إفتتاحية"هآرتس" الإسرائيلية: نتنياهو ارتكب خطأ جسيما شجع حماس على هجوم 7 أكتوبر
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مقالة لأحد كتابها يدعى ديفيد روثكوبف تحت عنوان "خطأ نتنياهو الجسيم" وطرح في بدايتها عددا من الأسئلة، أبرزها : "هل من الممكن أن تكون الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في أنحاء العالم كبيرة جدا أو سريعة الحدوث، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ماذا لو لم يلحق بنيامين نتنياهو وحكوماته الضرر بمكانة إسرائيل الدولية على مدى السنوات العديدة الماضية؟ ، وإذا كانت إدارة بايدن تثق بالفعل في نتنياهو وفي حكومته، فهل كان من الضروري أن تكرر أهمية احترام إسرائيل للقانون الدولي في ردها على الهجوم؟، هل تعتقد أن خيارات حكومة نتنياهو التي اتخذتها، سيرى العالم أنها مبررة، أم ستؤدي إلى تعميق العداء تجاه إسرائيل؟.
ويقول الكاتب الإسرائيلي: "إن عددا كبيرا في إسرائيل يرى أن "نتنياهو مسؤول عن ترك البلاد عرضة لهجمات حماس، لكن الضرر الذي أحدثه هو وحكومته أعمق بكثير، مما جعل الإسرائيليين أكثر عرضة للخطر مما كانوا عليه منذ عقود".
ويرى العديد من المراقبين الإسرائيليين، بحسب الكاتب، أن رئيس الوزراء والمقربين منه يتحملون مسؤولية كبيرة عن الظروف التي أدت إلى "فظائع" 7 أكتوبر.
وأشار ديفيد روثكوبف أيضا إلى تركيز الحكومة على "تعزيز أجندة اليمين المتطرف، بمزيد من عمليات الضم في الضفة الغربية، كما أدت الأعمال العدوانية المناهضة للفلسطينيين في الضفة الغربية، من خلال خطوات مثل قانون الدولة القومية اليهودية إلى تفاقم التوتر بطرق جعلت الهجمات الإرهابية أكثر احتمالا".
تنحية القضية الفلسطينية جانبا
ويقول الكاتب إن "قرار نتنياهو نفسه بتشجيع حماس والسماح بتمويلها، وهو قرار كان يتباهى به باعتباره وسيلة لبناء الدعم لائتلافه، كان خطأ فادحا".
ويرى أن ذلك “كان مرتبطا بحملة أوسع نطاقا لإضعاف الفلسطينيين، وبذلك تستطيع إسرائيل تجاهلهم، بدلا من الاضطرار إلى التفاوض معهم”، ولذلك "قلصت سيطرة الفلسطينيين على الضفة الغربية عبر عمليات الضم الفعلية، وفرض الحصار على غزة، وأحبطت الجهود الرامية إلى توحيد الحكم الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية".
ويضع الكاتب حملة "التطبيع" التي نفذها رئيس الوزراء مع القوى الإقليمية ضمن تلك الجهود الرامية إلى إضعاف الفلسطينيين، إذ كان هدف نتنياهو "ببساطة تنحية القضية جانبا".
ولذلك كان يقول مرارا "إن القضية الفلسطينية لم تعد ذات أهمية حقيقية لقضايا السلام والاستقرار في المنطقة".
الإسرائيليون والفلسطينيون أصبحوا أقل أمانا
ومن الواضح، كما يقول الكاتب، أن "مخاطر هذا النهج الذي اتبعه نتنياهو تجلت في الهجوم الذي لا يمكن تبريره، وتلوح الآن في الأفق حرب طويلة، واحتمال حدوث خسائر فادحة على كلا الجانبين، فضلاً عن احتمال نشوب صراع آخر قد يجتاح المنطقة".
ويتوصل ديفي روثكوبف إلى أن محاولة نتنياهو وحكومته إغفال القضية الفلسطينية وتجاهلها، "جعل الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء أقل أمانا".
ويقول الكاتب إن هجوم حماس قضى على هذا النهج بحيث أصبح "ميتا بالفعل".
بل إن الهجوم زاد من "التعبير عن الدعم للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم"، بحيث "تجاوز ما كان يمكن توقعه إلى حد كبير".
وبالرغم مما شعر به الإسرائيليون ومؤيدوهم "في أعقاب الخسائر البشرية التي خلفها هجوم حماس، والشعور بالذنب الذي لا يمكن إنكاره، فإن إخفاقات نتنياهو القيادية كانت كبيرة إلى الحد الذي أدى إلى تقويض الدعم الشعبي له".
وسوف يجد من بادروا إلى دعم إسرائيل في أعقاب الهجمات مباشرة "صعوبة شديدة في الاستمرار في دعمهم، في حرب طويلة إذا كانت التكلفة التي يتحملها الأبرياء مرتفعة، ويشمل ذلك أقوى مؤيد لإسرائيل، وهو الرئيس جو بايدن".
ويختتم الكاتب مقالته بأن "إخفاقات وأخطاء نتنياهو وأفعاله السيئة وسوء تقديره كانت كبيرة للغاية، وأدت إلى أضرار جسيمة لمصالح إسرائيل وشعبها ومكانتها في العالم".
وستكون "المهمة الصعبة في نهاية المطاف هي محو ذكرى نتنياهو بدلا من محو "المشكلة" الفلسطينية التي حاول التظاهر بأنها لم تعد موجودة، والتي أصبحت الآن واحدة من الخطوات الأولى الأساسية التي ينبغي السير في طريقها الطويل لتحقيق السلام والأمن الدائمين لإسرائيل وجيرانها"