فى جلسة تاريخية.. فرقاء السياسة جمعتهم القضية الفلسطينية.. نواب البرلمان من أقصى المنصة ليسارها يفوضون الرئيس السيسي لاتخاذ ما يلزم لحماية الأمن القومي المصري ورفض تهجير الفلسطينيين
عقد مجلس النواب، اليوم الخميس، جلسة طارئة برئاسة المستشار أحمد سعد الدين، وكيل أول المجلس، لمتابعة المستجدات على الأراضي الفلسطينية، وكانت جلسة تاريخية لما حملته من رسائل قوية من ممثلي الشعب بمختلف طوائفه وبمختلف توجهاتهم السياسية، حيث شهدت الجلسة الطارئة حالة من الاصطفاف والتلاحم من كافة النواب أغلبية ومعارضة خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة المصرية وتفويضهم لاتخاذ ما يلزم لحماية الأمن القومي المصري وتأمين الحدود.
وفي نهاية الجلسة، وافق مجلس النواب على إرسال برقية للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للتعبير فيها عن دعم المجلس الكامل وتأييده للرئيس وللقوات المسلحة المصرية في كل ما يتخذونه من خطوات لتأمين الأمن القومي المصري.
كما وافق مجلس النواب، على إرسال رسالة إلى الاتحاد البرلماني الدولي باللغتين العربية والإنجليزية تتضمن موقف مجلس النواب المصري من الانتهاكات الإسرائيلية الحالية على الأراضي الفلسطينية.
وشهدت الجلسة إجماعا على ضرورة مواجهة ما يحدث على الأراضي الفلسطينية من مجازر وانتهاكات تخالف كل الأعراف والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية، إلى جانب مطالبة البعض بإرسال لجنة تقصي الحقائق الدولية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتوثيق جرائم الحرب التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المناضل.
من ناحيته قال المستشار أحمد سعد الدين، وكيل أول مجلس النواب، رئيس الجلسة الطارئة، إن المجلس تابع ما اقترَفَهُ ــ بكلّ وحشيةٍ وهمجيةٍ ــ الكيانُ الإسرائيليُّ المحتلُّ بقصفِهِ المُستشفى الأهليَّ المعمدانيَّ بغزة، والذى راح ضحيتهُ عديدُ من المدنيين الأبرياء ما بين شهيد وجريح.
وتابع: "هذا الكيانُ الغاصبُ لم يرتكب جريمةً ضدَّ الإنسانية فحسب بل إنه قتلَ الإنسانيةَ مع سبقِ الإصرارِ والتعمد، فما تقومُ به القواتُ الإسرائيليةُ المتعجرفةُ من أعمالٍ عدوانيةٍ غاشمةٍ تجاه الفلسطينيين العُزلّ وتدميرٍ ممنهجٍ للمنشآتِ المدنية لا يُعد دفاعًا شرعيًا؛ فشتَّان الفارقُ بين حقِ الدفاعِ الشرعيّ المكفولِ بموجبِ القانونِ الدوليّ، والعملِ العدوانيّ الذي يشكلُ أخطرَ أشكالِ اللجوءِ غيرِ الشرعيّ للقوة".
وأوضح سعد الدين، أن القضيةُ الفلسطينيةُ تشهد منعطفًا هــــــو الأخطـــرُ فـــــى تاريخهــا، بمـــا لــه من تداعياتٍ شديدِة الخطورة، قد تنالُ من أمنِ واستقرارِ المنطقةِ بأكملِهـا، فمحاولاتُ التهجيرِ القسريّ للفلسطينيين عن موطنِهم ودفعِهم إلى اللجوءِ إلى مصرَ هو جريمةُ حرب، ومحاولةٌ غيرُ أخلاقيةٍ لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينية؛ واستطرد: "وأُعلِنُها صراحةً من تحتِ قبةِ مجلسِ النوابِ المصري، إن مصرَ دولةُ مستقلة ذاتُ سيادةٍ؛ والشعبَ المصري؛ إذا استشعرَ أنَّ الكِيانَ المحتلَّ يحاولُ ــ ولو بشكلٍ غيرِ مباشرٍ ــ المساسَ بسيادةِ مصرَ عن طريقِ هذا التهجيرِ غيرِ الشرعي؛ فإنه سيخرجُ بالملايين من كلّ فجٍ عميقٍ للتعبيرِ عن رفضهِ الكاملِ لتلك المحاولاتِ والأفكارِ اليائسةِ مساندًا وملتفًا حول قيادتِهِ السياسيةِ وقواتهِ المسلحة".
