انهيار مبنى ملغم بقذيفة فلسطينية.. الاحتلال يكشف تفاصيل مقتل 24 جندياً بغزة
كشفت تقديرات عبرية أولية اليوم الثلاثاء أن الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا الاثنين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، لقوا حتفهم إثر "انفجار هائل" نجم عن قذيفة فلسطينية أصابت مبنىً ملغماً، في حادثة وصفتها هيئة البثّ العبرية بأنها "كارثة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء مقتل 24 جندياً من الاحتياط في معركة بمخيم المغازي وسط القطاع في أثناء تفجير جنود إسرائيليين مباني فلسطينية لإنشاء "منطقة عازلة" قرب السياج الحدودي بغزة، في واقعة وصفها الإعلام العبري بأنها "الأكثر دموية" منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
انفجار ضخم
قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "مبنيَين انهارا على جنود الجيش الإسرائيلي قرب السياج الحدودي وسط قطاع غزة، نتيجة لإطلاق "المسلحين" قذائف مضادة للدبابات، مما أدى إلى تفجير المتفجرات التي استخدمها الجنود لتدمير المباني".
وكشف المصدر العبري أن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش خلص إلى أن إطلاق المقاتلين الفلسطينيين النار على المبنى فعّل الألغام وسبّب انفجاراً ضخماً أطاح بالمبنى.
وتابعت بأن الجنود الإسرائيليين كانوا يفخخون 10 منازل بالألغام وأنه "قرب نهاية العملية عند الساعة 16:00 أطلق مقاتلون قذائف RPG على منزلين متصلين كان فيهما الجنود قرب الألغام"، مضيفة أنه في الوقت نفسه "أُطلقَت قذيفة أخرى على دبابة كانت تقف قرب المكان لتأمين الجنود".
واستغرق إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض وقتاً طويلاً بسبب الانهيار وفقاً للهيئة الإسرائيلية التي أكدت إرسال وحدات خاصة إلى المكان لإتمام مهمة الانتشال.
ومن المقرر أن يعين الجيش الإسرائيلي فريق تحقيق خاصّاً لفحص ملابسات الحادثة لمنع تكرارها، حسب الهيئة.
صاروخ وقذيفة
من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التحقيق الأولي يفيد بأن "الانفجار وقع عندما كانت قوة مشتركة من قوات المشاة والمدرعات والهندسة، تعمل على إعداد منطقة آمنة وسط قطاع غزة قبل نهاية الحرب".
وقالت: "وقعت الحادثة المأساوية فيما كانت مجموعة مبانٍ مخصصة للهدم على بعد نحو 600 متر من السياج الحدودي في جانب غزة، مملوءة بمتفجرات في محاولة لإنشاء منطقة عازلة خالية من أي مبانٍ أو أشخاص يمكن أن يشكّلوا تهديداً".
وأضافت: "في نحو الساعة الرابعة بعد الظهر أطلق مسلح واحد على الأقل، خرج من نفق لم يُكتشَف، صاروخاً مضادّاً للدبابات على دبابة كانت تؤمّن العملية، مما أدى إلى مقتل جنديين في الدبابة وإصابة اثنين آخرَين".
وتابعت: "في هذه الأثناء أُطلقَت خلية قذيفة RPG تجاه مجمع من منزلين متجاورين فيهما عشرات الجنود في إطار العملية".
وأوضحت أن التقديرات الأولية تشير إلى أن القذيفة المضادة للدبابات فعّلَت عدة متفجرات زرعتها القوة الإسرائيلية داخل المبنى، "مما أدى إلى انهيار المجمع المزدوج بالكامل بسبب الانفجار الهائل".
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي "يعمل بمنهجية بهدم المباني الفلسطينية التي تتيح قدرات المراقبة وإطلاق النار تجاه إسرائيل".
وارتفع عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 221، وفق الهيئة العبرية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفَت حتى صباح الثلاثاء 25 ألفاً و490 شهيداً و63 ألفاً و354 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب الأمم المتحدة.