"مكانهم مش فى المطبخ".. منتخب السيدات يكسر جدار "التنمر".. هاترك "نادية" يثير غضب الذكورين.. ولجنة تطوير كرة القدم النسائية:"نحتاج لوقت طويل لتغيير ثقافة المصريين تجاه النساء المهتمون بكرة القدم

يبدو أن المباراة الودية التى جمعت منتخب مصر للسيدات مع منتخب لبنان، كانت شرارة لاشتعال أزمة كبيرة تواجه جميع المجتمعات العربية بشكل عام، والمجتمع المصرى بشكل خاص، الذى امتلأ بأصحاب النفوس المريضة، الذين يرفضون نجاح المرأة، وبالتالى أخذوا من المباراة وسيلة للتنمر على اللاعبات المصريات اللائى تعرضن لكل مظاهر التحرش اللفظى عقب المباراة.

وكأن اللاعبات المصريات هن أول من مارسوا كرة القدم النسائية حول العالم، فتداول عدد كبير من الأشخاص مجموعة من التعليقات الساخرة حول المباراة الأخيرة التى خاضها المنتخب المصرى أمام منتخب لبنان، والتى أقيمت على ستاد اتحاد الشرطة الرياضى ضمن الاستعدادات لتصفيات أمم إفريقيا وكأس العالم.

وأصبحت حرية الرأى فى مجتمعنا المصرى نقمة كبيرة على الجميع، لأنهم أدركوا أن الحرية تكفل لهم إبداء الرأى بدون النظر للمعايير الأخلاقية، أو مراعاة مشاعر الآخرين، الذين بالفعل يتعرضون للأذى الشديد من تلك التعليقات الساخرة.

بدأت المباراة فى تمام الساعة الواحدة ظهرًا، على ستاد اتحاد الشرطة، وفى ظل تواجد طاقم تحكيمى نسائى، تمكن منتخبنا الوطنى من تحقيق الفوز بثلاثية أحرزتهم مقابل هدف وحيد لمنتخب لبنان .

وافتتحت نادية رمضان التسجيل لصالح الفراعنة فى الشوط الأول، وفى الشوط الثانى، أضافت نادية هدفًا ثانيًا، وذلك قبل أن تقلص ليلى إسكندر الفارق بهدف فى الشباك المصرية، ثم سجلت "نادية" الهدف الثالث فى الوقت بدل الضائع.

وتمكن المنتخب من تقديم أداء جيد، جعل أحمد رمضان المدير الفني للفريق يشيد بهم بعد انتهاء المباراة، وفي ظل سعادة سيدات المنتخب ومديرهم الفني بهذا الفوز الهام، الذى يعد دافعة معنوية كبيرة لهم في ظل استعدادهم لتصفيات أمم إفريقيا وكأس العالم، إنهالت عليهم التعليقات السلبية من قبل الجماهير الذين تنمروا على هؤلاء السيدات وأخذوا ينادوهم بالتوقف عن ممارسة الكرة و"العودة للمطبخ" وهكذا، وذلك بدلًا من تحفيزيهم على الاستمرار والمقاتلة فى المستطيل الأخضر.