إسرائيل تجرّم كلمة “شهيد”و"آيات قرآنية"
كشفت وثيقة سرية عن توجه داخل إسرائيل لاتهام المواطنين العرب في إسرائيل بالتحريض، بسبب منشورات على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن كلمة شهيد أو آيات قرآنية، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024.
الصحيفة العبرية قالت في تقريرها إن النيابة العامة الإسرائيلية أعدت وثيقة بشأن فتح تحقيق، وتقديم لائحة اتهام ضد المواطنين العرب في إسرائيل نشروا في حساباتهم الاجتماعية منشورات تحوي كلمة "شهيد أو آية قرآنية أو دعوة أو مناجاة لله".
كما أوضحت أن الكشف عن هذه الوثيقة جاء خلال مداولات سرية في عدة اجتماعات للجنة القانون والدستور في الكنيست.
وزعم رئيس هذه اللجنة، سيمحا روتمان، من حزب الصهيونية الدينية الاستيطاني والعنصري، أن النيابة العامة متساهلة حيال محاكمة من زعم أنهم "محرضون"، ومن ضمنهم الذين اقتبسوا آيات قرآنية، منذ بداية الحرب على غزة.
كما هدد روتمان، الذي قاد في الكنيست تشريعات خطة إضعاف جهاز القضاء، ووصفها معارضوها بأنها تستهدف "الديمقراطية الإسرائيلية"، بأن تقرر لجنة القانون والدستور بنفسها التعليمات بشأن تجريم الذين ينشرون في حساباتهم منشورات تتضمن كلمة "شهيد وآيات قرآنية ودعوات إلى الله".
إثر تهديد روتمان، كشف نائب المدعي العام، ألون ألتمان، عن سياسة النيابة بهذا الخصوص، وأنه يوجد توافق كامل حولها بين النيابة والشرطة، وأضاف أن فتح تحقيق أو تقديم لائحة اتهام يتعلق بظروف نشر المنشور وتقييم احتمال أن يقود المنشور إلى العنف، وأنه لذلك فضلت النيابة التعتيم على سياستها هذه.
محضورات على المواطنين العرب في إسرائيل
بحسب التعليمات في وثيقة النيابة، فإن استخدام كلمة شهيد لوصف "شخص قُتل خلال تنفيذ عمل إرهابي أو بعده، بالإمكان النظر إلى هذا الوصف على أنه دعم، ومديح وتأييد للعمل الإرهابي، من خلال البحث في الظروف" التي صدر فيها المنشور.
كما أضافت هذه التعليمات أنه لا يتم فتح تحقيق "بمخالفة التحريض"، في حال عدم وضوح ظروف موت أو مقتل الشخص الذي وُصف بأنه شهيد، ولا يكون هناك مؤشر واضح على ضلوعه "بعمل إرهابي".
عندما تكون المعلومات مخابراتية فقط بأن شخصاً نفذ "عملاً إرهابياً"، أو ليس واضحاً من المنشور ما هو العمل الذي نفذه، فإنه يتم النظر في التعليقات على المنشور، وفي وجهة نظر تشمل أدلة تقدمها الشرطة، وبناء عليه يتم اتخاذ القرار بشأن فتح تحقيق أم لا.
فيما يتعلق بمنشور يتضمن دعوة إلى الله أو مناجاة الله، فإن التعليمات في وثيقة النيابة تفرق بين دعوة ومناجاة الله في ظروف دينية، وبين منشور كهذا يدل في ظروف معينة على مخالفة جنائية، وحسب وثيقة النيابة فإنه يتم النظر في أي حالة وفقاً للظروف وتوقيت النشر والمضمون والسياق.
حسب التعليمات، فإن مناجاة الله، التي يفهم منها أنها موجهة لشخص ما، ومرتبطة بأحداث معينة، وذات علاقة "بعمل إرهابي"، تبرر فتح تحقيق والمحاكمة في حالات معينة.
كذلك في حالات غير واضحة، وبالإمكان من خلالها إسناد "اشتباه معقول" لفتح تحقيق، تتم المصادقة على تحقيق بحيث يتعين على المشتبه إثبات براءته من خلال إفادة، وإثر ذلك يتم البحث في تقديم لائحة اتهام.
فيما قال نائب المدعي العام إنه "ليس من شأن هذه التعليمات تجريم مقاطع من صلوات أو نصوص دينية بحد ذاتها، وفي ظل غياب سياق، صورة أو أمر آخر يرسخ اشتباه"، حسبما نقلت عنه الصحيفة.