استمرار صعود الدولار بالسوق السوداء يدعم ارتفاع الذهب في مصر
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس مدعومة بتوقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد وصل إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة، وذلك في ظل تماسك حالي في مستويات الدولار الأمريكي بعد بيانات متضاربة صدرت يوم أمس.
وسجل الذهب الفوري ارتفاع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى عند 1968 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 1959 دولار للأونصة. يأتي هذا بعد تسجيل الذهب أعلى مستوى في أسبوع يوم أمس عند 1975 دولار للأونصة قبل أن يغلق الجلسة على انخفاض، وفق جولد بيليون.
صدر يوم أمس عن الاقتصاد الأمريكي بيانات سببت بعض التضارب لدى المستثمرين، حيث انخفض مؤشر أسعار المنتجين الذي يقيس التضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين عن شهر أكتوبر بنسبة – 0.5% بعد ارتفاع سابق بنسبة 0.4% وكانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.1% ليعد هذا أكبر وتيرة انخفاض في أسعار المنتجين منذ ثلاث سنوات ونصف.
بينما انخفض مؤشر مبيعات التجزئة في أكتوبر بنسبة – 0.1% بأقل من التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة – 0.3% وكانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 0.9%.
التراجع في مؤشر مبيعات التجزئة بأقل من التوقعات يعكس استمرار عمليات الإنفاق من قبل المستهلكين، وهو الأمر الذي تسبب في بعض التضارب في توقعات الأسواق ما بين عدم حاجة البنك الفيدرالي إلى المزيد من رفع الفائدة، وما بين استمرار إنفاق المستهلكين في دعم معدلات التضخم، وبالتالي الحاجة الى الاستمرار في السياسة النقدية للبنك الفيدرالي.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي خلال جلسة الامس بنسبة 0.2% بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ شهرين ونصف بدعم من تضارب التوقعات في الأسواق، واليوم يشهد الدولار تذبذب في انتظار صدور بيانات اعانات البطالة الأمريكي.
من جهة أخرى أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أنه قد تم الموافقة على مشروع قانون يعمل على تجنب الاغلاق الحكومي في الولايات المتحدة والذي كان مقرر أن يحدث غداً، وذلك بعد أن تم الموافقة بأغلبية الأعضاء على قانون جديد يمد فترة التمويل وبموجب القانون الجديد سيتم مد عملية تمويل الحكومة الأمريكية حتى يوم 19 يناير وقد تمتد إلى 2 فبراير.
الأخبار قد تقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية، حيث يتم اللجوء إلى المعدن النفيس في أوقات التوترات السياسية وعدم اليقين الاقتصادي، ليظل الذهب حالياً يبحث عن دعم جديد للارتفاع.
أيضاً الأسهم الأمريكية مستمرة في الارتفاع بشكل كبير الأمر الذي يحد من مكاسب الذهب، حيث تنتقل الاستثمارات إلى سوق الأسهم الأكثر مخاطرة على حساب الذهب الذي يستخدم كملاذ آمن في الأسواق.
يوم أمس ارتفع مؤشر الأسهم الأمريكية الأكثر شيوعاً S&P500 بشكل طفيف بنسبة 0.2% ولكنه سجل أعلى مستوى منذ شهرين ونصف، وكان المؤشر قد ارتفع يوم الثلاثاء الماضي بنسبة 2%، وذلك بعد بيانات التضخم الأمريكية حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي بأقل من التوقعات.
كما ارتفعت أسهم شركات الذهب أيضاً المتداولة في بورصة نيويورك بدعم من محاولات التعافي في أسواق الذهب، إلى جانب تزايد الإقبال على أسواق الأسهم الأمريكية، فقد ارتفع سهم شركة نيومونت منذ بداية الأسبوع بنسبة 6.4%.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر تقلص ارتفاع الطلب على عقود شراء الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر، تقلص ارتفاع عقود شراء الذهب ليصل إلى 600 عقد مقارنة مع التقرير ، بينما انخفضت عقود بيع الذهب بمقدار 2191 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر تقلص ارتفاع الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع الأسابيع الماضية، وذلك بسبب تراجع الاستثمارات في الملاذ الآمن في ظل عدم توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.
قد يشهد وضع الطلب على عقود الشراء والبيع للذهب تذبذب خلال الفترة القادمة في ظل اختلاف توقعات الأسواق بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي. بالإضافة إلى فقدان الذهب الدعم من التوترات الجيوسياسية خلال الفترة الأخيرة.
