الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

لقبها المصريون بـ "أم المحسنين" وأهل اسطنبول بـ "الوالدة باشا".. من هي أمينة هانم إلهامي صاحبة السرير الفضة بقصر الأمير محمد علي بالمنيل الذي أثار الجدل؟

الأحد 21/أبريل/2024 - 07:01 م
الأميرة أمينة هانم
الأميرة أمينة هانم الهامي

تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تزعم اختفاء سرير من الفضة ضمن مقتنيات متحف قصر محمد على بالمنيل، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار، والتي نفت تلك الأنباء، مؤكدةً أنه لا صحة لاختفاء سرير من الفضة ضمن مقتنيات متحف قصر محمد علي بالمنيل، وأن المنشورات المتداولة لا أساس لها من الصحة، مشددةً على أن السرير المذكور متواجد بالفعل بالمتحف، وهو يخص السيدة أمينة هانم إلهامي، والدة الخديوي عباس حلمي الثاني والأمير محمد علي توفيق منشئ المتحف.

 

 ويعد من أهم التحف الفنية التي لا تقدر بثمن، نظراً لكونه من الفضة الخالصة وتميزه بجمال الزخارف والنقوش، مشيرةً إلى أن السرير يتم إجراء أعمال الترميم اللازمة له، ويعد السرير  الذي يزن 850 كيلو المصنوع من الفضة من ضمن 4 أسرة أهداها الخديوى إسماعيل لأبنائه الأربعة (توفيق وحسين كامل وحسن وفاطمة).

 وكانت أفراح أبناء الخديوي إسماعيل عام 1873 كانت أسطورية بما يكفي لذكرها في التاريخ تحت اسم "أفراح الأنجال" حيث استمرت 40 يوما متتاليا بمعدل 10 أيام لكل أمير وأميرة وفي السطور القادمة نسرد لكم تفاصيل عن الأميرة أمينة هانم إلهامي صاحبة السرير الفضة الذي أثار الجدل مؤخرا.

 

 

هى صاحبة العصمة الأميرة أمينة هانم إلهامي الملقبة بأم المحسنيين ، ابنة إبراهيم إلهامي باشا ابن عباس حلمي الأول ابن أحمد طوسون باشا نجل محمد علي باشا، و زوجة الخديوي توفيق، وقد تزوجها وعمر 21 عاما ولم يتزوج غيرها.

 

وقد أنجبت من الخديوي توفيق كل من الخديوي عباس حلمي الثاني و والأمير محمد علي و والأميرة خديجة و الأميرة نعمت هانم.

أم المحسنيين 

لقبها المصريون بلقب "أم المحسنيين" لأنها كانت شديدة العطف والاحسان على الفقراء والمساكين ، كان لها دور قوي في مساعدة المحتاجين والمرضى ،  كما كانت تساهم في انشاء الجمعيات الخيرية  .

 

انجازاتها 

تولت أمينة هانم الإشراف على المدارس التي قد انشأتها الأمير بنبا قادن ، إلى جانب أنها رصدت وقفا كاملا للإنفاق على المدارس المصرية ، حيث انشأت المدارس الالهامية الابتدائية للبنات  والمدارس الإلهامية الثانوية للبنين  والمدارس الالهامية الصناعية وكذلك المدارس الالهامية لبعث الطراز الفرعوني والإسلامي في الاثات والزخارف  وأرسلت البعثات الدراسة إلى الخارج على نفقاتها الخاصة .

 

الوالدة باشا 

تمتعت الأميرة أمينة هانم بمكانة رفيعة المستوي لدى الباب العال، حيث  كان يرسل السلطان عبد الحميد، لاستقبالها عندما جاءت إلى إسطنبول، ضابط عالي المقام للترحيب بها، وكانت الأميرة موضع تقدير القصر، فنالت احتراما وتبجيلا، وقد أطلقت عليها  أهل  اسطنبول لقب "الوالدة باشا".

 

و كانت الأميرة أمينة هانم شديدة التدين، حريصة على أداء الصلوات الخمس، وذهبت لأداء فريضة الحج، وكان بيتها مفتوحا لجميع الضيوف، كما ظلت ترتدي الثيارب المطعمة بالزخارف العثمانية تمسكا لها بالتقاليد.

الوفاة 

توفيت الأميرة أمينة هانم فى 19 يونيو 1931م، ونعاها المصريون بحزن عميق، وقد اهتزت مصر كلها لوفاتها، وكان ابنها الأمير محمد علي توفيق  "صاحب قصر المنيل" قد أحضر جثمانها من إسطنبول فى 26 يونيو من العام ذاته، وأعلن الحداد الملكى عليها لمدة عشرين  يوماً.

 

و تصدر نعي لها  في مجلة "المصور" فى عددها الصادر فى 26 يونيو 1931 يقول “ماتت أم المحسنين وغربت عن مصر.