نائب رئيس مجلس الدولة: التهجير القسري للفلسطينيين جريمة حرب تعيد البشرية لشريعة الغاب
قال محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، في إحدى دراساته عن التهجير القسري جريمة حرب تهدر الشرعية الدولية وتعيد البشرية لشريعة الغاب، إن بعض المصادر موقع سيشا ميكوميت (Sicha Mekomit) الإخباري الإسرائيلي، كشفت ما اقترحته وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في وثيقة رسمية بنقل سكان قطاع غزة، وعددهم 2.3 مليون نسمة تقريبًا، على هيئة مدن خيامية في شمال سيناء.
وأوضح أن ذلك ما كشفه جيورا إيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق في وقت سابق، أن إسرائيل بحاجة إلى خلق أزمة إنسانية في غزة، وإجبار عشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف على البحث عن ملجأ في مصر أو الخليج، وهو الاقتراح الذي يمثل عدوانًا على السيادة المصرية ومخالفًا للشرعية الدولية.
وأضاف خفاجي في دراسته، أن النقل القسري لبعض أو كل الفلسطينيين من غزة خارج ديارهم سيشكل في حقيقته وجوهره انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي، ويخالف المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة التي ترفض النقل القسري الفردي أو الجماعي أو ترحيل الأشخاص المحميين إلى أي دولة أخرى، بغض النظر عن الدافع إليه.
وذكر أن شعوب العالم تشعر بالصدمة والرعب من توثق الجرائم الدولية وعمليات القتل العشوائي للمدنيين والتدمير الشامل لأحياء بأكملها على جسد غزة والاستهداف المنهجي للبنية التحتية والممتلكات على يد الكيان المحتل بالإخلال بميزان الحق الدولي للإنسانية، الأمر الذي يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأشار خفاجي إلى إن ما تفعله إسرائيل من التخيير بين الإبادة الجماعية أو التهجير القسري لسكان غزة يعد عملا انتقاميا خالصا للعنف المروع كشفت عنه كلمات المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي الذي قال إن التركيز ينصب على الضرر وليس الدقة.
وأكمل أن هذه لحظات فارقة للإنسانية في جميع أنحاء العالم، وعلى الدول الكبرى أن تفيق وتتحد للحفاظ على الحقوق العالمية للبشرية، فليس من مصلحة السلام العالمي أن يكون فكر بعض القادة السياسيين في الغرب الداعمين للكيان المحتل، ينطوى على تقويض لأحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها سياسة السلام والتنمية المستدامة لشعوب الكرة الأرضية.
ووجهه خفاجي رسائل تاريخية فى دراسته، بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تندم كثيرًا على المستوى الدولي في نظر القوى النظيرة إذا لم تضغط على إسرائيل لإنهاء جرائم الحرب وقبول وقف إطلاق النار، ويجب عليها أن تعارض أي أعمال للكيان المحتل قد تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
كما قال في حديثه، إن إسرائيل تتلاعب بأمريكا، في التهجير القسري لغزة، وستكلف العالم حربًا إقليمية ضدها، وستخسر أمريكا أكثر مما ستربحه، وينبغي على الكونجرس الأمريكي أن يكون واعيًا للحفاظ على هيبة أمريكا أكبر دولة في العالم، وأن يصوت ضد أي مشروع قانون يعكس لغة شريعة الغاب، وأن يرفض تشجيع أو إجازة أو تسهيل أو تمول الترحيل القسري للفلسطينيين.