»، فى تقاريره وتحليلاته، على مقابلات أجراها مع مسؤولين ألمان، مثل المستشار فيللى براندت، الذى كانت تربطه به معرفة وعلاقة شخصية، فى وصفه الحرب بأنها كانت وسيلة قوية وفعالة، لرفع الروح المعنوية للمصريين والعرب أيضا، ما ساعد العبقرية المصرية فى التخطيط الكبير للحرب، وكذلك التفكير المرحلى فى استرداد الأرض كاملة، وهو ما حدث بالفعل فى حرب العبور.


ونفى «فولكهارد» قيامه بتغطية أخبار إسرائيل، طوال فترة عمله مراسلا فى مجلة «دير شبيجل»، قرابة 40 عاماً، وكذلك إذاعة صوت ألمانيا، كما وصف تغطية مؤسسته أحداث الحرب بـ«الواقعية»