الفنانة السعودية أمل فلمبان: المشهد التشكيلي العربي بحالة جيدة
قالت الفنانة التشكيلية السعودية أمل فلمبان، إن الكثير من الفنانين العرب وصلوا بأعمالهم التشكيلية إلى العالمية، وإن المشهد التشكيلي العربي "في حالة جيدة لحد ما"، وإنه، وإن اتخذ الفن توجهاً نحو "الحداثة والديجيتال"، فإن الفن التشكيلي سيبقى هو الفن الذي يدوم.
ورأت فلمبان ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية على هامش مشاركتها بإحدى الفعاليات الفنية التي استضافتها مؤخراً مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، أن الفن التشكيلي هو مجال "متذبذب الدخل"، ومن الصعب أن يكون مصدر رزق ثابت لكل فنان، وأنه كما يمر الفنان بفترة يحقق فيها دخلاً جيداً من نتاج ممارسته للفن، فإنه يمر أيضا بفترات ركود.
وحول رؤيتها للمشكلات التي يواجهها الفنان التشكيلي بالعالم العربي، وتقف عائقا أمام تقدمه، قالت فلمبان إن الفنان التشكيلي العربي يعاني في الكثير من البلدان من قلّة الدعم من الجهات المعنية برعاية الفنون، الأمر الذي يؤثر على تمكن الفنان من تحقيق الانتشار والمشاركة في الفعاليات التشكيلية محليا ودوليا.
كما يفتقر العالم العربي للجهات التي تساعد الفنان التشكيلي على تسويق أعماله الفنية، حيث يقوم الفنان بالسعي لتسويق أعماله بشكل فردي عبر التواصل مع وسائل إعلام ومسوّقين، وهذا أمر يمثل عبئا على الفنان، إضافة معاناته من "الشللية"، وتعرضه لسرقة أعماله جراء عدم وجود خبرة في مجال توثيق الأعمال الفنية.
لكنها رأت أن الحركة التشكيلية في وطنها، السعودية، تشهد اليوم رعاية لافتة من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة والهيئات ذات الصلة، مما ساعد في انتشار الثقافة البصرية وثقافة اقناء الأعمال الفنية.
وأوضحت أن "الثقافة والفنون بمعناها الشامل حظيت بموقع محوري في رؤية السعودية 2030، التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وأن الرؤية جاءت معبرة عن طموح الفنانين وكانت بمثابة ترجمة لآمالهم".
وتابعت بالقول إن وزارة الثقافة السعودية نجحت في التأسيس لبيئة فنية إبداعية تُتيح للمواهب ممارسة الفنون البصرية بمختلف جوانبها، من خلال تصميم إطار شامل يضمن خدمة وتمكين المجتمع الفني بوطنها المملكة العربية السعودية .
وحول رؤيتها لمكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، قالت الفنانة أمل فلمبان، إن "المرأة موجودة بقوة في المشهد التشكيلي العربي، واستطاعت أن تُثبت مكانتها بجدارة وأصبحت منافسة للرجل وصار لها بصمة واضحة وتمكنت من امتلاك أدواتها وباتت تشارك في المحافل المحلية والدولية".
واعتبرت أن معاناة الفنانات التشكيليات لا تختلف كثيراً عن معاناة الفنانين التشكيليين من الرجال، وأن المعوقات واحدة.
ورفضت فلمبان قبول قول البعض بوجود فن "ذكوري" وآخر "نسوي"، مؤكدة أن "الفن هو حالة إبداع وتحليق في اللاشعور، مع اختلاف في الطرح والتناول حيث يكون الرجل أكثر جرأة، فيما تكون المرأة أكثر استحياء".
وحول مرحلة البدايات والمدارس الفنية التي تأثرت بها، قالت فلمبان إن بداية كل فنان تكون دائما مع المدرسة الواقعية، ثم تتوالى تجاربه مع معظم المدارس الفنية ثم تتطور تجربته بالممارسة والاستمرارية، وأن ذلك هو ما حدث معها في بداية علاقتها بالفنون التشكيلية إلى أن كوّنت أسلوبها ومدرستها الخاصة بها.
وحول عوالمها الفنية وعلاقتها باللوحة والفرشاة والألوان قالت إن علاقتها بلوحتها وفرشاتها هي علاقة انسجام وتناغم تام، وأنها اثناء العمل تشعر أن هناك حوارا عميقا بينها وبين اللوحة، فتارة يتفقان وتارة يختلفان حتى يصلان معا لمرحلة الرضا وحينها تغمرها السعادة.
وبيّنت فلمبان أنها حين تبدأ في رسم عمل فني جديد، تبدو وكأنها سائح يدخل في مدينة حالمة يريد أن يتغلغل بداخلها ليكتشف أجمل الأماكن، وأنها كلما تعمقت في مدينتها الحالمة وألوانها، كلما زاد شغفها باكتشافات جديدة حتى تصل إلى نهاية العمل، ولحظتها تشعر بأنها تغادر مدينتها الحالمة.
وحول موضوعات أعمالها الفنية، قالت إن مدينتها العريقة "جدة" تمثل الموضوع الأهم في أعمالها، وخاصة منطقة الحجاز التي تترجم جمالياتها اللون وتختزل التفاصيل لتنقل جماليات روح المكان للمتلقي داخل وطنها المملكة العربية السعودية وخارجه.
وأضافت أن "الرجل هو عضد المرأة، وبلا شك فهو حاضر في أعمالها لكن بشكل رمزي، لافتة إلى أن نصيب المرأة في أعمالها أكثر من الرجل وإن لم يكن في أعمالها تشخيص للمرأة بشكل كبير حيث تجسدها في مكانتها الاجتماعية او تترجم إحساسها ووجودها".
يّذكر أن فلمبان درست الفنون الإسلامية، وحازت عضوية العديد من الهيئات الفنية والثقافية مثل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة، الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بالرياض، ونالت العديد من التكريمات والجوائز، كما شاركت في عشرات المعارض والملتقيات الفنية المحلية والعربية والدولية آخرها ملتقى الأقصر الدولي للتصوير في نسخته السادسة عشرة 2023.