قطر: اتفاق للإفراج عن الأسرى يتوقف على قضايا "بسيطة" و"لوجيستية"
أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني امس الأحد ، أن انجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس منذ هجومها على إسرائيل الشهر الماضي، يتوقف على قضايا "بسيطة" و"لوجستية".
وتابع المسؤول القطري في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في العاصمة الدوحة، إن "التحديات المتبقية في المفاوضات بسيطة للغاية مقارنة بالتحديات الأكبر، فهي لوجستية وعملية أكثر".
وأوضح أن المفاوضات حول الاتفاق تشهد "تقلبات بين الحين والآخر في الأسابيع القليلة الماضية". وأضاف "أعتقد أنني الآن أكثر ثقة بأننا قريبون بما يكفي للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يعيد الناس بأمان إلى منازلهم"، دون أن يعطي مهلة زمنية لذلك.
وتقود قطر جهود وساطة للإفراج عن رهائن والتوصّل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم المباغت الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي والذي أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين. واتّخذت حماس في الهجوم 240 اسيرة بينهم أجانب، اقتادتهم إلى داخل غزة، بحسب إسرائيل.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوج في مقابلة مع برنامج (هذا الأسبوع) على شبكة (إيه.بي.سي) امس الأحد إن إسرائيل تأمل في الإفراج عن عدد كبير من الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس "في الأيام المقبلة". وأضاف "آمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة".
وأحد أبرز التعقيدات المرتبطة بالاتفاق تتمثل في عدم قدرة حماس على تحديد مصير أو مواقع كل الأسرى الذين تحتجزهم الحركة أو الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، وسط استمرا تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار فوق القطاع.
كما تشمل الأخرى التوصل إلى صيغة تسمح بالدخول المستمر لما لا يقل عن 150 شاحنة مساعدات إغاثية يوميًا إلى غزة، تشمل الوقود اللازم للمستشفيات
وحماس حركة فلسطينية إسلاموية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى، على أنها "منظمة إرهابية".
وردّا على الهجوم، تشنّ إسرائيل حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، ما تسبّب باستشهاد اكثر من 12 ألفا في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون وبينهم أكثر من خمسة آلاف طفل، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.
ومع تنامي مهوّل لأرقام الضحايا بين الفلسطينيين المدنيين، تواجه إسرائيل انتقادات عنيفة من قبل المنظمات الدولية والأمم المتحدة التي يطالب أمينها العام أنطونيو غوتيريش بوقف فوري لإطلاق النار.
ومن الدوحة شدد جوزيب بوريل من جانبه، على إطلاق سراح الاسري ووقف إطلاق نار بشكل "فوري".
وأضاف مشيرا إلى القصف الإسرائيلي على غزة والأزمة الإنسانية في القطاع، أن "رعبًا معيّنًا لا يبرر رعبًا آخر". وتابع "الألم الذي تسببه لأطفال الآخرين لن يعوض الألم الذي يعاني منه أطفالك، إنما على العكس فإنه سيخلق موجة عنف ستعود مرارًا وتكراراً ما لم يتحقق سلام مستدام".
في حين نفى البيت الأبيض اول أمس السبت معلومات كشفتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين إسرائيل وحماس من شأنه إتاحة الإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بقطاع غزة مقابل وقف القتال لخمسة أيام.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة" لم تسمها أن جميع الأطراف سيوقفون العمليات القتالية لخمسة أيام على الأقل بينما يتم إطلاق سراح بعض الرهائن على دفعات، على أن تكون هناك مراقبة جوية لتوقف القتال.
وتعليقًا على ذلك، قال رئيس الوزراء القطري إن "رؤية تسريبات عن المفاوضات في وسائل الإعلام قبل إبرام الاتفاق، يؤدي إلى نتائج عكسية".
و في الأيام الماضية، يلاحظ الربط من قبل مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين بين إطلاق سراح الرهائن والموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.
بينما يتواجد جوزيب بوريل في الدوحة، تزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين العاصمة الأردنية عمّان، حيث اجتمعت بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فيما ذكر بيان الديوان الملكي الصادر الأحد انّ العاهل الأردني حذّر خلال هذا اللقاء من أنّ "استمرار إسرائيل في حربها البشعة على غزة وانتهاكاتها اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس، سيدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها".
وأكد على "ضرورة التحرك فورا لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى هناك دون انقطاع". كما حذر العاهل الأردني من "تفاقم الوضع الإنساني في القطاع"، داعيا "المجتمع الدولي إلى وقف هذه الكارثة الإنسانية احتراماً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
في المقابل، نقل البيان الأردني عن فون در لاين تأكيدها "ضرورة تحقيق السلام على أساس حلّ الدولتين"، مشددة على رفض "أية محاولات لتهجير الفلسطينيين"، و"أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس". وبحسب البيان، تم التأكيد خلال اللقاء على "إدانة العنف من قبل المستوطنين في الضفة الغربية".
يذكر أن فون دير لاين وصلت إلى عمّان قادمة من مصر، حيث التقت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعربت هناك عن معارضتها "التهجير القسري" للفلسطينيين.
وفي تطورٍ ذي صلة، نقل التلفزيون الصيني (سي.سي.تي.في) الأحد عن وزارة الخارجية قولها إنّ الصين ستناقش مع وزراء خارجية كلٍّ من السعودية والأردن ومصر وإندونيسيا والسلطة الفلسطينية ومنظمة التعاون الإسلامي، يومي الاثنين والثلاثاء، "سبل الترويج لضرورة تهدئة الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين وحماية المدنيين والتوصل لتسوية عادلة للمسألة الفلسطينية".