وفـــى هـــذا المقـــام؛ أكد مجلــسُ النوابِ أنَّ ما يقـــومُ بـــه الرئيـــس عبد الفتاح السيسي، رئيسُ جمهوريةِ مصرَ العربية، من تحركاتٍ سياسةٍ وإنسانيةٍ تجاهِ الأحداثِ الداميةِ بالدولةِ الفلسطينية، هي تحركاتٌ لا تنبعُ إلا من قائدٍ رشيد، قائدٍ جسور، هدفُه الأسمى إعـــلاءُ الحـــقِ ولا يخشـــى فيـــه يومًا لومةَ لائـــم؛ ففخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي هو تجسيدٌ لضميرِ الأمةِ المصرية، تلك الأمةُ التي ناضلت ومازالت تُناضلُ من أجلِ السلام؛ رغمَ امتلاكهِا لقوةٍ هائلةٍ يعلمها القاصـــي قبـــل الدانـــي، قوةٌ تحسِنُ استخدامِهـــا فـــي الدفاعِ عـــن الوطـــنِ وليــس في العدوانِ على الغير.
وأشار سعد الدين، إلى أن العنفَ والسلامَ نقيضان لا يجتمعانِ في بيئةٍ واحدة؛ ونحن في توقيتٍ دقيقٍ لا تٌجدي فيه نفعًا المواقفُ المزدوجةُ أو المرتعشــة؛ ولذلك فعلــى المجتمعِ الدوليّ أن يحددَ وجهتهُ وبكلّ وضوحٍ هل سيكونُ نصيراً للسلامِ أم سيكونَ معصوبَ العينين ويتحولُ لأداةٍ من أدواتِ الجورِ والطغيان.
وأهاب مجلسُ النوابِ المصريٌّ بجميعِ البرلماناتِ أن تتبنى قراراتٍ تُدين الانتهاكاتِ الإسرائيليةَ على الأراضي الفلسطينيةِ وتكفلَ حمايةَ المدنيين الأبرياءِ إعمالاً للمواثيق الدوليةِ والأعرافِ الإنسانية.
واختتم وكيل مجلس النواب كلمته قائلا: "الزملاءُ الأعزاءُ نوابَ شعبِ مصرَ: باسمى واسمِكُم جميعاً بل وباسمِ الشعبِ المصريّ جميعهُ نتقدمُ بخالصِ التعازي للشعبِ الفلسطينيّ المناضل، داعين المولى عزَّ وجلَّ أن يُلهمَهُ ويُلهِمَنا جميعًا الصبرَ والسلوان... عاشت مصرُ حرةً ... عاشت مصرُ العروبة".
من ناحيته وجه المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، رسالة للشعب اليهودي، قائلا: "أقول للشعب اليهودى حرصنا منذ 45 عاما على السلام لكن أركان السلام قد تتلاشى بسبب حكومة لا تعرف إلا البقاء فى السلطة غير آخذة فى اعتبار لمعاني الإنسانية".
وأوضح السجيني، أن ما يحدث فى قطاع غزة من انتهاكات إسرائيلية لا ينعكس على الشرق الأوسط فحسب بل مستقبل العالم أجمع، متوجهاً بخالص العزاء لأسر شهداء غزة.
وأضاف: "تمر بنا الأيام وتتوالى الأزمات وتثبت المواقف أنه لدينا قائدا مخلصا قويا لذا بمنتهى الفخر أعلن دعمى وتفويضى للرئيس عبد الفتاح لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمن مصر القومى ورعاية القضية الفلسطينية وتحيا مصر بقائدها ومؤسساتها شبعها الأصيل والأبى وتحيا مصر دوما وأبدا".
إلغاء اتفاقية كامب ديفيد
وبدوره أكد النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن المخطط الدائر حاليا أكبر من غزة، قائلا: وإلا فلماذا يأتي الأمريكان والألمان والإيطاليين ببوارجهم العسكرية قبالة ساحل غزة.
وأشار ، إلى أن القضية هي قناة بن جوريون التي تنطلق من إيلات إلى غزة، تنتهي في غضون 3 سنوات، مقدر لها 6 مليارات دولار سنويا للإضرار بقناة السويس، كمشروع مقابل لطريق الحرير، المخطط هو تفريغ غزة بكل وضوح.
وتابع: الغزو البري سيكون في غضون أيام قليلة، هم يدركون ضرورة تلك الخطوة للتخلص من حماس، لذا فإن هناك رسالة واجبة للأمة العربية: حانت اللحظة الحاسمة، لدينا أوراق ضغط في مقدمتها النفط، لو فعلنا ذلك لعرف هؤلاء اللذين يذكروننا بأيام غياب الحضارات، فهم حيوانات بشرية، هم الغرب والأمريكان.
