السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بي

سجال بين بايدن وبنيامين نتنياهو حول الحرب فى غزة .. وخبراء الأمريكى يخشى من تراجع الشعبية والحزب الديمقراطي مهدد بفقد رئاسة البيت الأبيض

السبت 16/ديسمبر/2023 - 03:56 م
بنيامين نتنياهو مع
بنيامين نتنياهو مع جو بايدن

حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من فقدان إسرائيل  الدعم العالمي بسبب "قصفها العشوائي" لغزة ، مطالبا بوقف الحرب التى بدأت فى السابع من شهر أكتوبر الماضى .

وتمثل تصريحات بايدن، التي أدلى بها خلال فعالية انتخابية لمانحين ديمقراطيين لجمع التبرعات، أقوى انتقاد يوجهه بشكل علني للحكومة الإسرائيلية منذ انطلاق حرب غزة .

 

قال بايدن إن نتنياهو يجب عليه "تغيير حكومته المتشددة"

 

على الجانب الأخر تعهد نتنياهو بمواصلة الحرب في غزة "حتى النصر والقضاء على حماس"، كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن حرب غزة ستتواصل "بوجود الدعم الدولي أو بدونه".

 

"ضغوط رسمية وشعبية"

 

أثارت طريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع الحرب في غزة حفيظة بعض المسؤولين في إدارته، فبعد أيام قليلة من بدء الحرب، تقدم المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية جوش بول استقالته من منصبه.

 

وخلال الشهر الماضي، شارك الآلاف في مظاهرة في العاصمة الأمريكية واشنطن للمطالبة بوقف الحرب على غزة، منددين بسياسات الإدارة الأمريكية الداعمة لإسرائيل.

وقال  الكاتب السياسي والعضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي أحمد محارم لصحيفة واشنطن بوست   إن "الضغط الشعبي والرسمي المتزايد يضع الولايات المتحدة في موقف حرج يحتم عليها أن تعيد حساباتها".

معضلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية

أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، قبل أيام، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتقدم على الرئيس الحالي جو بايدن، بعد أن حصل ترامب على نسبة تأييد بلغت 47 في المئة، مقابل 43 في المئة لبايدن.

واعتبر خبراء عسكريون اسرائيليون  أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة 2024، تعد أحد الأسباب وراء تصريحات بايدن الذي أدرك أنه فقد الكثير من شعبيته ، مؤكدين أن "الحزب الديمقراطي بأكمله، وليس بايدن وحده، بات يشعر بقلق تجاه فرص مرشحيه ممن سيخوضون الانتخابات المقبلة لمجلسي النواب والشيوخ"..

وتعهد زعماء أمريكيون مسلمون في ست ولايات بحشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، بسبب دعمه للحرب في غزة. ورغم أن الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين لا يشكلون سوى نسبة قليلة من مجموع الناخبين، فإن هذه النسبة قد تكون كافية في الولايات المتأرجحة لإسقاط بايدن.

 الولايات المتحدة فقدت مركزها الأخلاقي

بعد دخول الحرب يومها ال71، والتدهور الشديد للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، كشف الرئيس الأمريكي عن وجود مخاوف حقيقية من أن تفقد بلاده "مركزها الأخلاقي العالمي"، بسبب دعمها لإسرائيل.

ومنذ أسابيع، تحث الإدارة الأمريكية إسرائيل على "تجنب استهداف المدنيين". وقبل أيام، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن هناك "فجوة" بين تعهدات السلطات الإسرائيلية بتجنب استهداف المدنيين في غزة، والواقع على الأرض.

 

وقال الباحث السياسي إيهاب عباس لصحيفة الأيام الفلسطينية  إن "إدارة بايدن بالفعل أفقدت الولايات المتحدة مركزها الأخلاقي، عندما استخدمت حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ولاحقا صوتت ضد قرارالجمعية العامة للأمم المتحدة".

 

ومن وجهة نظر أحمد محارم، العضو في الحزب الديمقراطي، فإن "مواقف الولايات المتحدة تبدو وكأنها تقف ضد العالم، ومع تزايد انتقادات المنظمات الدولية والإنسانية، كان لزاما أن تتغير لهجة الخطاب الأمريكي".

 

وفي يوم الأربعاء، صوّت أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحظي القرار غير الملزم بتأييد 153 عضوا، من أصل 193، وكانت الولايات المتحدة من بين عشرة أعضاء صوتوا ضد القرار.

 

 تحولا في الموقف الأمريكي

منذ اللحظة الأولى للحرب في غزة، أعلن بايدن دعمه الثابت والمطلق لإسرائيل  على جميع المستويات: السياسية، والعسكرية، والأمنية، واللوجيستية، لكن انتقاداته المباشرة قبل أيام للحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى منذ بدء الحرب، أعادت الحديث عن خلافاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأقرّ نتنياهو بوجود "خلاف" مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة.

وقال إيهاب عباس إن تصريحات بايدن "لا تعني أننا أمام تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل؛ فالولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل، وستبقى ملتزمة بالحفاظ على أمنها القومي، بغض النظرعن من يعتلي سدة الحكم في الولايات المتحدة أو إسرائيل".

ويرى عباس أن واشنطن تريد من خلال تصريحات بايدن "أن تبعث للعالم رسائل مفادها أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على إسرائيل، لكن الأخيرة ترفض ذلك الضغط".

ويضيف عباس أن "الخلافات الحالية بين الجانبين تتعلق بالأساليب والتكتيكات العسكرية المستخدمة في الحرب، بينما ينسجمان بالمواقف الاستراتيجية، والأهداف المتعلقة بالقضاء على حماس وتحقيق النصر".

مخاوف من اتساع رقعة الحرب

لم تتردد إدارة الرئيس جو بايدن في تقديم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، إذ خصصت 14.3 مليار دولار كمساعدات، وأرسلت أكثر من 200 طائرة محملة بالعتاد والسلاح، إضافة إلى استخدامها صلاحيات الطوارئ للسماح ببيع نحو 14 ألف قذيفة دبابات لإسرائيل من دون مراجعة الكونجرس.

وقال  العضو في الحزب الديمقراطي أحمد محارم لواشنطن بوست إن أمورا مثل "طول أمد الحرب، وتداعياتها الكارثية على المدنيين، وحجم الدعم الكبير من الولايات المتحدة لإسرائيل دون تحقيق أي أهداف من هذه الحرب، جعلت إدارة بايدن تدرك أن نتنياهو يستغلها لتحقيق مصالحه الشخصية والتهرب من المساءلة القانونية".

 

ويرى محارم أنه كان من الواضح أن الولايات المتحدة "لا تريد" لهذه الحرب أن تتسع، مذكرا بتصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع مع إيران".

مستقبل حل الدولتين

يحظى حل الدولتين بدعم أطراف كثيرة في المجتمع الدولي، وترى هذه الأطراف أن هذا الحل من شأنه أن ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في غزة والضفة الغربية إلى جانب إسرائيل.

 

وانتقد الرئيس الأمريكي في تصريحاته حكومة نتنياهو لمعارضتها حل الدولتين مع الفلسطينيين، وقال إنه يتعين على نتنياهو تغير الحكومة "الأكثر تشددا".

 

ويقول: "إذا قررت الدولة الإسرائيلية أن تنجر خلف تصريحات وزرائها المتطرفين، فلن تحقق الأمن ولا السلام".

 

ويعتقد  أن "الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد انتهاء هذه الحرب الطاحنة سيكونان مهيئَين لإجراء محادثات سلام".

 

ويقول إن "حل الدولتين لا يزال قائما، وإنه الحل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر".