في ذكري رحيل حسن حسني .. لماذا نام رامز جلال أمام منزله وكيف أقتنص الجائزة من نور الشريف وأحمد زكي؟
معظم جيل التسعينات و ما بعدها لا يعرفون عن حسن حسني إلا أنه الفنان الكوميدي الظريف الذي تقاسم بطولة معظم أفلام السينما
فهذا الجيل لا يتذكرون لحسن حسني إلا أدوار معينة مثل " عم بخ " في فيلم { اللمبي } أو السيد ضاحي { الناظر } أو المعلم ضبش في { غبي منه فيه } أو اللواء نجدت في { الباشا تلميذ } أو أبو هنيدي في فيلم { عسكر في المعسكر } أو أبو أحمد حلمي في { ميدو مشاكل } وغيرها من نوعية هذه الأدوار و الأفلام
فكان تميمة الحظ في هذه الفترة سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح منذ نهاية التسعينات حتي وقتنا هذا
ولكن ليس هذا هو حسن حسني الفنان العظيم صاحب الأدوار الهامة في تاريخ السينما المصرية و الدراما و المسرح
فهو صاحب تاريخ فني عظيم و أدوار لا يستطيع أن يقوم بها إلا فنان قدير
فكانت بداية ظهوره علي الشاشة العربية من خلال فيلمي { الباب المفتوح } مع فاتن حمامة و محمود مرسي عام ١٩٦٣ للمخرج بركات
وفيلم { لا وقت للحب } مع فاتن حمامة أيضاً و رشدي أباظة للمخرج صلاح أبو سيف عام ١٩٦٣
وبالرغم من ظهوره في أدوار بسيطة في أعمال فنية قليلة إلا أن شهادة ميلاده الفنية كتبت من خلال
دور المصور الفوتوغرافي في فيلم
{ المليونيرة النشالة } مع نورا عام ١٩٧٨
ودوره مع الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي في مسلسل { بابا عبده } عام ١٩٧٩
وكانت أهم أدواره التي أثبت من خلالها أنه ممثل عبقري و لولا معادلة البطولة المطلقة لكان من أهم أبطال السينما المصرية بلا جدال
من هذه الأدوار فهو أحد رواد قهوة الكرنك الثائرين في فيلم { الكرنك } أمام سعاد حسني عام ١٩٧٥ للمخرج علي بدر خان
فهو " عوني " في أحد أهم أفلام السينما المصرية { سواق الأتوبيس } أمام نور الشريف و عماد حمدي والمخرج عاطف الطيب عام ١٩٨٣
وهو السجان في فيلم { البرىء } أمام أحمد زكي و محمود عبد العزيز والمخرج عاطف الطيب عام ١٩٨٦
وهو لواء الشرطة الظالم في فيلم { زوجة رجل مهم } للمخرج محمد خان عام ١٩٨٧
وهو أبو ليلي علوي المغلوب على أمره في فيلم { المغتصبون } للمخرج سعيد مرزوق عام ١٩٨٩
وهو الرأسمالي الانتهازي مع نور الشريف و نورا في فيلم { صراع الأحفاد } عام ١٩٨٩
وهو المزور مع عمر الشريف في فيلم { المواطن مصري } للمخرج الكبير صلاح أبو سيف عام ١٩٩٠
وهو الأب المقهور في فيلم { دماء علي الأسفلت } مع نور الشريف والمخرج عاطف الطيب عام ١٩٩١
وحصل فيه علي جائزة أفضل ممثل بالرغم من وجود نور الشريف كبطل الفيلم ووجود فيلم ( ضد الحكومة ) لأحمد زكي وفيلم ( الكيت كات) لمحمود عبد العزيز وهو أحد أبطال فيلم { ليه يابنفسج } للمخرج رضوان الكاشف عام ١٩٩٣
ودوره الهام في فيلم { ميت فل } مع شيريهان للمخرج رأفت الميهي عام ١٩٩٦