ووجه رسالة للقائد الأعلى، الرجل الذي تحمل الكثير، حيث تطاول عليهم السفهاء والخونة وتسائلوا: لماذا تنفق الأموال في المشروعات الاستراتيجية والتسليح، الآن يلتف الشعب المصري بنسبة 99% خلف الرئيس السيسي، وعلينا مواصلة حالة التأييد الحتمية للرئيس السيسي في تلك الظروف.
وقال: أصبحت الحقائق واضحة للجميع، ويجب إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وكافة الاتفاقيات، وحان وقت الحرب.
واختتم كلمته: نفوض الرئيس السيسي لحماية أمن مصر والأمة العربية، كل مصر انتفضت، كل شباب مصر في الشوارع معك، فمصر لا تنحني إلا لباريها.
أيضا طالب النائب أحمد البرلسي، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، بضرورة اتخاذ إجراءات جادة تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، قائلا: "مصر الآن في المواجهة، ومطلوب من المجلس اليوم أن يكون هناك رد حقيقي، لا يجب أن تكبل مصر باتفاقية كامب ديفيد، ويجب أن يكون للمجلس موقف بشأن تلك الاتفاقية.. كلنا جيش كلنا مقاتلون".
وقال البرلسي، خلال كلمه له بالجلسة الطارئة لمجلس النواب اليوم: "في هذه الأحيان التي ينعقد فيها المجلس، تبحث أمهات عن أطفالهن تحت الأنقاض، لسنا بصدد قضية تضامن مع شعب شقيق لكن بصدد قضية مصرية والدفاع عن تراب مصر يبدأ بالدفاع عن سماء غزة".
انسحاب مصر من مقررات اتفاق العلا
ومن جهته قال النائب ضياء الدين داود، عضو مجلس النواب، ما بالأمة من جرح لا تداويه الكلمات وقد آن أوان اتخاذ القرارات، مؤكدا أن ما يتعلق بالأمن القومي لا خلاف عليه، مضيفاً: "قرأنا المشهد بشكل جيد ولعلمنا بالضغوط على الدولة يجب علينا الاصطفاف حول القيادة السياسية ودعمها والاستماع منها لقرار واضح بالانسحاب من مقررات اتفاق العلا الذي كان بداية لصفقة القرن ونعلن أن مصر لن تكون جزء من تلك الصفقة".
وأكد ضياء الدين داود، أن البرلمان المصري ضد التهجير بكافة أشكاله إلى أرض الفيروز أو صحراء النقب أو غيرها، مؤكدا أنه على الأمة العربية رفض ما يحدث بقرارات حاسمة، قائلا: "لن نكون حذاء في قدم أمريكا لتحقيق مستهدفاتها بالشرق الأوسط، يجب ان نخرج بقرارات ينتظرها منا أمننا القومي والمقاومة الفلسطينية المشروعة، المقاومة جزء من عدالة أي قضية".
الكيان الإسرائيلى شاخ وجاء وقت الزوال
ووجه الدكتور على جمعة، رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، عدد من الرسائل خلال كلمته بالجلسة العامة الطارئة بمجلس النواب اليوم، لنظر تداعيات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، منها رسالة للحكومة الإسرائيلية قال فيها: "يبدو أن الكيان الإسرائيلى قد شاخ وقد جاء وقت الزوال والرحيل وأصابكم شئ من الزهايمر لأنكم لا تعرفون مع من تتعاملون وتنسون قبل أن تفعلون".
وقال جمعة، خلال كلمة له بالجلسة الطارئة لمجلس النواب: "أوجه رسالة إلى المرأة الفلسطينية، انتى من أهل الجنة، فكل الشهداء يأخذون بأيدى أمهاتهم للجنة".
كما وجه رسال للجيش المصرى، قال فيها: "رسالة إلى الجيش المصرى الذى بشره الرسول أنه فى رباط إلى يوم الدين هم وأهلهم، من المكونات التى تكون نفسيتنا، كتب عليكم القتال وعسى أن تكرهوا شئ وهو خير لكم"
وأضاف: "رسالة إلى هذا العالم أريد أن أسمع لواحد منكم ما الفرق بين ما يقوم به الكيان ضد الفلسطينين وما فعله هتلر من إبادة جماعية وفساد فى الأرض وطغيان"، وتابع: "أفوض الرئيس السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن القومى المصرى والوقوف صفا واحدا دفاعا عن القضية الفلسطينية".