معرض الكتاب يناقش "الدين والدنيا فى علم الكلام"
استضافت القاعة الرئيسية في ثالث أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهره الدولي للكتاب، المفكر العراقي الدكتور عبد الجبار الرفاعى فى ندوة بعنوان "الدنيوى والديني فى ضوء علم الكلام الجديد"، وأجرى الحوار الدكتور أحمد سالم.
فى بداية حديثه وجه الدكتور عبد الجبار الرفاعى الشكر لمصر قائلًا: " أحب أن أشكر مصر هذا البلد المهم فى المحيط العربى والإقليمي والعالمي، وشكرا للبلد الذى لها فضل عليا وعلى كل مثقفي العرب من جيلى فأنا تتلمذت على يد كبار مثقفيها بداية من الشيخ حسن العطار إلى رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وعلى عبد الرازق وأمين الخولى وطه حسين ونجيب محفوظ وفؤاد زكريا وعبد الرحمن بدوى ومحمد مصطفى المراغي.. إلخ".
وأضاف إن "مصر بلد مهم وأنا أوصى أبنائى من الجيل الجديد ألا ينساقوا وراء شعارات متطرفة تهدم بلادهم، فأنا أرى الضوء فى أعين الجيل الجديد ، كما أوصيهم بإصلاح البلد من الداخل لأننى أرى أحوال البلاد الأخرى كيف صارت أوضاعهم سيئة مثل بلادى وسوريا وفلسطين وليبيا والسودان ".
وتابع: "إن مصر تتمتع بالتراكم الثقافى الذى لا يوجد مثيل له فى البلدان الأخرى ، فمؤسسة الأهرام وحدها تصدر الكثير من الصحف والدوريات والمجلات ، فيجب الحفاظ على ذلك التراكم الثقافى الكبير ".
وبحديثه عن "الدين والدنيا"، أشار إلى مشكلة الإسلام أو الأديان عموما فى الخلط بينها وبين الدنيا، وأكد أنها مشكلة محورية فى الفكر الدينى.
وأشار إلى أن الاسلام السياسي فى العصر الحديث انطلق من مصر إلى البلدان الأخرى بأسماء مختلفة، وكذلك انطلق من الإسلام الهندى ولكنه كان مستقلا عن دعوة مصر.
وأوضح أن فكر الإسلام السياسي توسع وتشعب حتى تمثل فى صورته المتوحشة على يد داعش، وتتمركز معركته على هوية الدولة والسلطة وتحويلها إلى دينية، ولكن الحكومة والدولة هى مقولة وضعية وليست دينية، هذا النظام السياسي تطور بفعل العقل البشرى منذ آلاف السنين، فالإنسان من خلال الخبرات المتراكمة استطاع أن يطور فلسفة سياسية وبرامج ونظم سياسية، مشيرا إلى أن الدولة كائن بشرى اجتماعى وليس إلهى، في حين أن الإسلام السياسي يصر أن هويته دينية.
وأضاف: "تجلت القصة في إسلامية المعرفة، وهذه الفكرة موجودة فى ماليزيا وإيران.. وغيرها من الدول بأسماء مختلفة، وهى محاولة أسلمة كل مناحى الحياة من العلم والمعرفة والثقافة والفنون والآداب، والعمل على وجود هوية إسلامية فى العلم لتصير فيزياء اسلامية وكيمياء إسلامية وجغرافيا إسلامية...وغيره، ولكن المعرفة كونية لا تعرف الحدود".
ولفت إلى أن تجديد الفكر الدينى يقوم على إعادة بناء التعريفات، لذا علينا تحديد مفهوم الدين والإسلام والشريعة والنبوة والوحى، فالمدلول اللغوى أساسى، لذا يجب أن نضع الدين فى حدوده والدنيا فى مقامها، ويأتى تعريف الإنسان أولا ثم نعرف الدين والنبوة والوحى والشريعة فهذا هو أساس تجديد الفكر الدينى.
وحدد مفهوم الإنسان، قائلا إنه كائن عاقل عاطفى أخلاقى دينى تاريخي، كائن متفرد يختلف بالعقل والمخيلة والعواطف وتذوق الفن والاستمتاع بالجمال ووعى الموت والحاجة إلى الدين، فهو الكائن الوحيد الذى لا يكتفى بوجوده الخاص.