الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

العميد محمد فكري يكشف تفاصيل محاصرة قوات شارون في "الدفرسوار" وقطع إمداداتهم.. ويروي كواليس لحظة وقف إطلاق النار على الجبهة ومرحلة المفاوضات في حرب أكتوبر

الإثنين 06/نوفمبر/2023 - 01:06 ص
حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

قال العميد أركان حرب محمد فكري، أحد أبطال سلاح المشاة في حرب أكتوبر: "يوم 22 أكتوبر، استقبلنا قرار وقف إطلاق النار على الجبهة، والذي اخترقته إسرائيل بعد ذلك، ولكن حينها استقبلنا تحذيرات من قيادات الجيش بالاستعداد دائمًا لاختراق العدو، خاصة أن إسرائيل لا تعترف بأي وقف إطلاق نار، لذا ظل الجيش المصري كما هو على أهبة الاستعداد رغم صدور القرار بشكل رسمي".

 

 

العميد محمد فكري يكشف تفاصيل محاصرة قوات شارون في "الدفرسوار" وقطع إمداداتهم.. ويروي  كواليس لحظة وقف إطلاق النار على الجبهة ومرحلة المفاوضات في حرب أكتوبر

 

 

وأضاف "فكري" خلال لقائه ببرنامج "الشاهد"، الذي يقدمه الإعلامي الدكتور محمد الباز، عبر قناة "إكسترا نيوز": "إسرائيل لم تلتزم إطلاقًا بهذا القرار، وبدأت تدريجيًا في استكمال تفعيل الثغرة، وبالفعل ثلاث فرق منهم كانوا عبروا وقت صدور قرار وقف إطلاق النار".

 


وتابع: إن يوم 8 أكتوبر بدأ هنري كسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يشعر بالمأساة وبدأت الأقمار الصناعية الأمريكية ترصد الأراضي المصرية، وأن كسنجر بدأ يتحرك ويزور الجبهة والقوات الغربية المصرية عبرت شرق القناة، وأمريكا كانت بدأت تدخل في الاستطلاع لصالح إسرائيل.

 

وذكر أن أمريكا كانت تقول لإسرائيل إن مصر انتصرت وتستطيع التفاوض وكانوا يريدون القيام بأي عمل حتى لا تتفاوض مصر، ولهذا فكروا في الثغرة لأنهم خططوا لها منذ زمن بعيد، مشيرًا إلى أنه حدثت معارك شرق القناة والفرقة 16 وكتيبة المشير حسين طنطاوي، تصدوا لهم  في المزرعة الصينية وحققت خسائر شديدة في المظلات الإسرائيلية وحتى يصلوا للدفرسوار خاضوا معارك شديدة.

 

 

واستكمل: "خلال مرحلة المفاوضات بعد حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في يناير 1974، وذلك كان بشأن عودة الأراضي المصرية أخرى، بدأ على الفور فض الاشتباك رقم 1 ثم رقم 2، وهذه المرحلة هي التي شعر فيها الجيش المصري أن القوات الإسرائيلية انهزمت تمامًا".

 

واستطرد: "كنا نراقب الأوضاع حينها من فوق جبل المر خلال تلك الفترة، وكان الجيش المصري يريد رفع الروح المعنوية للجنود المصريين، وكانوا المجندين من السويس يصعدون فوق الجبل ويغنون بطريقة السمسمية، احتفالا بانتصارنا على جيش العدو الإسرائيلي".

 

ووذكر: "الجيش المصري نفذ أيضًا ندوات للمجندين في تلك الفترة، وكان يحضرها رئيس أركان الفرقة 19، من أجل تصميم شعارات وميداليات للمجندين الذين سيتركون الجيش بعد انتهاء المفاوضات، تكريمًا لجهود المجندين الذي تواجدوا فوق جبل المر".


كما قال العميد أركان حرب محمد فكري، أ إنه كان يوجد 3 فرق إسرائيلية تضم شارون وإدان وماجن، وهم القوى الرئيسية ومن أفضل الجنرالات وكانوا يهدفون لعمل ضربات لدخول منطقة الدفرسوار.

 

وأضاف، أنه في الجيش إذا أرادنا عمل قطاع اختراق نحصص له قوات جوية قوية جدًا وهذا ما عمله شارون ولكنه خسر كثيرًا وبعد تكثيف العمليات وصلوا لمنطقة الدفرسوار، مؤكدًا أن القيادة العامة لدينا لم يكن في تفكيرها هذا التطور في الهجوم.

 

وأشار إلى أنه عنما نجحت الثغرة بدفع قوات كثيرة من المدرعات غرب القناة بقيادة شارون بدأت قوات الصاعقة 139 في التدخل معهم بالقتال لأنهم كانوا يريدون الاستيلاء على بورسعيد لعمل دعاية لهم وقوات الصاعقة تعاملت معهم ودمرت دباباتهم، مما جعلهم يغيرون اتجاههم  لمدينة السويس من يوم 22 و 23 أكتوبر.

ولفت أنه حدثت معارك اشتركت فيها الفرقة 19 والمقاومة الشعبية شرق القناة وبدأت المدفعيات والفرقة 19 والفريق يوسف عفيفي، قائد الفرقة 19 قال "وجهت الدبابات مواسيرها تجاه الثغرة وكانوا محصورين في قطعة من الأرض لا تزيد عن 70 كيلو متر فهم حاصروا أنفسهم وأعمال المناروة كانت نادرة ولا يوجد إمداد لهم.
 

وشدد على أنه بعد الاتفاق على فض الاشتباك مع العدو الإسرائيلي في 1974، بدأت الكتائب المتواجدة فوق جبل المر تتجه نحو الغرب، كتيبة خلف كتيبة، وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات طلب من قائد الجيش الثالث أحمد بدوي، بنزول المجندين والظباط الذين شاركوا في الحرب أجازات لمدة 24 ساعة، وذلك بعد 100 يوم متواصل في الحرب.

 

وأضاف:  "أطلقوا علينا في ذلك اليوم "قوات بدر" أثناء الحصار في منطقة الشرق، وبعد فك الحصار أبلغونا أن عناصر منا ستتجه إلى ميدان التحرير لحضور استقبال شعبي بالجماهير وباقات الورود، تكريما لجهودنا في حرب أكتوبر، وذلك تم تنفيذه بعد ذلك". 

 

واستكمل: "أثناء عودتي من الحرب، وخاصة على طريق السويس، رفض سائق التاكسي حينها أن يأخذ مني أي مال، وكان هناك روح غير عادية من قبل المواطنين أثناء استقبالنا، وشعرت حينها أنني فوق الأرض، فالجميع كان يعلم ما قدمناه خلال فترة الحرب".

تفاصيل برنامج الشاهد

يقدم "الباز" في الموسم الثالث ببرنامج الشاهد شهادات جديدة على نصر أكتوبر العظيم، موثقًا في الموسم الجديد ماذا فعل رجال القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973، وكيف نجح الجيش المصري في استرداد الأرض؟.

ويعد برنامج "الشاهد"، الذي يقدمه الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أول تعاون إعلامي بين القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والدكتور الباز، ويرأس تحرير البرنامج الكاتب الصحفي حازم عادل، ويخرجه أحمد داغر، إعداد كل من البدري جلال ومحمد عاشور.