أويل برايس: ارتفاع صادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى أوروبا يثير مخاوف صناعة الألومنيوم
طرح تحليل (Metal Miner) تساؤلًا مفاده هل ستفيد السيارات الكهربائية صناعة الألومنيوم في أوروبا أو تهددها؟ ، وللإجابة عن هذا التساؤل أوضح أن متوسط استهلاك السيارة الكهربائية الأوروبية للألومنيوم يبلغ نحو 283 كجم في عام 2022 مقارنة بـ 169 كجم للمركبات التي تعمل بالوقود ICE. وذلك بحسب دراسة أجرتها شركة الألومنيوم الأوروبية، ونشرتها صحيفة فايننشال تايمز.
و أوضح موقع " أويل برايس" الأمريكي إنه رغم افتراض أن استهلاك السيارة الواحدة لما يقرب من ضعف محتوى الألومنيوم يمثل فرصة رائعة لمنتجي الألمنيوم في المنطقة، لكن هناك ديناميكية أخرى سريعة التطور تفسر سبب استمرار القلق في الصناعة بشأن ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية.
ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، صدرت الصين سيارات كهربائية بقيمة 13.1 مليار دولار إلى أوروبا في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023. مقارنة بـ 15.4 مليار دولار في عام 2022 بأكمله، وهو يمثل زيادة بنسبة 46٪ غالبية هذه المركبات هي نسخ صينية الصنع من علامات تجارية غربية مثل تسلا.
ومع ذلك، فإن المبيعات الأوروبية للسيارات الكهربائية التي تنتمي إلى علامات تجارية مألوفة مثل MG (المملوكة للصين الآن) زادت أيضًا عامًا بعد عام. والآن، بدأت شركة صينية كبرى أخرى للسيارات، وهي شركة BYD، في الإعلان بقوة عن موديلاتها الخاصة في الأسواق الأوروبية.
وتنتج الصين حاليًا أكثر من نصف السيارات الكهربائية العاملة، علاوة على ذلك، يشير بنك ING إلى أن بكين تجاوزت بالفعل هدفها لعام 2025 وهو 20٪ لمبيعات سيارات الطاقة الجديدة (NEV). ونقل البنك عن بيانات الجمعية الصينية لمصنعي السيارات (CAAM)، قائلًا إن مبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين وصلت رسميًا إلى رقم قياسي جديد في أكتوبر عند 956 ألف وحدة.
وقد تجاوز هذا الرقم القياسي السابق المسجل في سبتمبر 2023 والذي بلغ 904.000 وحدات ويمثل زيادة بنسبة 34٪ عن 714.000 وحدة تم بيعها في الفترة نفسها من عام 2022.
وليس من المستغرب أن بعض منتجي الألومنيوم يدعمون بنشاط خطط الاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق لمكافحة الدعم في أسعار السيارات الكهربائية الصينية. علاوة على ذلك، يشير الكثيرون إلى أنها تمثل منافسة غير عادلة مع مخاطر جدية لإغراق السوق؛ حيث تُنشئ الصين مصانع بطاريات تتجاوز بكثير المستويات المطلوبة لتلبية الطلب المحلي.
ويتم دعم هذه المصانع بشكل علني من الإعانات الإقليمية والإقراض للشركات المصنعة التي ترغب في توجيه العرض الزائد إلى الأسواق الخارجية.
وفي هذا الإطار، يوصف وضع صناعة الألمنيوم الأوروبية، بأنه في "وضع الأزمة". حيث أدى الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة؛ بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا إلى جعل شركات الألمنيوم تكافح لتغطية التكاليف؛ حيث أفاد عدد كبير من المنتجين بأنهم يتعاملون مع التوقعات السلبية، والعمل لوقت قصير، وتخفيضات الطاقة الإنتاجية، وفقدان الوظائف. وفي بعض الحالات، قام المنتجون بنقل أعمالهم إلى الخارج.
وعلى الرغم من إغلاق المصاهر الأوروبية، لا تزال سوق الألومنيوم تشهد فائضًا، في حين ظلت بورصة لندن للمعادن في حالة ركود معظم عام 2023. ووفقًا لـ"آي إن جي"، بينما ساعد القطاع الأخضر - وخاصة السيارات الكهربائية - على دعم سوق شنغهاي، التي تواصل التداول بعلاوة.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت واردات الصين من الألومنيوم الخام ومنتجاتها خلال عام 2023، ومعظمها من المعدن الروسي الرخيص الذي لا تستطيع شركة روسال بيعه في أي مكان آخر. ومع ذلك، فإن القدرة المحلية الصينية لا تزال تعمل عند الحد الذي فرضته بكين وهو 45 مليون طن، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي إنتاج الألومنيوم الأولي في جميع أنحاء العالم.
وقد فرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات لمكافحة الإغراق على مجموعة من منتجات الألومنيوم الصينية شبه المصنعة. ومع ذلك، فإن كل هذا في الواقع هو حرمان شركات السيارات الأوروبية المحلية من المواد الرخيصة، مما يزيد من صعوبة التنافس ضد الواردات منخفضة التكلفة من المنتجات النهائ