السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

عايدة عبد العزيز التي تفوقت على عادل إمام

السبت 03/فبراير/2024 - 07:17 م

هناك الكثير من النجمات في تاريخ فن التمثيل سواء في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة ولكن ليس هناك الكثير من الممثلات القادرات أن يبهرن الجميع بالأداء الأسطوري والآخاذ في كل الأدوار وعلي مختلف المجالات الفنية من هؤلاء القليلات الفنانة الكبيرة عايدة عبدالعزيز التي فقدانها منذ أيام قلائل .

 

سيرة عايدة عبد العزيز 

ولكن من هي تلك الفنانة التي قيل عنها وحش التمثيل و قيل عنها الممثلة الحديدية حتي أن جميع الأسماء الكبيرة التي وقفوا أمامها كانوا على دراية وعلم بأنهم أمام ممثلة من نوع خاص وفريد وتستطيع أن تبتلع أي نجم أو نجمه مهما كان.


عايدة محمد عبد العزيز عبد الرحمن مواليد محافظة المنوفية 27 أكتوبر عام 1936، تخرجت من مدرسة المعلمات وعملت فترة من الوقت مدرسة بنات وإنتدبتها ناظرة المدرسة لتأخذ كورس تمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية لتشرف علي المسرح المدرسي فأحبت الفن وألتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتركت المدرسة و التدريس.


عندما علمت أمها بأنها ستصبح ممثلة هددتها بالقتل إن لم تعدل عن ذلك فما كان منها إلا أن تتزوج الشاب الذي أحبته ونشأت بينهما علاقة حميمية الفنان المخرج أحمد عبد الحليم مما هدأ من روع أمها بعض الشئ.

 

 

بدأت عايدة في المسرح الغنائي ثم انتقلت في عدة فرق مسرحية، ثم انتقلت مع زوجها إلي لندن لإستكمال دراسته العليا في التمثيل هناك وعادت معه في آواخر الستينات.

 

وإستأنفت نشاطها المسرحي في مسرح الدولة فقدمت مسرحيات عديدة أهمها "المهاجر، ملك يبحث عن وظيفة، دائرة الطباشير، طائر البحر، الست هدي" .

 

ولكن لم تأخذ شهرتها إلا في السينما رغم قلة أدوارها السينمائية لكنها كانت أدوار منتقاه بعناية فائقة جعلت الجمهور يعرفها ويجعلها في صفوف النجمات الكبيرات من أهم هذه الافلام "فجر الإسلام، من عظماء الاسلام، علي ورق سوليفان، إمرأة عاشقة، رغبات ممنوعة، يوميات نائب في الأرياف، شوق ورحلة داخل إمراة، عفاريت الأسفلت، بحب السيما، سكة سفر، سوبر ماركت، شهد الملكة، شارع السد، كشف المستور" 

 

ويعد من أهم وأشهر أدوراها علي الاطلاق في حياتها الفنية دورها في فيلم (خرج و لم يعد) مع فريد شوقي ويحيي الفخراني هذا الفيلم الذي يعد أحد علامات السينما المصرية وأشهر فيلم ملئ بالطعام في تاريخ السينما المصرية كما صنفه النقاد حتي أن كثير من الجمهور اعترض علي عرض هذا الفيلم في نهار شهر رمضان المبارك من كثرة وجود مشاهد الطعام وتناول أبطال الفيلم الطعام بشكل طبيعي.


والفيلم الثاني دورها المؤثر في فيلم (النمر والأنثي) مع عادل إمام في دور"عدالات" هذا الدور الذي أصبح أيقونة المزاج العالي بكل مفراداته فنجان القهوة ونظرات عينيها لعادل إمام حتي أن هذا الدور أصبح مساوياً  لدور الزعيم عادل إمام نفسه في أحداث الفيلم وهذا لم يحدث في أي فيلم للزعيم عادل إمام خاصةً وأن عايدة عبد العزيز لم تكن بطلة الفيلم البطلة كانت النجمة آثار الحكيم إلا أن دور عايدة عبد العزيز قامت به ببراعة جعلت كل من شاهد الفيلم منذ إنتاجه 1987 وحتي الآن يتحدث عن عدالات و قهوة عدالات والمدهش أنه أخيراً قامت إحدى شركات البن لعمل بن جديد وتم تسميته بـ عدالات نظراً لشهرة هذا الدور خاصةً علي صفحات السيوسشال ميديا.

 

 

لمعت في التليفزيون وكانت أكثر تواجداً في التليفزيون عن السينما فقدمت مسلسلات تعد هي الأهم في تاريخ الشاشة الصغيرة منها "الحلوة وبرديس وزينب والعرش ورحلة المليون والوعد الحق ووكسبنا القضية ونهاية العالم ليست غداً" . 


إلي جانب أدوارها التاريخية والدينية الهامة في أكثر من نصف إنتاج التليفزيون المصري في هذه الأعمال الدرامية الخالدة، حيث يعد أهم أدوراها علي الشاشة الصغيرة دورها في مسلسل (ضمير أبلة حكمت) مع فاتن حمامة فكان هناك مشهداً بينها وبين فاتن حمامة وهي تهاجمها بشدة وكان مشهداً صعبا فوقفت تصرخ في وجهها قبل التصوير حتي تندمج وهي تقول لها "أنتي ولا حاجة" حتي أدهشت  فاتن حمامة  لدرجة جعلت فاتن حمامه تعيد المشهد مرة أخرى لأنها تفاجئت بأداء مبهر جعلها تنسي أنها تشترك معها في هذا المشهد.

 

 

أيضاً دورها المحوري في فيلم (كشف المستور) الذي لا يتعدي ثلاثة مشاهد ولكنه كان دور بمثابة ناقوس خطر لما سوف يحدث وكان من أهم أدوار الفيلم علي الإطلاق دور "الشيخة وفاء" للكاتب الكبير وحيد حامد، حيث تعد أدوار عايدة عبد العزيز أدوار هامة و مؤثرة سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح  أو الإذاعة  وتنوعت أدوارها ما بين الخير والشر والكوميديا والمليودراما حتي أنها تفوقت في كل هذه الأدوار ولم تكن سجينة الدور الواحد.

 

أنجبت عايدة عبد العزيز من زوجها المخرج المسرحي الكبير أحمد عبد الحليم ولد يعيش في أمريكا وبنت تعيش في إيطاليا، وبعد وفاة زوجها عاد أبنها الوحيد ليعيش معها خاصةً بعد أن تألمت كثيراً بوفاة رفيق رحلة عمرها زوجها الحبيب أحمد عبد الحليم التي قالت عنه بعد وفاته في أكتوبر 2013 "أنا أعيش الآن في انتظار الموت منذ رحل زوجي الحبيب فلا طعم ولا معني للحياة بدونه"، ثم إختفت عن الأنظار تماماً خاصةً في السنوات الأخيرة قبل مرضها الأخير الذي أقعدها عدة سنوات ثم رحلت عن دنيانا في هدوء في 3 فبراير 2022 تاركة لنا إرث فني متميز وله بصمة خاصة بإسم عايدة عبد العزيز .