ولا ننسى مشهده الوحيد و المؤثر في فيلم { ناصر ٥٦ } عام ١٩٩٦ للمخرج محمد فاضل
ودوره الذي أبكي الجميع "عم ركبه القراداتي" في فيلم { سارق الفرح }
للمخرج دواد عبد السيد
ودوره العالمي في فيلم { فارس المدينة } للمخرج محمد خان
وفي الدراما المصرية أبدع و أبهر الجميع في أدوار و أعمال تعد الأهم في تاريخ الدراما العربية
فهو " أبو لهب " في مسلسل { الكعبة المشرفة } عام ١٩٨٤
وهو المحب المكسور في مسلسل { غوايش } عام ١٩٨٦
وهو الصول المحب لنجمة السينما مديحة كامل في مسلسل { البشاير } مع محمود عبد العزيز عام ١٩٨٧
وهو أحد أهم اليهود في الموساد الإسرائيلي في مسلسل { رأفت الهجان } الجزء الثاني عام ١٩٩٠
وهو" الخال مغني " كبير العيلة في مسلسل { النوة } للمخرج محمد فاضل عام ١٩٩١
وهو الصول إبن البلد في مسلسل { المال و البنون } عام ١٩٩٣
وهو الأستاذ وفائي في مسلسل { أرابيسك } مع صلاح السعدني عام ١٩٩٤
وهو رب الأسرة المتوسطة الذي يعبر عن المصريين في المسلسل الإجتماعي { أهالينا } عام ١٩٩٦
وهو الشيخ إبراهيم البلتاجي والد أم كلثوم في أشهر و أهم مسلسل في تاريخ الدراما العربية { أم كلثوم } عام ١٩٩٩
إلي جانب إبداعاته المسرحية التي تدل علي قيمة حسن حسني كممثل مسرحي من طراز فني أصيل
في مسرحيات تعد علامات مضيئة في تاريخ المسرح العربي مثل
مسرحية { ع الرصيف } مع سهير البابلي و حسن عابدين
{ أعقل يامجنون } مع محمد عوض
{ سكر زيادة } مع أبو بكر عزت
إلي جانب تقديمه للمسرحيات باللغة العربية الفصحى في مسرحيات عديدة
هذا هو جزء من أعمال هذا العملاق الفني الكبير الذي لا يعرفه جيل الآيفون و السيوسشال ميديا إلا من خلال العشرين سنة الأخيرة فقط وهو من قدم و أبدع و أبهر و أجاد كل الأدوار أمام عمالقة الفن و الإخراج علي مستوي جميع المجالات الفنية و في حقب زمنية بعيدة و متتالية
وقف أمام الكبار فكان كبيراً
ووقف مع الصغار حتي أصبحوا كبار علي يده
جيل الألفيًة الجديدة الذي أصبح حسن حسني هو تميمة الحظ لكل بداياتهم الفنية و نجاحاتهم المستمرة
فنجد ٩٠ ٪ من قائمة الأفلام السينمائية منذ ١٩٩٩ و لمدة عشرين سنة إسم حسن حسني مقترن بها
فهو الفنان الذي لمع و نجح مع كل الأجيال و أصبح الفنان الكبير الوحيد الذي تواصل مع الأجيال بشكل عبقري و إستثنائي فلم يكن وجوده في أي عمل إلا بدور محوري و مهم
ويذكر أن النجم رامز جلال نام في سيارته أمام منزل حسن حسني ينتظره حتي يأتي من التصوير ليرجوه أن يكون معه في أول بطولة سينمائية له فيلم ( أحلام الفتي الطايش ) ٢٠٠٧ بعد ما إعتذر حسن حسني عن هذا الفيلم لكثرة أعماله و لكن أمام كل ما قام به رامز جلال ليقنعه وافق و كان فاتحة خير على رامز جلال فيما بعد
وهكذا كان حسن حسني مع كل من يريد أن يقدم أوراق إعتماده كنجم في السينما من جيل الألفيًة الجديدة الذي أصبح مديناً لحسن حسني
أربع سنوات علي رحيل حسن حسني ولا يزال مكانه شاغراً