السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"وتأكلون ثروات كل الأمم".. على خطى نبوءة سفر إشعياء جنود الاحتلال يسرقون ممتلكات الفلسطنيين

الأربعاء 28/فبراير/2024 - 02:15 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في ظل المجاعة والشعور بالجوع الذي يفتك بالفلسطنيين و الطرد من بيوتهم الذي جعلهم ينزحوا من شمال غزة إلى جنوبها بسبب القصف الاسرائيلي وتدمير المنازل والبنية التحتية.

 نشرت مجلة 972 الإسرائيلية تقريرا  حول النهب والاستيلاء على ممتلكات الشعب الفلسطيني من قبل جنود الاحتلال  منذ بدء الغزو البري على غزة، حيث ظل الجنود الاسرائيلون، يستولوا على كل ما تقع أيديهم عليه من  الممتلكات التي بقيت في منازل الفلسطنيين الذين أجبروا على الفرار أثناء القصف الاسرائيلي .

ويوضح التقرير الاسرائيلي أن هذه الظاهرة ليست سرا ، فقد تم الإبلاغ عنها ولكن لا جدوى  حتى الاعلام الاسرائيلي لم يعلق أو ينتقد ذلك ، حتى أن الحاخامات من الحركة الصهيونية الدينية يجيبون على اسئلة الجنود حول ما يجوز نهبه وفقا للقانون اليهودي.

وقد صرح جندي اسرائيلي للمجلة الاسرائيلية  أنهم يأخذون  "تذكارا" لهم من ممتلكات الفلسطنيين حتى أنه أعترف بنفسه بأنه أخذ هو نفسه تذكارا له من أحد المراكز الطبية التي احتلها الجيش، وآخر اعترف أن الجنود أخذت السجاد والبطانيات وأدوات المطبخ .

وأشار أحد الجنود إلى أن عملية النهب لم تكن سرا ، وفي الواقع كان بعض كبار القادة يفعلون ذلك أيضا وقال : " قام رقيب السرية بتوزيع الكتب القرآنية التي وجدها وأهداها لمن يريد" وجندي آخر أخذ مجموعة من فناجين القهوة وصينية تقديم و وعاء وسبحة صلاة ومجوهرات وخواتم ، ويصف التقرير أن الجنود شعروا وكأنهم "أسياد الأرض" يأخذوا كل ما تشتهي نفوسهم حتى خرائط من كتب الأطفال المدؤرسية لتوضيح كيفية تعليمهم في المدارس.

وقد صدر بيان هذا الأسبوع حث فيه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي ليفي على عدم أخذ أي شئ من ممتلكات الفلسطنيين لكن هذا البيان يأتي بعد أشهر أصبحت فيه عمليات النهب والسرقة روتينا يوميا.

وقد أصبحت هذه الظاهرة طبيعية إلى حد كبير، حتى أنه في مقطع حديث على قناة "كان" العامة للإذاعة الإسرائيلية، قدم الجنود للمراسل أوري ليفي مرآة أحضروها معهم من غزة. "من أنقاض خان يونس، على الطريقة الغزية الكلاسيكية"، مازح ليفي، دون أن يسأل الجنود أين وجدوا المرآة أو لماذا سرقوها. 

في مقال له على موقع يديعوت أحرنوت، نقل ناحوم برنيع عن جندي قوله إنه رأى سرقة “الهواتف والمكانس الكهربائية والدراجات النارية والدراجات”.

و قدم الحاخام شموئيل إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد الشمالية، وجهة نظر حول هذه القضية موضحا أنه نظرا لأن “العرب في غزة لا يلتزمون بالاتفاقيات الدولية، فإننا لسنا ملزمين بالالتزام بأي من قواعد الحرب.

 ومع ذلك، نحن حذرون للغاية، لأننا نريد أن نحافظ على صورة الله في داخلنا”.

تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى عمليات النهب “المستقلة” التي يقوم بها الجنود، هناك وحدة خاصة في الجيش الإسرائيلي مخصصة للاستيلاء على الأموال والممتلكات الأخرى التي يتم العثور عليها في ساحة المعركة.

 

 ومن المعروف حتى الآن أن الجيش استولى على عشرات الملايين من الشواقل من غزة، والتي يدعي أنها مملوكة لحماس.

وإلى جانب نهب ممتلكات الفلسطينيين، يتناول الجنود الإسرائيليون بشكل روتيني أيضًا الطعام الذي يجدونه في المنازل المهجورة في غزة. "بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، يستخدم الجنود كل ما يجدونه، وينظفونه، ويطهرونه".

في مقال نشرته صحيفة هآرتس مؤخرا ، وصف الجنود الإسرائيليون "تجاربهم" في الطهي في المنازل الفلسطينية باستخدام المكونات التي وجدوها هناك. 

وقال أحد الجنود في المقال: "إن مطبخ غزة، كما رأينا، مليء بالتوابل". "في كل منزل ستجد الكثير من الأطعمة اللذيذة.

 يوجد أيضًا الكثير من العدس، لذلك قمنا في البداية بإعداد الكثير من اليخنة كان كل منزل بقينا فيه يحتوي على زيتون يصنعه [الفلسطينيون]، وقد تذوقنا زيت الزيتون أيضًا في كل منزل، بالإضافة إلى صلصة حارة رائعة. 

 

وتابع الجندي: "في بعض الأحيان تواجه أشياء خاصة - فجأة يظهر الثوم ثم تتجه إلى تناول المعكرونة مع الطماطم والثوم". "لقد وجدت أيضًا صلصة الخروب التي أضفناها إلى العصيدة وكانت ممتازة."

 

و في الشهر الماضي، نشرت رسالة من قبل الحاخامية العسكرية بها تعليمات مفصلة حول كيفية الحفاظ على الشريعة اليهودية عند استخدام الطعام والأواني الموجودة في المنازل في غزة. وتنتهي الرسالة التي وقعها الحاخام أفيشاي بيرتس بتوجيه الكتاب المقدس : “وتأكلون ثروات كل الأمم”.