السودان ترفض طلباً إيرانياً لبناء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن المستشار الأمني السوداني أحمد حسن محمد،اليوم الأحد ، أن الجيش السوداني رفض طلب إيران السماح لها ببناء قاعدة على البحر الأحمر؛ لتجنب رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل.
المستشار الأمني السوداني أضاف أن إيران زودت الجيش السوداني بمسيّرات، وعرضت تقديم سفينة حربية تحمل مروحيات إذا منح السودان الإذن لها بإقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
المسؤول السوداني أضاف: "أكد الإيرانيون أنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية، لقد أرادوا أيضاً وضع سفن حربية هناك، ولكن الخرطوم رفضت الاقتراح الإيراني؛ لتجنب رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل".
وتابع: "السودان اشترى مسيّرات من إيران، لأننا كنا بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية واحترام القانون الإنساني الدولي".
الصحيفة الأمريكية أشارت أيضاً إلى أن وجود قاعدة على البحر الأحمر سيسمح لطهران بتشديد قبضتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم، حيث إنها "ستساعد "الحوثيين" في اليمن على شن هجمات على السفن التجارية".
ووفقاً للصحيفة، يسلط طلب إيران الضوء على "سعي القوى الإقليمية للاستفادة من الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 أشهر في السودان للحصول على موطئ قدم في البلاد، التي تعد مفترق طرق استراتيجياً بين الشرق الأوسط والصحراء الأفريقية الكبرى".
كما أكدت الصحيفة أن المسيرات الإيرانية ساعدت الحكومة السودانية في الأسابيع الأخيرة، على استعادة السيطرة على مناطق مهمة بالخرطوم.
زيارة وزير الخارجية السوداني للعاصمة الإيرانية
وزير الخارجية السوداني سبق أن زار العاصمة الإيرانية طهران في بداية شهر فبراير 2024، والتقى نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي تسلَّم المطالب السودانية وأرسلها إلى قادة الحرس الثوري الإيراني، لمناقشتها واتخاذ القرار بشأنها.
إيران تدخل السودان بعد استئناف العلاقات
اتخذت العلاقات الإيرانية-السودانية منعطفاً سيئاً في مطلع عام 2016، بعد أن قامت حكومة عمر البشير الرئيس السوداني السابق، بقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع طهران، تماشياً مع قرار السعودية حينها قطع العلاقات مع إيران؛ على أثر اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة الإيرانية في طهران.
عادت الخرطوم وطهران لاستئناف العلاقات الكاملة في أكتوبر 2023، في عهد مجلس السيادة العسكري بقيادة عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش.
سياسي إيراني رفيع المستوى مقرب من دوائر صنع القرار في العاصمة طهران، قال لـ"إيرنا"، إن "العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة تنهار كل يومٍ أكثر من السابق، خاصة بعد حرب غزة، وطهران تسعى إلى إيجاد حلفاء آخرين مثلما تفعل مع روسيا والصين".
وقال إن "منطقة البحر الأحمر منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإيران، لذلك تسعى إلى ايجاد الحلفاء والأصدقاء هناك".
أضاف إلى ذلك أن "تصدير الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني له مكاسب اقتصادية لطهران".
يشار إلى أن التعاون العسكري بين السودان وإيران عاد بعد أشهر من استئناف العلاقات بينهما بصورة رسمية في أكتوبر 2023، عقب 7 سنوات من القطيعة.
جاء ذلك بعد اتفاق السعودية وإيران، بوساطة صينية، على عودة العلاقات، ما مثل رفعاً للحرج عن الخرطوم باستئناف علاقاتها مع طهران.