ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم على مطار عدن اليمني إلى 26 قتيلا
ارتفعت حصيلة الانفجارين اللذبن وقعا في مطار عدن الأربعاء لدى مغادرة أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة طائرة أقلتهم للعاصمة الموقتة للسلطة المعترف بها دوليا، الى 26 قتيلا وأصابة العشرات بجروح .
واتّهم وزراء المتمردين المدعومين من إيران
بالوقوف خلف الهجوم الدامي في البلد الغارق بالحرب منذ أكثر من ست سنوات، بينما
فضّل مسؤولون آخرون التريث قبل توجيه أصابع الاتهام للحوثيين الذين لم يعلّقوا على
الحادثة.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس إن هناك "26
قتيلا على الأقل" في الهجوم الذي استهدف المطار بينما أصيب أكثر من 50 شخصا
بجروح. وأوضح مصدر طبي آخر أن من بين القتلى مدنيين ورجال أمن بينما لم يصب أي من
أعضاء الحكومة بأذى.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر
مقتل أحد موظفيها وفقدان موظفين آخرين كانوا "يمرون عبر المطار مع مدنيين
آخرين".
وهز انفجاران على الأقل مبنى المطار وتصاعد
الدخان بكثافة بينما كان وزراء الحكومة الجديدة يغادرون طائرة الخطوط اليمنية على
مدرج المطار في المدينة الجنوبية الساحلية، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس، وسُمعت
كذلك أصوات إطلاق نار في منطقة الهجوم. وتناثر زجاج المبنى على الأرض بينما بدت
الأضرار المادية كبيرة في داخله.
وظهر في تسجيل لمصور فرانس برس ما يبدو أنه صاروخ
يضرب المبنى بالقرب من ساحة المطار الذي كان مليئا بالحشود قبل لحظات من إصابته، وقال
مصدر أمني لفرانس برس إنّ "انفجارين على الأقل وقعا في المطار".
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين
الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم
من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست
سنوات من بينها العاصمة صنعاء.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي
للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة،
تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وتتهم
الحكومة بالفساد وتخوض معارك معها.
وعملت السعودية منذ أكثر من عام على تشكيل
الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من
السيطرة على مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن المجاور للمملكة.
ووصلت الحكومة الجديدة إلى عدن بعد أيام من
أدائها اليمين أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي في السعودية حيث يقيم منذ سنوات.
وتضم الحكومة الجديدة المؤلفة من 24 وزيرا إلى
جانب رئيسها معين عبد الملك، وزراء موالين للرئيس وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي
الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى.
وأكد عبد الملك في خطاب له أن "هذا الهجوم
الغادر والجبان والإرهابي يضع الحكومة في قلب مسؤولياتها وهي مهمة إنهاء
الانقلاب"، بينما قال هادي إن "الأعمال الإرهابية التي تفتعلها ميليشيات
الحوثي المدعومة إيرانياً والجماعات الإرهابية المتطرفة لن تثني الحكومة الشرعية
عن ممارسة مهامها من العاصمة الموقتة عدن"، من دون أن يتّهما المتمردين بشن
الهجوم.
لكن وزير الإعلام معمر الإرياني ووزير الخارجية
أحمد بن مبارك وجّها أصابع الاتهام للمتمردين الذين سبق أن شنوا هجمات مماثلة ضد
أهداف حكومية، وأوضح الإرياني في تغريدة "نؤكد أن الهجوم الإرهابي الجبان
الذي نفذته ميليشيا الحوثي المدعومة من ايران على مطار عدن لن يثنينا عن القيام
بواجبنا"، بدوره كتب بن مبارك "وفقا لكل المعطيات المتوافرة للحكومة
فإن استهداف الحكومة اليوم في مطار عدن هو فعل اجرامي وارهابي حوثي يجب ادانته
بلغة واضحة".
بالمقابل، اعتبر المتحدث باسم الحكومة راجح بادي
في تصريحات لفرانس برس أنه "من السابق لاوانه توجيه الاتهام لأي جهة"، وأضاف أن "الهجوم عمل
إرهابي مخطط له كان يستهدف قتل حكومة بكامل أعضائها"، مطالبا "بتشكيل
لجنة تحقيق دولية".
ومساء الأربعاء، وقع انفجار آخر في محيط القصر
الرئاسي في عدن حيث تتخذ الحكومة مقرها، بحسب ما أعلن مصدر أمني، مشيرا إلى أنه لم
يقع أي ضحايا.
وذكر التحالف بقيادة السعودية في بيان أنه جرى
"تدمير وإسقاط طائرة مسيرة حوثية حاولت استهداف قصر المعاشيق".
ومن المفترض أن تعمل الحكومة على إنهاء الخلافات
في معسكر السلطة والتفرغ لمواجهة الحوثيين في حرب وضعت أفقر دول شبه الجزيرة
العربية على حافة المجاعة وتسبّبت بمقتل آلاف ونزوح ملايين وبأسوأ أزمة إنسانية في
العالم وفقا للامم المتحدة.
وتعليقا على الهجوم، قال مبعوث الأمم المتحدة
مارتن غريفيث إن الهجوم "تذكير مأسوي بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق
السلام"، بينما دان السفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون "محاولة
لإحداث مذابح وفوضى".
وأكّد السفير السعودي محمد آل جابر في تغريدة أن
"استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها الى مطار عدن عمل إرهابي جبان يستهدف كل
الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية".
من جهتها اعتبرت الإمارات العضو في التحالف
العسكري والتي تعتبر الداعم الأكبر للمجلس الانتقالي أن "محاولات استهداف
اتفاق الرياض عبر استهداف الحكومة اليمنية الجديدة ما هو الا مشروع شرير يسعى الي
تقويض فرص الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة".
وتشكلت الحكومة الجديدة هذا الشهر بينما تبحث
إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب تصنيف الحوثيين "منظمة
إرهابية"، كما أبصرت الحكومة النور قبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي
المنتخب جو بايدن السلطة، علما أنه كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة تقييم
علاقة بلاده مع السعودية على خلفية قضايا تتعلق بحقوق الانسان والحرب في اليمن.