أسعار الذهب في مصر
تشهد أسعار الذهب المحلي تذبذب منذ جلسة الأمس وذلك في ظل تذبذب مماثل في سعر الأونصة في السوق العالمي بالإضافة إلى عدم استقرار في سعر صرف الدولار في السوق الموازي، الأمر الذي يعكس المخاوف الحالية لدى المستثمرين في السوق المحلي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 2700 جنيه للجرام دون تغير عن سعر اغلاق الأمس، بينما جاء سعر افتتاح واغلاق الذهب يوم أمس عند نفس السعر 2700 جنيه للجرام، بينما قد سجل الذهب أعلى مستوى يوم أمس عند 2730 جنيه للجرام وأدنى مستوى عند 2670 جنيه للجرام.
عدم الاستقرار الحالي في سعر صرف الدولار في السوق الموازي دفع أسواق الذهب إلى التذبذب خلال جلسة الأمس، من جهة أخرى نجد أن التوقعات لا تزال تشير إلى احتمال حدوث تعويم في سعر صرف الجنيه خلال الفترة القادمة، وهو الأمر الذي يزيد من المخاوف في الأسواق.
العقود الآجلة غير قابلة للتسليم لأجل 3 أشهر للجنيه المصري انخفضت لتسجل أدنى مستوى عند 37.7 جنيه للدولار خلال جلسة أمس الأربعاء، كما تراجعت العقود الآجلة لأجل 12 شهر بنسبة 11% منذ أواخر شهر سبتمبر حتى الآن لتصل إلى 47 جنيه للدولار وهو أدنى مستوى جديد يتم تسجيله.
أما عن شهادات إيداع البنك التجاري الدولي CIB المتداول في بورصة لندن فتشهد خصم وقدره 46% مقارنة مع سعر السهم المتداول في البورصة المصرية، وهو أكبر فارق منذ عام 1997.
كل هذه المؤشرات تدل على توسع الفجوة بين سعر صرف الجنيه الرسمي في البنك المركزي، وبين السعر الذي تحدده الأسواق، وهو ما يعد مؤشر على اقتراب تعويم سعر الصرف.
هذا وقد قرر البنك المركزي المصري يوم أمس مضاعفة الحد الأقصى اليومي والشهري للتعامل على حسابات الشمول المالي والبطاقات المدفوعة مقدماً وخدمات الدفع باستخدام المحافظ الإلكترونية على الهواتف المحمولة، في قرار يهدف إلى تسهيل عمليات التبادل النقدي بالجنيه المصري.
أيضاً سجل أول مزاد لمضبوطات مصلحة الدمغة والموازين من الذهب إيرادات بمقدار 341 مليون جنيه مصري وذلك عبر البورصة السلعية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
الأونصة العالمية تتداول في منطقة حياد حالياً في انتظار تجميع الأسواق لزخم كافي للارتفاع واختراق هذه المنطقة، خاصة في ظل عدم استقرار توقعات الأسواق بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي.
أما عن سعر الذهب المحلي فيشهد تذبذب أيضاً مع استمرار ترقب الأسواق لتطورات سعر الدولار في السوق الموازي، بالإضافة إلى تأثره بالاستقرار الحالي في سعر الأونصة العالمية، ولكن يظل الحذر هو السائد في أسواق الذهب في ظل عدم اليقين بشأن أداء الاقتصاد المصري.
ارتفع سعر أونصة الذهب في السوق العالمي خلال جلسة اليوم بعد انخفاض في جلسة الأمس، ومتوقع أن يظل التذبذب قائم حتى يستطيع الذهب اختراق منطقة المقاومة 1975 – 1980 دولار للأونصة.
اختراق هذه المنطقة لأعلى يعيد الذهب لاختبار المستوى 2000 دولار للأونصة والذي يجب استقرار السعر أعلاه ليتمكن من تحقيق أهداف الصعود عند 2020 و 2050 ثم قمة الذهب التاريخية عند 2080 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فيشهد تذبذب خلال الفترة الحالية حول المستوى 2700 جنيه للجرام عيار 21 ولكن يظل الاتجاه الصاعد هو المسيطر على حركة الذهب، والمستهدف حالياً عند المستوى 2750 ومن بعده القمة التاريخية عند 2800 جنيه للجرام.
أي تراجعات نشهدها في سعر الذهب المحلي خلال الفترة الحالية ستكون ضمن التصحيح السلبي للسعر ويعطي فرصة للشراء ودخول السوق، ومستهدفات التصحيح توجد عند 2650 ومن بعده 2600 جنيه للجرام.